|
| مقـالات
قال أبو بدر من كتاب (زبد القدور وقت فوح الصدور) جاء إلينا رجل مرتجف كالعصفور بلله قطر الشواتي فقال: يا قوم أغيثوا الملهوف وابحثوا لي في كتب القمطر والرفوف مما حواه علم العرب عن تفسير رؤياي، ثم زعم أنه رأى في المنام قوما من كل جنس ولون يأتون إلى بلادي ودخلوا داري وكانوا أفواجا مثل يأجوج ومأجوج فأصابني منهم فرق عظيم وخوف لا وصف له، وطفقت أهرب بعيداً ويداهمني القوم حتى صرت آكل مثلهم وأتكلم لغتهم.
قلنا له في التأويل: تلك يا أخ العرب حضارة العالم التي دخلت عليك من كل باب وأنت تجادل في الحداثة والقديم وأحلام الشعراء وقت الغسق والطارف والتليد,, ولو أنك قبلت مناهج التفكير ووعيت بعقلك بدل عواطفك لكان الأمر يسيرا,, فخذ من ثقافتهم بدل الهرب كما فعلت، فما في ذلك على ثقافتنا ضير بل لعله لها خير, قال الرجل وما الوجاء يا أعلم أهل الزمان,, قال الوجاء بإذن الله أن نبني عقولاً لا تهزها الرؤى والأحلام من مفهوم عصري لا يبزنا فيه غيرنا بدل الكلام في غير محله والقول بأن حياتنا احتوت الفضل كله، فعند الآخرين فضل لم نصله وخير ليتنا نحصل عليه.
قال وعند تمام التأويل أتى غلام أصلع كبير الأذنين وقال يا أبا بدر رويدك والطف بالرجل فهو ليس من أهل العلم بل هو من أهل كرة القدم خائف من هزيمة فريقنا في مباراة كأس العالم.
|
|
|
|
|
