| الريـاضيـة
مسيرة طويلة سار فيها النادي الاهلي بعد ان فقد الوصول إلى منصات التتويج, وقد احتاج النادي الى شخصية لديها القدرة على العطاء والتضحية دون حساب واحياناً العمل وحيداً للنهوض بهذا الفريق ذي الجماهيرية الكبيرة, وتولى تلك المهمة الصعبة صاحب السمو الملكي الأمير محمد العبدالله الفيصل.
وقد كان المبدأ الذي سار عليه في البداية هو تكوين فريق من الصفر وذلك من خلال استقطاب الشباب واكتشاف الموهوبين.
وقد اتى ذلك بنتائج كبيرة حيث ظهرت اسماء قوية مثل عبد الله سليمان، خالد قهوجي، طلال المشعل، حسين عبدالغني، محمد شلية.
وبدأ الفريق قبل اربع سنوات في الظهور الفعلي والمنافسة على البطولات وكاد ان يصل الا ان عقدة ظهرت لا احد يعرف سببها وهي ان يصل لخط النهاية ولكن يقف امامه الحظ كما يقال بينما الحقيقة غير ذلك وهي ان روح اللاعبين تهتز في المباريات النهائية وتفقد الحماس,, وحاول النادي حل المشكلة النفسية بإحضار مدربين عالميين فكان حضور زاناتا الذي استطاع معه الفريق ان يلعب على النهائي والحصول على فوز وحيد.
وأتى بعده إنجيل لوبيز الذي أول ما وصل للمطار قال انه مكتشف مارادونا واخفق بعد ذلك في ثلاث بطولات,, والآن مع المدرب الجديد الذي افتتح تواجده مع النادي ببطولة شهدت افراحا عارمة داخل النادي والجماهير المتعطشة للكؤوس.
والمشاهد للفريق بعناصره الحالية يجد ان اللاعبين الوطنيين كان لهم حضور لافت للنظر حيث نستطيع ان نقول ان انضمام دوسري الرياض كان له اثر كبير في وسط الأهلي وظهور المشعل وعبيد ولم يبق على الاهلي الا ان يجد مدافعا يعين عبدالله سليمان.
وصفقة السويح كانت رائعة ولكن اين سيلعب في وجود نجوم الوسط مثل قهوجي والدوسري والزهراني.
ان النادي يملك عناصر الآن تستطيع الوصول الى البطولات فليس هناك عذر يمكن قبوله, فكلنا رأينا إبداع الوسط المخيف الذي هو اساس كل فريق فبروز فهد الزهراني وسعد الدوسري جعل هناك روح كبيرة تسند الهجوم وإضافة الى أن الدفاع يحتاج الى محور متمكن يشكل لاعب دفاع ووسط متمكن واظن ان الاهلي قادر على ذلك ولم يعد هناك مشكلة امامه سوى الحماس حتى لآخر دقيقة لان ذاك يعتبر نصف الفوز والباقي على المدرب الذي يجيد الخطط.
كلنا عرف عن الاهلي فن اللعب والمهارة الجميلة التي تمتع الجماهير وكلنا يعلم ان هناك محبين للنادي كثر إلا ان الغالبية فضلت عدم الظهور بسبب الاخفاقات السابقة, الا ان الفوز الاخير جعل الظهور مباحا وإبراز التشجيع واضح.
ليس في جدة فقط ففى الرياض لديه ايضا جماهير محبة للنادي حيث يحرص اعضاء شرف حاليون مثل عبدالعزيز العساف وعبد الرحمن السحلي وآخرون لا اذكر اسماءهم على الاجتماع الدائم وقد احتفلوا مؤخرا بالفوز بحضور جيد من المشجعين للنادي.
وقد طرح الجميع العديد من الافكار الجميلة التي من شأنها ان تدعم النادي مادياً ومعنوياً والاهم من ذلك لم شمل الجماهير في العاصمة ليكون هناك ملتقى دائم لهم يساهم بفعالية ويقف بجانب قيادة الاهلي الكبيرة المتمثلة في الامير محمد عبد الله الفيصل, واتمنى من كل محب للاهلي في الرياض ان يحرص على المشاركة لتكوين وجود حقيقي لمقر يجمعهم والسعي للمساندة والدعم لنادينا العريق, وأرجو منهم ان يكون عدم الثقة او الانهزام من اوضاع سابقة للفريق قد انتهى تماما, والتأكيد عليهم ان الاهلي لن يصعد ويستمر في النجاح ما لم يكن محبوه حوله.
وليكن لهم في الامير محمد العبد الله الفيصل قدوة في التضحية والصبر, وليعلموا حرص سموه على الالتقاء بهم في الرياض والنقاش حول ناديهم, وهذه هي الطريقة المثلى والراقية للمساهمة اما الابتعاد والاكتفاء بالفرجة عبر الشاشات او الاستماع الى الاخبار من الآخرين فلن يكون لها جدوى.
كلنا نعلم مدى الاستقرار والتنظيم الذي يتميز به النادي الأهلي والحرص الذي يبديه اعضاء مجلس الشرف على الاتصال بالجميع, وقد لا يعلم البعض ان القاعدة الجماهيرية للنادي في عاصمة الثقافة كبيرة ولاينقصها سوى الخروج الى السطح وما عليهم إلا الاتصال بالنادي في جدة او عبر الصحف لمعرفة كيفية الوصول الى الاعضاء الفاعلين وعلى رأسهم الاستاذ عبدالعزيز العساف الذي رأيت حرصه الشديد على لمِّ الشمل وايجاد مقر والبحث عن الدعم الدائم للنادي ولعلي لا انتقص عبدالرحمن السحيلي حقه، فهو ايضا كان يتكفل بالمال من اجل النادي.
ولعل الرسالة التي اوجهها للاعبي الاهلي وخارجه من اعماق محبيه هي ان عليهم ان يعلموا ان لهم مراقبا دائما ومحبا في الرياض اسوة بالمدن الكبرى الاخرى وأنهم يسعون لدعمهم وعليهم ايضا ان يعلموا ان للاهلي رجلا عظيما مازال يعطي ولن يتوقف فكونوا عند حسن ظن الجميع.
|
|
|
|
|