| عزيزتـي الجزيرة
قرأنا وسمعنا الكثير الكثير عن مآسي المعلمات وتسابقت الصحف في نشر المقالات والتعقيب عليها بل والتعقيب على التعقيب وأصبح واقع الحال كاللاحال حيث ان الصحف تقرأ لترمى وينسى ما فيها وهذه طبيعة الخبر فهو خبر إلى ان ينشر فيعرف فلا يبقى خبرا، والذين كتبوا في هذا الموضوع او عنه تنوعت مواقعهم فمنهم المسؤول في الرئاسة العامة لتعليم البنات ومنهم المعلمة ومنهم ولي امر المعلمة ومنهم المتطفل الذي لا شاة له ولا بعير وهو من يكن جميع اناث عائلته طبيبات او معلمات زمان أول المحظوظات ومنهم من له شاة ولكن ليس له بعير كأن يكون لديه المام بالموضوع ولا يمسه من قريب او بعيد او يكون له وسائله الخاصة لنقل قريباته وبالتالي فهو جميل ويرى الوجود جميلا ومنهم من سقط سهوا من قائمتي فأرجو منه السموحة ومنهم انا وإليكم مساهمتي التي اختصرتها أكثر من مرة مختزلة افكارا وآلاما تأخذ صفحات تزيد على صفحات جريدتكم .
فأنا معلمة وعذرا لقول هذا فقد لاحظت ان كوني معلمة اصبح عيبا وذنبا يلزمني الاعتذار دائما، فأنا اعتذر لزوجي الصبور واطفالي دائما لأني معلمة تسافر يوميا تاركة زوجها في مدينة ولا تراه إلا في الإجازات الرسمية وأطفالها في مدينة اخرى، واعتذر لطبيبي الذي اخبرني انني مصابة بأمراض تلزمني الراحة والذي كاد ان يطردني من عيادته عندما اخبرته انني معلمة وطلبت منه اعطائي اجازة لمدة أيام لأستريح من الوقوف ل20 حصة اسبوعيا والسفر 400كم يوميا بل لم يسمح لي بالكلام لأشرح له حقيقة وضعي والعذاب الذي اتعرض له ويزيد من الإصابة في ظهري فكيف له ان يمنعني من شغل البيت عندما اعتقد انني ربة بيت ويسمح ان اذهب في ستين داهية لأني معلمة اتعرض لطمع مؤسسات النقل الذين يحشروننا في سيارات غير مريحة مقابل 1500 ريال شهريا، ويعطى بالمقابل اجازة مرضية لشهور عديدة لقريبة له لا تعاني إلا من العافية التي تلزمها بالدوام الرسمي، واعتذر لوالدي الذي آلم قلبي ذهابه للرئاسة لمراجعة أوراقي ليقابل من لم يعودوا يردون السلام.
أيتها الرئاسة العامة لتعليم البنات وتعذيب مثلي من المعلمات وسبب هناء البعض الآخر، هلا سمحت لي بالسؤال حتى وان لم تتفضلي بالاجابة؟ يا من اعتقد انه بحكم انتسابي إليها يهمها امري، إلى متى صبري على ما أنا فيه من عناء ؟ أليس العقد شريعة المتعاقدين؟ لماذا يا رئاستي العزيزة لم توضحي لي عندما عينت لديك انني لن ابقى سنة ثم انتقل إلى مقر مسكني كما اوهمني غموضك بل سأبقى من 1418 إلى هذه اللحظة أطالب بنقل لن يحصل إلا بواسطة كما تؤكد أفعالك؟ لماذا تحاجيني بعدم مسؤوليتك عن اختياري عندما كنت بحاجتي لقلة المعلمات في تخصصي وتلوين ذراعي باثبات سكن في نفس المدينة وتعهدات أنا لم أقدمها لك اصلا ولم تطلبيها انت مني كما يدعي مسؤولون لديك انهم اخذوها علينا المعينات عام 1418ه وهم اصلا لم يطبقوها إلا مؤخرا، فماذا عني انا وأمثالي؟ لماذا يا من يفترض بي اللجوء إليها لحل القديم والمستجد من مشاكلي لا أجد من يمثلك من جنسي لأخاطبه وعندما اتوجه لإدارتي ومكتب توجيهي لا أجد لديهم من يحل أو يربط لأخاطبه؟ لماذا أصبحت كالسفينة التي لكثرة ركابها لم تعد تكترث بي لأنه ليس لي قوة واسطة تمنع الآخرين من ان يدوسوني بالأقدام او ان يحذفوا بي من فوق سياجك إلى بحر المجهول منتظرة ان تنقذيني بقرار نقلي إلى مقر سكن زوجي في مدينة عين فيها تعيينات جديدة لدهشتي هذا العام في نفس تخصصي وانا لا أزال انتظر النقل إليها لاستمتع وعائلتي بما قسمه الله لي من رزق او ان تتخلى عني بعد ان كتب الله لي ان اكون ممن نعموا برضاك وقبولك فاستقيل واتركك وانا باكية حزنا على صبري وانا أصارع سنينا فوق سطحك وحسرة على ضياع خططي لإصلاح العالم من حولي وهدفي ان اكون أفضل معلمة لديك؟ لماذا تركتيني اضيع سبع سنين من عمري منافسة ما بين المدارس الأهلية والمحافظة التي تبعدني 600كم عن بيتي وانا على بند 105 وغيري من خريجات الدبلوم تتخرج من المبنى الذي يقع على يمين دارها لتتعين في مدرسة مبناها بالجانب الأيسر وتشتكي من التدريس ل6 حصص اسبوعيا وراتبها ضعف راتبي؟ انا لا اعترض على ما كتبه الله لها من رزق فالله ليس بظلام للعبيد ولكن اعجب للتناسب العكسي الذي أعيشه بين مقدار الجهد الجسماني والنفساني والفكري الذي أبذله والمحصلة النهائية الراتب + المعاملة الحسنة + تقدير الجهود إلى متى يبقى الحال على ما هو عليه؟ لماذا يا رئاستي العزيزة تسمحين لأي كان ان يستخف بقدري وقدرتي او ان ينكر علي صرخات الألم وينال من كرامتي كامرأة ومعلمة عندما يساويني بالرجل الذي وصل به الاستهتار بدوري الجبار داخل البيت وخارجه بأن يطالب بإجازة أمومة عندما تلد زوجته؟ لماذا تسمحين لمن يقبع وراء مكتبه ويتجرأ على الغاء وجودي من تصنيفه للمعلمات المعينات انا التي لم يطلب مني أي اثبات او شروط سوى صورة من مؤهلي؟ لماذا لا تصدرين كتيبا توضحين لي فيه ما تعنيه كلمة حسب النظام التي أسمعها منك دائما والتي اتساءل كثيرا ان كان فيها نظام واحد لصالحي غير الراتب وما لي وما علي ويبدو ان النظام دائما علي وليس لي ؟ سامحيني يا رئاستي الموجودة كيانا وتنظيما ونتيجة وسبب نجاح الكثيرات وسامحيني يا رئاستي اللاموجودة تخاطبا واكتراثا وتحركا لحل مأساتي سامحيني يا من بت اعتقد انك تسعين إلى استقالتي لتضعين اخرى بدلا عني لتبقى فترة فتستقيل لتعقبها اخرى وهكذا لتلغي كلمة نقل من قاموسك فأرجع وأمثالي إلى زوجي بخفي حنين، تعبت ونضب مداد الكلمات ولم تنفد تساؤلاتي وبقي تعب روحي الذي لن ألجأ فيه إليك بل إلى رب رحمن رحيم كريم قادر على ان يقدر لي الخير إما بتسخيرك لي او معاونتي على تركك ونسيانك يا من كنت أملا فأصبحت سرابا وتقبلي فائق احترامي.
والسلام عليكم.
نورة الغامدي
|
|
|
|
|