قد جاء يومُك يَعدوُ أيّها الحجر
يقول: ها,, إنني من فرحةٍ سكِرُ
لعلّ عهدي عهد لا نفاق به
بل إنني غضبة لله تنتصر
لعلّ كفَّاً من الاشبال تحملني
في قوة من ثرى الاحقاد تبتدر
حتى أحطّ على أشجى مواجعهم
فأفقأ العين، أو يَعشَى بي البصر
ما كنت يوماً سلاحاً فاتكاً خطراً
حسَّاً,, ولكن في المعنى ليَ الفَخَر
أذكيت في القوم روحاً شَدَّ ما أتَّقَدت
لما تكلمت الآيات والسور
تحرك الدين في شعبي وفي وطني
بعد اليباس، جَرَى من مِنبرٍ نهر
والدين أخوف ما يخشاه مضطهدي
اذا تطهرت الأعمال والسِّير
فهو الشرارة إما نهتدى قبَساً
وهو الملاذ لنا إن مسَّنا الضرر
أرضي (فلسطين) لا مالٌ ولا بدلٌ
يَسطيعُ زحزحتي او ينتهي العُمُر
أفديك بالروح، بالأولاد فاتّقِدي
ناراً تحرّق صهيوناً وما عمروا
دعي زعاماتنا في غيِّهم غرقوا
فما بهم من رجاء ثَمّ يُنتظر
واستصحبيني رمزاً عنهم عوضاً
ضد الغزاة، فرمزي مرهق خطِر
أنا الذي أيقظ الأقوام من سِنةٍ
وأيقظ الحسَّ لَهَّاباً له شرر
ما ثَمّ من قوةٍ (عظمى) تنازلني
اذا تحرك شعبي وانتفى الحذر
صَهٍ,, أنا القدر الطاعون مُنصَلِتاً
على الصهاينة الباغين، أنفجر
كأنني نقمة لله قد نزلت
على يهودَ,, فلا تُبقي ولا تذر
و(ثورتي) اليوم أن أبقى حليفكم
ترمون بي كل (ملعونٍ) به خَوَر
لن تنكصوا أو تلينوا في جهادكم
فاستشعروا الدين حتى يَزأرُ الضَّجَر
حتى يَفرّ بنوصهيون من وطني
كما الخنازير إمَّا اجتالها النمر
إني المحدِّث عن قومي اذا صمتوا
أنا اللسان فصيحاً,, واسمي (الحجر)