أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 6th November,2000العدد:10266الطبعةالاولـيالأثنين 10 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

سؤال وزير المعارف مازال قائماً
حتى يتم إصلاح التعليم,, يجب أن يكون همّاً مجتمعياً
لا غضاضة إن ضرب الجميع بسهامهم في قضايا التعليم، فالجميع بلا استثناء ذوو علاقة به، وهو ليس حكرا على احد دون غيره، فالجميع في بلادنا يصيبهم قطر التعليم ويجب ان يشاركوا في تقويم مسيرته، ويهبوه من أوقاتهم وأنشطتهم وطاقتهم ما يناسب مقامه الرفيع.
الاستاذ الكريم عبدالفتاح أبو مدين في زاويته وعلامات ، خص التعليم بعلامات يوم الثلاثاء 4 من شعبان 1421ه، وليست هي العلامات الاولى التي خص بها التعليم، وليست الاخيرة ان شاء الله لأننا نؤمن ايمانا عميقا بأن تطوير التعليم يفتقر الى طاقة انطلاق فكرية ومادية هائلة تعجز عن تأمينها الاجهزة الادارية الرسمية منفردة,,, فالمجتمع بجميع افراده ومؤسساته مفكرين وصحفيين ورجال اعمال وافراداً,, مدعوون للمساهمة في تطوير التعليم.
لقد حملت علامات الكاتب بعضاً من العاطفة، وبعضاً من النقد، ففي الفقرتين الاوليين: بعض التقريرات: لم نقوّم مناهجنا التعليمية، والتغييرات التي طرأت عليها تغييرات شكلية وليست جذرية، وما زال الحشو سائدا، وملء الادمغة بالمعلومات التي ينقلها موظفون من الكتب جزافا على الطريقة المصرية التي خلفها الاستعمار وراءه في البلاد التي انسحب منها بغرض ان تبقى لا تحسن شيئاً، وهذا ما كان، ووزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات ووزارة التعليم العالي في وادٍ والتطور ومتطلبات العمل في وادٍ آخر.
وبعض العاطفة العاصفة: التي تصل الى حد القذف في البحر.
ومع اني لا اعرف البحر الذي قذفت فيه المناهج الراكدة الميتة التي كانت توائم القرن التاسع عشر، الا اني اتفق معه في اغلب الملحوظات والتقريرات التي ذكرها طيّ علاماته، فالافق ملبد بغيوم كثيفة، تنذر بالخطر، اجتماعيا واقتصاديا وغيرهما.
وبالتأمل في فكرة صغيرة التعليم مشروع استراتيجي وطني استثماري ضخم ، واسقاطاتها في طول الارض وعرضها اذ أوت إليه دول كبت حتى كادت نارها تنطفئ كاليابان والمانيا فرفعها من وهدة التخلف والضعف الى مصاف الابطال الاقوياء ، فإن خيارنا الاستراتيجي المقدم: تنفيذ مشروع وطني شامل لاصلاح التعليم وتطويره, واذ كان الامر كذلك، فان اصلاح التعليم جزء من استراتيجية وطنية واسعة وشاملة ومستشرفة للمستقبل الاجتماعي والاقتصادي,, كما اشار الى مضمون ذلك صاحب العلامات .
لكني أستدرك على ما تفضل به حقيقة شهدت عليها جميع مشروعات اصلاح التعليم في كل بلاد العالم بلا استثناء، هي: انه لن يتم اصلاح حقيقي للتعليم ما لم يكن همّاً مجتمعياً ومشروعاً وطنياً, ان الاصلاح التعليمي الناجح هو الاصلاح الذي تتوافر عليه همة المجتمع، حتى يعود هاجسا يوميا، ينام عليه ويصحو عليه، حتى يتبوأ مقدم اولوياته، فيكون قرارا مجتمعيا يحمله المجتمع بأسره ويدافع عنه, فإما تحملته القطاعات التعليمية الرسمية منفردة، فقل عليه السلام، اذ هي حينئذٍ لا تعدو ان تكون يدا هزيلة تراود عجلة ضخمة على الحركة، فأنى لها ان تديرها، حتى ترجع كالّة حسيرة، لم تنج من لوم اللوّم، الذين ربما عمدوا الى خرص سعيها خرصا، فنظروا في المحسوس من اعمالها فقوموها عليه.
اما الحديث عن الخطة الزمنية السنوية فإنه حديث ذو شجون، نسيج مهلهل من الاجازات الطويلة والفصول الدراسية المقطعة، فاذا جمعت اليهما قلة البرامج والمشروعات المعينة على استثمار اوقات الاجازات، فإنما تؤلف منهما صورة حزينة، تنبئ عن حجم الطاقات المهدرة، التي تنطلق رعناء، وتوشك ان تقفز على الرصيف.
وكما افتتح معالي وزير المعارف جولته مع وزارة المعارف بتساؤل كبير: تعليمنا الى أين؟، فإنني اختم بالتساؤل ذاته بعد ست سنوات سوانحي.
والله من وراء القصد,.
أحمد بن سليمان الدامغ
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved