| مقـالات
** حين لا يبارك المجتمع بكل شرائحه زواج السعودية بالأجنبي فذلك ينطوي على حنو وإشفاق ونظرة بعيدة لكيان الأسرة التي يلزم تأسيس أطرها على الوفاق المتكامل الذي يؤمِّن لها أكبر فرصة من الاستقرار,.
وحين أطلعت على أحد الطروحات الجيدة التي نشرتها الشرق الأوسط عن مشكلات زواج السعوديات بالأجنبي استيقظت في ذاكرتي تلك الأخت وشكواها من ت أخير البت في موضوعها.
فأحد المسئولين في وزارة الداخلية علّق على استفسار عن سبب التأخير في منح الإذن أو الموافقة على مثل هذه الطلبات التي تتقدم بها نساء سعوديات يرغبن الارتباط بغير سعودي.
فقد أوضح أن المسألة ليست تأخيرا بقدر ما هي محاولة لمنح الفرصة للعدول عن الأمر وإعطاء الفرصة والوقت للمراجعة والمحاسبة والنظر المتأمل والفاحص بنتائج مثل هذه الزيجة على المدى القريب والبعيد,, وتأثير ذلك على الأطفال خاصة وحقوق المرأة السعودية بحضانة أطفالها من زوج غير سعودي وحقها في الطلاق في المحاكم السعودية إذا رفض الزوج طلاقها في بلدها أو في بلده,.
وحكايات أخطر بكثير من مخاطر زواج السعودي بغير سعودية، فالرجل هو سيد القرار في مسألة الزواج والعصمة في يده وبإمكانه ضمان حقوقه من الزوجة تحت أي تشريعات قانونية كانت أو اجتماعية فهو الرجل,.
والرجال قوّامون على النساء,,.
ومن حنو الوطن على بناته وحرصه على عدم ترك نزواتهن الطارئة وقراراتهن المرتجلة تسير بهن باتجاهات الندم حين لا ندم,.
والعاقلة الرصينة هي التي لاتفكر بالأمور وتقيسها في حالة الصفو والرخاء,, والود القائم,, فكل البشر في هذه الحالات هم في قمة الإنسانية والجمال والعذوبة ولكن المعادن تتكشف والروائح تشيع حين يدبُّ الخلاف وحين تتباين الدروب الحياتية والمؤسسة الزوجية التي هي بمثابة مركب يصارع أمواج الحياة محمّل بالبشر من زوجين وأطفال لكل حلمه ولكل طريقته في تحقيقه، هي حتماً ستصطدم بعوائق الأمواج ولن يعينها على استكمال دربها إلا قدرة المختلفين على خلق سقف أعلى للاختلاف لا يتجاوزنه مثلما أن هناك سقفا أدنى للاتفاق لا يتنازلون عنه,.
وهذا السقف لايتأتى إلا بتماثل البيئة وتوحّد الفكر والاتجاهات والمرجعية التاريخية والاجتماعية الواحدة وكذلك التشريعية.
وبقدر اجتماع هذه العوامل وتحققها بقدر نجاح الزواج,.
وهذه العوامل مجتمعة يفتقدها زواج السعودية بغير سعودي والحكايات المأوسية لسعوديات نادمات جداً على ما آلت اليه حياتهن بعد ارتكابهن لما يرينه ويصفنه بأنه ناتج عن قرار غير مسئول احتملنه ولم يساعدهن المجتمع بالعدول عنه والنجاة من ويلات الزواج من رجل مختلف لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يكون الدثار الدافىء الذي تأوي إليه المرأة كلما داهمتها الحياة بشتاءاتها المختلفة.
أما مسألة أن الرجل السعودي خشن وفظ ولا يحسن التعامل مع المرأة.
فلم نعثر بعد ولله الحمد على أزواج مقطعي الأجساد ومحشوين في أكياس ملقاة على قارعة طرقاتنا الطويلة والنائية,.
وهو لا يعني أن نساءنا مسالمات ويقبلن الذل والإهانة دون حراك,.
لكنه حتماً يعني أنه ليس بيننا رجال يدوسون على النساء بأحذيتهم، فالقاعدة في هذا المجتمع العودة الى ماكان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام الذي كان خير الناس في أهله.
والقيمة الاجتماعية السائدة للمرأة ارتقت عن المفاهيم القديمة غير المستندة على تشريعات إسلامية,, والنظرة اليها مستمدة من القيمة الاسلامية التي منحها الدين بتشريعاته للمرأة والمكانة العظيمة لها كأم وزوجة وابنة,,,.
وفظاظة بعض الرجال المبنية على خلل في تكوينهم النفسي هي أمر استثنائي لا انتماء له ولا يفرق بين الجنسيات وليس هناك سمات عامة تشير الى وجود الخشونة أو الفظاظة في تعامل الرجل مع المرأة في مجتمعنا بشكل عام وملاحظ كسمة خاصة، بل علينا أن نكون أكثر صدقا لنقول إن الرجل قد بلغ من مرحلة المرونة في تعامله مع المرأة ما يجعلنا وحفظاً لأمور كثيرة نقول له قف الى هذا الحد ومارس دورك في القوامة على القاصرات من النساء اللاتي هن في طور التوجيه لعدم اكتمال نضجهن ووعيهن.
بقي أن أقول ان سائلتي عدلت عن زواجها بالشاب غير السعودي، ولقد علمت بذلك بعد سنوات لكنني حقاً أتمنى لو علمت لماذا عدلت وبمن تزوجت وكيف هي الآن مع زوجها السعودي الزكرتي أو السنافي سيّان,.
ليتها تقرأني الآن وليتها تجيب على تساؤلاتي!!
عنوان الكاتبة: 26659 الرياض 11496
|
|
|
|
|