أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 7th November,2000العدد:10267الطبعةالاولـيالثلاثاء 11 ,شعبان 1421

الاخيــرة

الحجر,, والشعر
عبد الله بن عبد العزيز بن إدريس
في بداية الانتفاضة الأولى عام 1408ه كنت على السرير الأبيض لإجراء عملية صغيرة، وكتبت أثناء ذلك الأسبوع قصيدتي الحجر,, والصامتون تعبيراً عن اغتباطي وفرحي المتأجج بهذه الحركة الجهادية المباركة، والفريدة من نوعها.
أما في الانتفاضة الأخيرة ويا للمصادفة فقد كنت كذلك على سرير في نفس المستشفى,, ولكن لأيام قليلة والحمد لله .
وقد حاولت معرفة كُنهِ هذ المصادفة فلم أفلح,, وحاولت قبل ذلك وبعده، أن أكتب قصيدة أخرى في انتفاضة الأقصى، فلم يتيسر لي ما يرضيني، ولم أقتنع بما هو دون ذلك الرضا.
وقد ذكّرني هذا (العصيان) الشعري مقولة الفرزدق والله إنها لَتَمرُّ بي ساعات لخلع ضرس أهون عليَّ من قول بيت من الشعر
ولا شك ان موحيات الشعر كثيرة، وصوارفه أكثر، وكثيراً ما يكون الشعر الجيد هو الذي يفرض نفسه على الشاعر وليس العكس.
رجعت إلى طبيعتي الشعرية,, فوجدت أنها تكون طيَّعة معي عند التجربة الشعورية الأولى (البكر),, ولكنها قد تكون عصيَّة حين ترى أنها في الأولى قد استوفت غرضها، وأوفت الموضوع حقه, لذلك فهي تتأبَّى تكرار ما سبق أن عاشته وأفرغت فيه شحنتها التفاعلية تصويراً وتعبيراً, ومن هنا تصالحتُ مع شعري في أن تكون لي منه (القطفة) الأولى، والاكتفاء بها حال ما كان التشابه المضموني قائماً بين ماضي التجربة وحاضرها.
ومن هنا، وتجديداً للمشاركة الوجدانية مع أطفال الحجارة الفلسطينيين الشجعان أحببت أن أورد في زاويتي (الثلوثية) هذه؛ بعض مقاطع من قصيدتي في الانتفاضة الأولى (الحجر,, والصامتون):


قد جاء يومُك يَعدوُ أيّها الحجر
يقول: ها,, إنني من فرحةٍ سكِرُ
لعلّ عهدي عهد لا نفاق به
بل إنني غضبة لله تنتصر
لعلّ كفَّاً من الاشبال تحملني
في قوة من ثرى الاحقاد تبتدر
حتى أحطّ على أشجى مواجعهم
فأفقأ العين، أو يَعشَى بي البصر
ما كنت يوماً سلاحاً فاتكاً خطراً
حسَّاً,, ولكن في المعنى ليَ الفَخَر
أذكيت في القوم روحاً شَدَّ ما أتَّقَدت
لما تكلمت الآيات والسور
تحرك الدين في شعبي وفي وطني
بعد اليباس، جَرَى من مِنبرٍ نهر
والدين أخوف ما يخشاه مضطهدي
اذا تطهرت الأعمال والسِّير
فهو الشرارة إما نهتدى قبَساً
وهو الملاذ لنا إن مسَّنا الضرر
أرضي (فلسطين) لا مالٌ ولا بدلٌ
يَسطيعُ زحزحتي او ينتهي العُمُر
أفديك بالروح، بالأولاد فاتّقِدي
ناراً تحرّق صهيوناً وما عمروا
دعي زعاماتنا في غيِّهم غرقوا
فما بهم من رجاء ثَمّ يُنتظر
واستصحبيني رمزاً عنهم عوضاً
ضد الغزاة، فرمزي مرهق خطِر
أنا الذي أيقظ الأقوام من سِنةٍ
وأيقظ الحسَّ لَهَّاباً له شرر
ما ثَمّ من قوةٍ (عظمى) تنازلني
اذا تحرك شعبي وانتفى الحذر
صَهٍ,, أنا القدر الطاعون مُنصَلِتاً
على الصهاينة الباغين، أنفجر
كأنني نقمة لله قد نزلت
على يهودَ,, فلا تُبقي ولا تذر
و(ثورتي) اليوم أن أبقى حليفكم
ترمون بي كل (ملعونٍ) به خَوَر
لن تنكصوا أو تلينوا في جهادكم
فاستشعروا الدين حتى يَزأرُ الضَّجَر
حتى يَفرّ بنوصهيون من وطني
كما الخنازير إمَّا اجتالها النمر
إني المحدِّث عن قومي اذا صمتوا
أنا اللسان فصيحاً,, واسمي (الحجر)

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved