| المجتمـع
*حوار: هيا عبدالله السويد
يختلف سلوك الطفل باختلاف البيئة التي يعيش فيها فلكل مرحلة من مراحل نمو الطفل ظروفها ومطالبها الخاصة برعاية الطفل وتدريبه ليكون فردا ناجحا في مجتمعه, لكن عندما تعكر الحياة أو بيئة الطفل مسيرة نشأته برد فعل سلبي من بعض الآباء الذين يتعاملون مع سوء سلوك الطفل وتأديبه بشتى أنواع الضرب الجسدي ليصبح الطفل بعد ذلك مهزوما نفسيا بعد ضرب مبرح وكسر لشخصيته التي بناها يوما بعد آخر.
ويشكل عنف الوالدين مشكلة كبيرة في الاهمال في التربية والاساءات الجسمية والنفسية والفشل والانحراف, وقد التقينا الاخصائية النفسية غادة الغشيان للحديث عن ضرب الأطفال وما ينتج عنه وماذا يسبب الضرب على الرأس وما موقف الطب النفسي منه:
* في البداية حدثينا عن موقف الطب النفسي تجاه ضرب الأطفال؟
لابد أن يفهم الوالدان أن العقاب عبارة عن تقويم بسيط لبعض الأخطاء وليس العقاب الذي يؤثر على الأبناء ويسبب لهم العاهات أو قد يؤدي بهم الى الوفاة لذلك لابد للأباء فهم أن العقاب لابد أن يتناسب مع حجم الخطأ, فمثلا حرمانه من أشياء يحبها الطفل، واذا نظرنا للموضوع نظرة شاملة نجد هناك أسبابا وأشكالا متعددة مما يؤدي الى نتائج عكسية على الأبناء ، فمن أهم هذه الأسباب: أسباب اجتماعية أو مرضية أو ضغوط اجتماعية أو ربما عائلية وأسباب اقتصادية مادية، فإذا وجدت هذه الأسباب فإن العنف يأخذ الأشكال الآتية:
1 الاهمال في تربية الأطفال وعدم اعطائهم العناية والرعاية الكافية في فترة نموهم مما ينتج عنه مشكلات جسمية أو نفسية.
2 الاساءة الجسمية بالضرب، الحروق، الكي، الكسور.
3 الاساءة النفسية والعاطفية للأطفال مما ينتج عنه الاضطرابات المستقبلية سواء عضوية أو غير عضوية.
4 تعرض الأطفال للاضطرابات النفسية والعقلية مما يسبب الكثير من الأمراض مثل اضطرابات النطق أو التخلف لا قدر الله.
5 الفشل في الحياة مثل الفشل في التعليم والعمل.
6 الانحراف وارتكاب الأفعال الشاذة كنوع من التنفيس عن الضغوط التي يواجها.
كما أن الطفل بعد الضرب لا يستجيب ويشعر بالهزيمة النفسية بسبب الضرب الملقى عليه.
* هل هناك ضرر من خوف الأطفال من أصحاب السلطة؟
لعل من أكثر بواعث الطفل على الكذب والخوف من السلطة ممثلة في الاب أو الأم أو المعلم أو أحد الذين يوكل اليهم تربية الأطفال وتأديبهم، والحق ان الأباء والمعلمين يتجاهلون التوجيه النبوي الكريم في الحديث الذي يوصي بملاعبة الطفل سبعا وتأديبه سبعا ومصاحبته سبعا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعبه سبعا وأدبه سبعا وصاحبه سبعا، ثم اترك له الحبل والغارب رواه البيهقي.
فبعض الآباء والمعلمين يعتقدون أن الحنو الزائد للطفل وتدليله غالبا ما يؤدي الى فساد تربية الطفل فأي ذنب يرتكبه الطفل يستحق العقاب القاسي حتى لا يعود اليه، لذلك فإن الطفل وقد عرف من خبراته السابقة مع الأب أو الأم أو المعلم أنها سوف يلقى الجزاء القاسي لما فرط فيه من أمور نجده يلجأ الى انتحال الأعذار أو الى نسب الخطأ الى غيره من الأطفال، إما إذا نفذنا وصية رسولنا صلى الله عليه وسلم فإن رد فعلنا لأي خطأ يرتكبه الطفل يكون رد فعل هادىء خال من الانفعال والغضب بل اننا قد نخبره في هدوء أن ما فعله خطأ وأنه ينبغي أن يقول الصدق دائما وأنه يستعد للسماح والمسامحة.
* ما أسباب إساءة معاملة الأطفال؟
تعتبر مشكلة اساءة معاملة الأطفال من المشكلات الاجتماعية القديمة الحديثة التي تعاني منها كل المجتمعات دون استثناء ولكن هذه المشكلة لم تكن واضحة أو معترف بها في السابق كما هي عليه اليوم.
|
|
|
|
|