أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 7th November,2000العدد:10267الطبعةالاولـيالثلاثاء 11 ,شعبان 1421

مقـالات

شدو
اعقلها وتوكل
د, فارس الغزي
في مقالة قيمة معنونة ب(قاصمة ظهر التسول) مجلة الدعوة، العدد 1765، 29 رجب 1421ه ذكر فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن زيد الداود أن ظاهرة التسول ظاهرة عالمية ومصدر كسب غير مشروع وبأنها، كذلك، آخذة في الانتشار والاستفحال في شوارعنا وحاراتنا بطريقة تحتم إيجاد حل عاجل لهذه الظاهرة غير الحضارية, هذا وقد أبان فضيلته بأن في التسول امتهانا وتعطيلا لقدرات القادر من أفراد المجتمع، ناهيك مما يوحي به من انطباعات خاطئة عن مجتمعنا الاسلامي والذي من المفترض أن يكون أبعد ما يكون عن التواكل والكسل, هذا وقد اقترح حفظه الله على أهل الحل والعقد من أهل العلم اصدار فتوى تحرم اعطاء مثل هؤلاء المتسولين لما في ذلك من أسباب موضوعية منها كما يقول (نصا): ومتى صدرت الفتوى,, فسوف تنحسر هذه الظاهرة انحسارا بينا، وسيتبع لا محالة في هذا الأمر كثير من بلاد المسلمين ممن يعانون كما نعاني، ويلاقون أشد مما نلاقيه أه.
لا يفوتني هنا أن أحيي في فضيلة الشيخ الدكتور ناصر الداود غيرته على مجتمعه الاسلامي وتفاعله المباشر مع ظواهر استجدت على مجتمعنا نتيجة لعوامل التطور والتغير الحتميين, الأمر الذي يحتم مواجهتها بالحلول المناسبة, ولعمري فليس هناك أنسب من حلول اسلامية تواكب الواقع المستجد بما شرعه الله سبحانه لنا من خلال ديننا الحنيف المتفرد بتوفيقه بين ما هو دنيوي وما هو أخروي حيث لا ريب في أنه دين سماوي يناسب الزمان ويواكب المكان ويحفظ كرامة انسان هذا الكون.
لاشك ان فضيلة الشيخ يعلم كذلك بأن هناك ظواهر اجتماعية اخرى بل وقد تكون أكثر إلحاحا من قضية (التسول): قضايا تتطلب تدخلا عاجلا ومباشراً من قبل علمائنا الأجلاء والتي منها على سبيل المثال قضية الهدر المؤسف للأرواح والأموال وكما هو ماثل في حوادث المرور في شوارعنا وطرقاتنا السريعة منها وغير السريعة, إننا بالفعل بأمس الحاجة الى تفعيل (دنيوية) الاسلام بضمير المسلم وذلك لكي يقوم بأعباء مسؤوليته الحضارية في هذه الدنيا التي لا تمطر سماؤها ذهبا ولا فضة,, إن عملا كهذا كفيل بسد الثغرة الفكرية / السلوكية الضاربة بأطنابها بين الواقع والمأمول فيما يخص توخي الحذر والاخذ بأسباب السلامة وذلك تحقيقاً لمتطلبات الإيمان بالقضاء والقدر وشروط استخلاف الله سبحانه لانسان هذه الأرض جنبا الى جنب مع المسؤولية الأخروية المتعلقة بالنهي عن المجازفة والتهور والتواكل والتسليم عجزا وكسلا, إن الحملة المرورية التي لا تزال قائمة لن تؤتي ثمارها ما لم يتكاتف الجميع في مواجهة مسبباتها، وأعني بالجميع: العالم والشرطي والمدرس والأب والمواطن,, والمقيم,, كل هؤلاء مسؤولون أمام الله وكل حسب ما أوكل إليه من مسؤولية, إن الدولة أعزها الله لم تقصر في بذل ما تستطيعه حفاظا على مقدرات هذه الأمة ولكن وأقولها بكل صراحة القرار السياسي وحده لا يحل المشاكل الاجتماعية (القيمية) بل على الجميع معاضدته والوقوف بجانبه وتسخير كل ما هو متاح من وسائل مشروعة بما يكفل تحقيق الأمن الجسدي والنفسي لأفراد هذا المجتمع غير الآمن (مروريا).
ختاما، يجب على الجميع تذكر أن الأرقام تصرخ بمأساة كنهها موت (أحدنا) كل ساعة وسقوط أربعة (منا) جرحى كل ساعة أيضا,, مما يحتم تحريم وتجريم قطع الاشارة والتهور والتفحيط والواسطة وعدم الالتزام بآداب الطريق,,؟
البدار البدار، حيث إن (إماطة الأذى عن الطريق صدقة).
ص, ب 454 رمز 11351 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved