| مقـالات
نشرت جريدة محلية (الوطن) منذ اسابيع تقريراً مؤلماً، عن بلدة القنفذة التي تقع في الجزء الغربي من بلادنا، وكنت اتوقع بعد قراءة التقرير الذي اخذ حيزاً قريبا من الصفحة الكاملة من الجريدة ان اقرأ تعليقات المسؤولين عما ورد فيه من امور اكاد لا اصدقها, انما تجاهله الجميع وكأنما لا يعنيهم بشيء، لاسيما وزارة الصحة بالذات والتي يبدو ان الطب الوقائي فيها يغط في نوم عميق لأن هذه البلدة مرشحة لوباء سوف يكون شبيهاً بحمى الوادي المتصدع الذي لم نسمع به من قبل الا حين بدأ بحصد المواطنين والماشية وينتقل من الجنوب الى الشرق والشمال وادى الى امتناع الناس من اكل اللحوم، لانها تنقل المرض الخطير، لأنه لا احد يضمن عدم تسرب تلك الماشية في بداية اصابتها من مدينة الى اخرى متمسكين بشعار (الوقاية خير من العلاج) بينما الطب الوقائي وقد ايقظوه من نومه بدأ يفكر ماذا يعمل في حين تراكضت بعض الجهات الى موقع الوباء لاثبات حضورها لاسيما بعد ان انتشر الهلع بين الناس فكان ولي العهد سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز اول المبادرين الى زيارة المنطقة بعد ان عاد من ترؤسه وفد المملكة للقمة العربية التي كان لحضوره واقتراحاته العملية الداعية لدعم الانتفاضة لها التأثير الأول في نجاحها بعيداً عن طنطنة الصحف وصخب وكالات الانباء الاجنبية التي كانت تخشى على دولة العصابات من ان تواجه مواقف صلبة من القادة العرب وهي التي تملك سلاح البطش والقتل للدفاع عن نفسها في مواجهة اطفال الحجارة المعتدين!! معتمدة على اصدقائها المطبعين للعلاقات معها باستعمال نفوذهم لتهدئة ثورة الشارع العربي المطعون في كرامته ومقدساته, فالقنفذة كما جاء في تقرير مندوب الصحيفة يعيش اغلب سكانها في وضع مأساوي صحياً واجتماعياً لاسيما وان اكثر سكانها يعيشون على مرتبات الضمان الاجتماعي حيث ان متوسط دخل الفرد هو 200 ريال شهرياً ومعظم سكانها مصابون بالملاريا ويشربون من الماء الملوث الذي يستعيض عنه اكثرهم بشراء الماء الصحي بالدخل المرتفع والذي يبلغ 200 ريال شهرياً!! بينما كبار السن الذين يعيشون في غرف من الصفيح فهم يتغوطون داخل هذه الغرف لعدم وجود من يعتني بهم ويتناولون ما يتصدق به عليهم العابرون في الشوارع البائسة لأن البلدة منعزلة عن العالم فلا مواصلات حديثة تصلها ومحرومة من الكهرباء في اكثر الأحيان والتي تستعملها القلة من موظفي الدولة المحظوظين، ولن اتحدث عن المستنقعات التي تحيط بالبلدة وكمية الحشرات التي تبثها لاسيما الناموس والذباب,, ومن منطلق الحس الأنساني والشعور الوطني ادعو سيدي سمو ولي العهد الى تشكيل لجنة لتقصي حقائق ما يجري في بعض اطراف بلادنا العزيزة من صنوف الاهمال واللامبالاة ابتداء من هذه القرية البائسة حتى نكون قد ادينا واجبنا نحو المواطنين في اي موقع ومحاسبة الأطراف المهملة حتى لا نفجع بأوبئة.
والله من وراء القصد.
للمراسلة: ص, ب 6324 الرياض 11442
|
|
|
|
|