أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 7th November,2000العدد:10267الطبعةالاولـيالثلاثاء 11 ,شعبان 1421

القرية الالكترونية

رعب الحجارة الإلكترونية يصيب أمريكا
التحقيقات الفيدرالية تخشى اتساع نطاق المواجهات العربية اليهودية على الشبكة ليشمل المواقع الأمريكية
تعطيل 35 موقعاً إسرائيلياً والبرازيليون والبلغار يتضامنون مع الفلسطينيين
تصاعد الهجمات على المواقع الإسرائيلية باستخدام الأسلحة الفيروسية
* مكتب القاهرة عبدالسلام لملوم
انتقل رعب الحجارة الإلكترونية التي استهدفت وأصابت المواقع الإسرائيلية على شبكة الإنترنت بالشلل طوال الأيام الماضية ليصيب قلب الولايات المتحدة الأمريكية وينشر حالة من الذعر والهلع في اوساط الخبراء والشركات الأمريكية والهيئات الاقتصادية والتجارية والمستخدمين العاديين الذين ترتبط حياتهم اليومية بشبكة الإنترنت.
وقد دفع هذا الامر وكالة التحقيقات الفيدرالية الأمريكية إلى اصدار تحذير من الدرجة A طالبت فيه الوكالات الشركات والهيئات الحكومية والخاصة باتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر وتعزيز الاجراءات الأمنية في مواقعها في ظل تصاعد الحرب الإلكترونية بين العرب وإسرائيل واحتمال اتساعها لتشمل مواقع أخرى خارج منطقة الشرق الأوسط خاصة بعد ان نجح الهاكرز المسلمون طوال الأيام الماضية في اغلاق أكثر من 35 موقعا إسرائيليا من بينها مواقع حكومية وعسكرية وتجارية مهمة بينما لم يتمكن القراصنة الإسرائيليون وحلفاؤهم سوى من اغلاق 12 موقعا فقط خمسة منها تابعة لحزب الله اللبناني وتلفزيون المنار واثنين آخرين لحركة حماس الفلسطينية، واثنين تابعين للسلطة الوطنية الفلسطينية بالإضافة إلى موقع jmj وهي شركة إسلامية لها عدة فروع في استراليا وامريكا وموقع البوابة الاخباري الذي تعرض لهجوم محدود في بداية الحرب.
توسع في الهجوم
وقال متحدث باسم وحدة جرائم الإنترنت في إدارة حماية البنى التحتية التابعة للوكالة NPIC ان هناك دلائل مؤكدة تشير إلى إمكانية استهداف القراصنة المسلمين المؤيدين لفلسطين وحزب الله لمواقع أمريكية حيوية رفض تحديدها وطالب المسؤولين عنها باتخاذ خطوات فعالة لصد أي هجوم محتمل قد يتم بنظام القنابل الإلكترونية طوفان الرسائل البريدية او بنظام انكار الخدمة (DDOS Attack) أو بنظام الطوفان الشبكي وطالب أيضا بضرورة اجراءات مراجعات دورية لأنظمة التشغيل المستخدمة في هذه المواقع وسد الثغرات الأمنية الموجودة فيها.
وأشار المتحدث إلى ان الوكالة تلقت معلومات على درجة عالية من الأهمية تؤكد ان قراصنة مسلمين وشرق أوسطيين يعدون لشن سلسلة من الهجمات الارهابية على المواقع الأمريكية خاصة في ظل تصاعد المد المعادي لأمريكا وإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي بسبب الوضع المتوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأوضح ان هذه الهجمات قد تشمل حربا فيروسية تستهدف تدمير البنية التحتية لهذه المواقع خاصة بعد انضمام قراصنة كوبيين ومجريين وبرازيليين وبلغاريين وفلبينيين محترفين إلى الطرف الفلسطيني في هذه الحرب بالإضافة إلى خمس جماعات قرصنة إسلامية على رأسها جماعة المهاجرين في بريطانيا والنادي العالمي للقراصنة المسلمين MCH وجماعات جي فورس وازاد شير وزينداباد الباكستانية التي اشتهرت في تاريخها الطويل مع عالم القرصنة باستهداف البنى التحتية لشبكات الكمبيوتر باستخدام برامج التروجان هورس والفيروسات وأدوات أخرى اكثر تعقيدا.
مواقع أمريكية مهددة
ورغم رفض المسؤول الأمريكي تحديد هوية المواقع المستهدفة إلا ان الخبراء اكدوا ان مصطلح المواقع الحيوية ينطبق فقط على مجموعة معينة من المواقع الحكومية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية تضم مواقع وزارة الدفاع البنتاجون والبيت الأبيض ووزارة الخارجية والكونجرس ووكالة المخابرات المركزية CIA ووكالة التحقيقات الفيدرالية FBI ووكالة أبحاث الفضاء NASA وبورصتي نيويورك وول ستريت وشبكتي سي,ان,ان وايه,بي,سي نيوز بالإضافة إلى موقعي البحرية والقوات الجوية وثلاثة مواقع تجارية أخرى هي ياهو واي باي وامازون كوم.
وكانت المرحلة الثالثة من الهجوم المنظم الذي يشنه القراصنة العرب والمسلمون ضد المواقع الإسرائيلية منذ أيام قد شمل عدة مواقع تجارية من بينها شركة اكسنت إسرائيل وكمبيونت إسرائيل وميدي كوم وميجا بايت ودوتان وسيستيماتيك وبامون إسرائيل والمدرسة الدولية العليا لإدارة الأعمال وإسرائيل كومير شال سب دومين وبيت نت شات وتارجو تاك تورو وكوول وهاجاي موترو سيكل.
جماعات وهجوم شرس
وفي هذا السياق اصدرت مجموعة defense الأمريكية المتخصصة في أعمال التخابر لحساب الغير على شبكة الإنترنت تحذيرا أكدت فيه ان من وصفتهم بالجماعات الارهابية على حد تعبيرها ترتبط بقوى شرق اوسطية تعتزم بدء المرحلة الرابعة من الهجوم المقدس الذي يستهدف البنية التحتية لمواقع إسرائيلية وامريكية على شبكة الإنترنت خلال الأيام القليلة القادمة.
وقال بن فيتزك رئيس المجموعة ان من بين الأهداف الرئيسية التي يشملها الهجوم مواقع تابعة لشركة AT@T الأمريكية التي تدخلت لانقاذ المواقع الإسرائيلية وارسلت فريقا من الخبراء المتخصصين في مكافحة عمليات القرصنة إلى تل ابيب كما انها وافقت على استضافة ثلاثة مواقع تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية مشيرا إلى انه تلقى بيانا من منظمة إسلامية تطلق على نفسها اسم الجهاد تبنت فيه مسؤولية الهجوم الذي استهدف شبكات ويب ستايل www.webstyle2000. com وجولدن لاينز www.goldenlins. co.il وكومسيك www.comsec.co.il وهي شبكات إسرائيلية تعمل بنظام ISP وتضم عشرات المواقع الحكومية والتجارية والاقتصادية.
وقد تبنت الجماعة أيضا مسؤولية الهجوم الذي تعرض له موقع شركة لوسنت تكنولوجيز الأمريكية وهي الشريك الرئيسي لمعظم الشركات الإسرائيلية العاملة في مجال تكنولوجيز الكمبيوتر والإنترنت، كما تبنت ايضا الهجوم الذي استهدف بعض المواقع الاقتصادية الإسرائيلية وعلى رأسها بنك إسرائيل وبورصة تل ابيب وبعض شركات الاتصالات الإسرائيلية التي تعمل تحت غطاء امريكي واوروبي.
تحذير شديد اللهجة
وقال بيان جماعة الجهاد الذي نشرته DEFENSE مقاطع منه في موقعها على الشبكة نحن نحذر الصهاينة وحلفاءهم الامريكيين والأوروبيين في كل مكان من العالم من شن أي هجوم على أي موقع عربي أو إسلامي معاد للصهيونية على شبكة الإنترنت لأننا هذه المرة لن نكتفي بتعطيل موقع هنا او اغلاق موقع هناك لكننا سنرد على هذا الاعتداء بإعلان حرب مدمرة لا نهاية لها، واكدت الجماعة ان المرحلة الرابعة من الهجوم المقدس تستهدف قصم ظهر الاقتصاد الصهيوني من خلال شن هجمات يومية واسعة النطاق على المواقع التجارية التي يديرها او يملكها صهاينة على شبكة الإنترنت مما يعني خسارة ملايين الدولارات.
وأضاف البيان ان الجماعة لا يمكن ان تقف صامتة تجاه المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يدافع عن مقدساته ولا يمكن ان تقف صامتة أيضا تجاه الذين يساعدونه بتزييف الحقائق ونشر صوره مقلوبة للحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي ضد النساء والأطفال وتصوير الجنود المدججين بأقوى الأسلحة الفتاكة على انهم مجموعة من الحملان الوديعة الذين يدافعون عن انفسهم في مواجهة حجارة الأطفال.
وحذرت الجماعة من ان يدها الطليقة ستطول كل المواقع الإسرائيلية والأمريكية وكل الشركات التي ترتبط بأي علاقة مع العدو الصهيوني وستحول شبكة الإنترنت إلى جحيم يقض مضاجع الصهاينة وتوابعهم.
تصاعد وشيك
وتوقع خبراء أمريكيون وبريطانيون تصاعد الحرب الإلكترونية ضد إسرائيل على شبكة الإنترنت خلال الأيام القادمة مع انضمام المزيد من العرب والمسلمين إلى هذه الحرب التي يعتبرونها فريضة مقدسة وقال الخبير البريطاني جيم راندل ان هذه الحرب مرشحة للتصاعد كل يوم خاصة ان الطرف الآخر يقصد العرب اكثر عددا واكثر تنظيما وأطول نفسا وباستطاعتهم حشد المزيد من الحلفاء الاستراتيجيين في جبهة ممتدة من استراليا وباكستان شرقا حتى البرازيل والارجنتين غربا بحكم التواجد العربي والإسلامي المكثف في هذه المناطق وحتى في داخل أمريكا نفسها شارك قراصنة في الهجوم على المواقع الإسرائيلية مشيرا إلى ان القراصنة المسلمين بينهم عدد كبير من المحترفين ويملكون تقنيات هجومية لا يمكن التقليل من شأنها بالإضافة الى انهم يقدمون المساعدة للمستخدمين العاديين الراغبين في مهاجمة مواقع إسرائيلية.
لا لتكسير العظام
وحذر راندل القراصنة البريطانيين من المشاركة في لعبة تكسير العظام التي تدور رحاها بين العرب والإسرائيليين لأن نتيجتها ستكون وخيمة على شبكات الإنترنت البريطانية مشيرا إلى ان الوضع الأمثل في هذه الظروف هو البقاء بعيدا في مقاعد المتفرجين، ودافع راندل عن قيام الشركات البريطانية بإغلاق بعض المواقع الإسلامية التي شاركت في الهجوم قائلا: انه اجراء طبيعي جدا في هذه الحالة لأننا لا نرغب ان نكون طرفا في هذه الحرب، وليس هناك ما يمنعنا من البقاء على الحياد بحيث لا نسمح لأي طرف باستخدام شبكاتنا في شن هجمات من هذا النوع او الإضرار بأي جهة اخرى.
ورغم المحاولات الإسرائيلية للتقليل من شأن الهجمات التي تتعرض لها مواقعها على الإنترنت ورفضها الإعلان عن حجم الخسائر حتى الآن إلا ان خبراء اسرائيليين اعربوا عن مخاوفهم من الآثار السلبية للحرب الإلكترونية على المشروعات التكنولوجية العملاقة خاصة مشروع وادي التكنولوجيا سيليكون وادي الذي تشارك فيه 37 شركة إسرائيلية وامريكية على رأسها شركة اون لاين التي تستثمر 45 مليون دولار أمريكي فيه بالإضافة إلى شركة AT@T للاتصالات وشركة انتل كروب لصناعة المعالجات وشركة لوسينت تكنولوجيز وشركة ليهمان بروزر.
الحجارة الإلكترونية تخرب مخططات السلام
وكان القائمون على هذا المشروع يراهنون على انفتاح السوق العربي الواسع في ظل اتفاقيات السلام المزمع أمام منتجات المشروع التي تشمل برامج وشرائح ومكونات الكمبيوتر والمعالجات ومحركات الأقراص الصلبة والأقراص المدمجة خاصة ان السوق العربي يعتبر من الأسواق الواعدة في مجال تكنولوجيا الكمبيوتر وشبكات الإنترنت وهو الأقرب نسبيا إلى الكيان الصهيوني في الأسواق الاخرى في اوروبا وامريكا وشرق آسيا التي تضم العشرات من الشركات المنافسة في تايوان وماليزيا وسنغافورة وهونج كونج والصين.
وقد سارع الإسرائيليون إلى طمأنه شركائهم الأمريكيين بإرسال وفد رفيع المستوى إلى الولايات المتحدة برئاسة رون شامونسكي وزير الاقتصاد ويضم في عضويته كلا من اسحق لافون رئيس مجلس إدارة شركة فلاي اوفر تكنولوجيز انك وياكوف شيلوش رئيس شركة سيتيكس للبرمجيات وجيلي شود رئيس شركة بوينت سوفت وير تكنولوجيز وايالا راهاف رئيسة شركة هوم انك ونير بركات رئيس شركة باك ويب وجوناثان ميدفيد رئيس شركة سيد ليميتيد بارتنرز وشريكه شيمي بيريز ابن شيمون بيريز رئيس الوزراء الأسبق بالإضافة إلى جيلي ايدان رئيس شركة كولدوون وقد عقد الوفد اجتماعات مطولة لاقناع رؤساء الشركات الأمريكية بعدم تأثر الاقتصاد الإسرائيلي او المشروعات التكنولوجية بالحرب الدائرة بين العرب والإسرائيليين وزعم الوزير الإسرائيلي ان اقتصاد بلاده خاض حروبا كثيرة مثل حرب الأيام الستة وحرب يوم كيبور اكتوبر وحرب لبنان وخرج منها قويا ولا يمكن ان يتأثر بالحرب التي وصفها بالصبيانية التي يشنها بعض القراصنة على المواقع الإسرائيلية.
ودعا شامونسكي المستثمرين الأمريكيين إلى عدم الاهتمام بما يدور على الأرض او على شبكة الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط زاعما ان البنية التحتية التكنولوجية في إسرائيل قوية جدا ولن تتأثر بالحرب الإلكترونية.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved