أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 7th November,2000العدد:10267الطبعةالاولـيالثلاثاء 11 ,شعبان 1421

الثقافية

قصة قصيرة
أرواح تتقزم
كل شيء غير مهيأ, أرض ترابية, أناس يبحثون عن لقمة,, جدران في كل مكان, إشارة حمراء هناك أمام كل سؤال.
أنت وأنا نحمل هويتنا لنبرزها بتوجس أمام طالبيها, في تلك اللحظة بالذات كان كل شيء ( طيب، جيد أو مؤنثهما) ومع هذا كان أقصر طريق لمريضك إلى القبر المستشفى خطأ ما,,, إهمال,,, لايهم,,, إنها أقدار.
ها ها ها,,, لاتزيل أرنبتك بالحك, لن أقول أكثر, كان ذلك قبل عشرات السنين, كنت أحدهم ومازلت, طيور في الذاكرة تحلق وحيدة أسرابا أسرابا, نساء كالحلم نخبئهن في أماكن سرية ، محفظة ما أو في أدراج مقفلة,, إنهن أشياء شخصية، كقصاصات، أو صور,,,, أفراح صغيرة.
كان اعتنائي بالملبس مقصودا, أخرج أحيانا إلى خلاء المدينة وبأعلى صوتي صرخة أو صرختين.
بالتأكيد أن أحداً لم يسمعها، عدلت هندامي وضبطه في المرآة شماغي (كلهم يفعلون ذلك) لتعد الأشياء,,, جيدة طيبة,,, كم أمقت هاتين الكلمتين.
الوقت محكوم بليل ونهار, شروق وغروب, ذهاب ونصف احتمال للعودة, اعتقدت كثيرا, اعتقد بتقزمها الجدران.
أحلام ضؤلت حتى غدا الطمع في سحابة صيف أهون من تحقيقها, الإشارات الحمراء شاخت وفقدت هيبتها, بل غدا اصفرارها حالة مرضية مشاهدة, القلة فقط لايرون هذا الاصفرار؛ الذين احكموا إقفال الأزرار إلى الرقبة، والأكمام إلى مفصل الإبهام، والأثواب بطولها حتى الكعوب وبابتسامة عريضة، فالتكشير عادة سيئة, : هي هي,,, لماذا تكشر,,, هل تقدر أن تأتي بسبب واحد واحد فقط؟, عندما يخطر هذا الخاطر والعياذ بالله لا أحسن التلفت.
الساعة الواحدة ظهرا سيارات مظللة بالكامل, متشحة سواد غيمة متشنجة، في الأدراج لايزال تعميم السماح بالتظليل, فيما الكل يتجه لإزالة الضباب عن زجاج نافذة ليكون صحيا ومتجددا, لاتزال هنا ستائر لاتسمح إلا بضوء منهك.
حدائق الحيوان تزخر بكائنات للفرجة غدت اقرب لمجسمات طرية, الثعلب، الثعبان، ماعاد يعرف من (دهائه إلا إشاعات في الكتب), ثعبان ضخم صار أضحوكة زملائه فقط اسمه، وشكله يدلان عليه خرقة مبتلة حول معصم, حدائق سورت فللا ضخمة بجدران غليظة:
أصبحت أصرخ بلاحرج أمام زملائي في العمل, إنه,,,, وربما أشياء أخرى, نصحني أحدهم أن أزور شيخا ما شفي أحد على يديه, هززت رأسي بالموافقة, ولأن الحقيقة مغرية، ولم تعد نفسها الجدران, اصبحت الأرواح تتقزم.
أحمد القاضي
جازان

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved