| مقـالات
قبل سنوات كان بعض المسؤولين عندما يرون الصحفي السعودي يشيحون بوجوههم عنه لكونهم يدركون أن لاحول له ولا طول لمناقشة القصور والسلبيات التي تعتري المرافق التي يديرونها او يعملون فيها.
وعندما يجري النقاش عن دور الصحافة السعودية لا يتورعون عن التهكم عليها بصورة أو بأخرى بل إن كثيراً منهم لا يتورع عن الادعاء أنه لا يقرأها.
وقد تحول دور الصحف في سنوات غابرة الى استقبال مناشير العلاقات العامة بالوزارات والمؤسسات مطالبة بنشرها والاحتفاء بها.
وعندما يتجرأ كاتب في تناول ما يراه قصوراً في هذه الوزارة او تلك فإن الدنيا تقلب على مسؤول التحرير مع تعنيف وتسفيه لهذا الكاتب الذي أقل ما يوصف به الجهل وضياع الرأي والروية وقد ساهم في هذا الوضع ضعف مسؤولي التحرير في هذه المطبوعات فالمعروف عن الصحافة السعودية أنها مؤسسات إعلامية يملكها القطاع الأهلي، ولا يوجد على حد علمي رقيب على ما ينشر وما لا ينشر سوى رئيس التحرير ونوابه ومن يفوضون صلاحيات إجازة المادة الصحافية.
ومن الطبيعي ان صحافة هذا هو حالها ووضعها ان تتراجع الى الوراء حتى تحولت بعض المطبوعات الى ما يشبه النشرات وتحول الصحافي فيها الى انسان فاقد للابداع حريص على ضمان الراتب او المكافأة الزهيدة وظهور اسمه بين الفينة والاخرى دون طعم او لون او رائحة.
واعرف حق المعرفة ان بعض المسؤولين الكبار المحترمين كانوا يعاتبون المسؤولين عن هذه المطبوعات لاحجامها عن تناول قضايا المجتمع وعزوفها عن القيام بدورها التنويري للامة, هذا كان قبل سنوات عشر اما الآن فما هو حال صحافتنا السعودية؟
لقد تطورت الصحافة السعودية في مجال التقنية واخذت بأساليب الاخراج الحديثة وبدأت تولي المعلومة جل اهتمامها، واختفت مقالات المعاريض الموسمية، وبدأ الرأي في الصحافة السعودية يأخذ ابعاداً هامة ففي لقاء مع بعض الكتاب العرب اجمعوا على ان الصحافة السعودية حالياً تتوافر على هامش كبير من حرية التعبير حتى ان احدهم قال ان بعض المقالات التي تنشرها الصحافة السعودية قد لا تقدر على نشرها صحيفة لبرالية وراديكالية في آن واحد وقد اسندوا ذلك الى تنامي الوعي في المملكة العربية السعودية وسعة صدور حكامها الذين لا يضيقون بالرأي والرأي الآخر بل ان منهم من يحمي اصحاب الرأي ويعمل على تشجيعهم واكرامهم ووضعهم في المكانة التي يستحقونها.
وقال آخر ان من ابرز القادة السعوديين الذين يحتفون بالصحافة والصحافيين وقادة التنوير في السعودية صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود امير منطقة الرياض.
ثم التفت احدهم نحوي وقال: ماذا تقول انت عما تعيشه الصحافة السعودية من حرية إعلامية اصبحت لافتة للانظار على مستوى الوطن العربي؟
قلت: المسألة ببساطة تعود الى النهضة السعودية الشاملة والرعاية الكريمة من القيادة السعودية لهذه النهضة فتعداد السكان في المملكة العربية السعودية يقترب من العشرين مليون نسمة 70% منهم اقل من العشرين في أعمارهم.
والتعليم في بلادنا اصبح شاملا ومتنوعا في مختلف مجالات العلم فإذا اضفت الى ذلك وجود القنوات الفضائية والانترنت والانفتاح السعودي العقلاني على العالم والقيادة الحكيمة الواعية كل ذلك انتج لدينا صحافة جيدة ومراكز للابحاث قادرة على المنجز العلمي الذي يؤدي في النهاية الى بناء الانسان السعودي القوي.
اما ملاحظة الزميل العزيز على احتفاء صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالكتاب والصحافيين السعوديين فهذه حقيقة معروفة للسعوديين وغير السعودين فسموه الكريم لا يكتفي بالتشجيع لهم وحرصه على الرأي والرأي الآخر من اوسع ابوابه وانما يعمل على تذليل كل العقبات التي قد تعترضهم قبل ان يلجأوا هم الى سموه.
وعقب آخر على مداخلتي وقال لقد عرف عن السلطات في الوطن العربي تقليم اظافر واقلام كل قلم جريء وقوي أما ما انتم فيه من قوة اعلامية ريادية فهو الوضع الطبيعي لكم ففي عهد الجاهلية كان التاريخ تاريخكم والأدب والشعر لكم وفي عهد النبوة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه البلاد الطاهرة ومنها انتشر الاسلام، وفي عهدنا الحاضر انتم الصخرة العربية الاسلامية التي تفتت عليها أطماع الصهيونية ولم تزايدوا على فلسطين والقدس الشريف وكان خطاب صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني في مؤتمر القمة العربية الاخير في القاهرة هو الخطاب التاريخي في عهد كاد بعض العرب ينسون تاريخهم وارثهم الحضاري والعقدي.
وختم مداخلته قائلا: لا غرابة ان تعود الريادة لأهلها في عهد افتقد العرب والمسلمون زعيماً يقود الامة للوقوف امام الصلف الصهيوني والسياسية الامريكية العمياء وقد عقبت على هدف المداخلة بأن قدر هذه البلاد الا تساوم على مقدسات المسلمين، وإن تسهم مع الدول العربية والاسلامية، في الدفاع عن قضايا الأمة.
والقيادة السعودية هي جزء من المجتمع السعودي وانعكاس حقيقي لطموحاته وهذا لا يعني ان لا مشاكل او سلبيات لدينا بل لدينا الكثير منها ولكن الذي يجعل هذه المشاكل والسلبيات في حجمها الطبيعي هو الحرص المتبادل بين القيادة والأمة على محاصرتها والعمل على حلها دون وجود لشيء اسمه عقدة الاستعلاء لدى الحاكم في مواجهة المحكوم.
لهذا نحن ما زلنا بخير ان شاء الله.
|
|
|
|
|