| عزيزتـي الجزيرة
الرياض مدينة صاخبة بعدد سياراتها ومترامية الأطراف، ولكن بالرغم من هذا الصخب والأطراف الممتدة فإنك تجد إعلاناً من الحملة المرورية أمامك حيثما كنت، وذلك يؤكد جدية كبيرة بضرورة ايصال الرسالة لأي شخص اينما كان، حتى تزال التشوهات المرورية التي نراها من البعض ولكن رغم هذا الانتشار الذي تضطلع به اللجنة الإعلامية للحملة الا انك تشاهد اثناء سيرك تجاوزا من احدهم لإحدى قواعد الأمن والسلامة وقد يكون ذلك التجاوز له تأثيره السالب على أبنائه فلذات كبده، وذلك مارأيته بنفسي بعد انصرافي من مكان العمل باللجنة الإعلامية بمركز الأمير سلمان الاجتماعي، واثناء مروري بطريق المطار السريع فإذا بسائق طائش يقود سيارة كابريس بسرعة هائلة متجاوزاً كل الحدود المعقولة وكان ابنه الصغير الذي لم يكد يتجاوز عامه الرابع يجلس في الفراغ الذي يفصل بين المقعد الخلفي وزجاج السيارة والصغير مستلق على ظهره يلعب برجليه ووالده ووالدته في حديث طويل ولايلقيان بالاً أو التفاتة لصغيرهما ذلك، وفجأة حدث طارىء فما كان منه إلا أن ضغط على كوابح سيارته لتفادي تصادم حتمي يمكن أن يحدث له من جراء السرعة التي كان يسير بها والسيارات التي توقفت أمامه فجأة!! فسقط ذلك الطفل لداخل السيارة بسرعة المقذوف، وبالطبع حدث له ارتطام بالمقعد الأمامي,, فراعني ما رأيت!! ماذا ياترى حدث لذلك الطفل البريء الذي لايعرف شيئا عما يضره وينفعه؟! وماذا عن أبويه اللذين لم يراعيا في حقه حفظا له ولا رعاية ولا,, حنانا؟!
سرعة ذلك الرجل لم تترك لي فرصة الحديث إليه أبداً,, فما لبث ان تحرك بمثل سرعته التي تجاوزني بها,.
تحدث مثل هذه المشاهد والساحة من حولنا ملأى بالإشارة لمعطيات السلامة المرورية وفي كل مكان,, الشارع,, الصحيفة,, التلفزيون والإذاعة، لعمري ان ذلك الرجل كأنه لم تعترض طريقه احدى تلك الوسائل الاعلامية في مكتبه ولا منزله أبداً,, فهو أبكم وأطرش و ,, أعمى أيضاً!! لأنه لم يشاهد في إعلانات الشارع ولا التلفاز وحتى انه لم يطالع صحف الصباح اليومية، فبمثل هذه المشاهد من مثل هؤلاء الناس الذين يتجاوزون المعقول كيف يكون التعامل؟! وما الكيفية التي يمكن بها ايصال الرسالة التوعوية لهم حتى يراعوا حق الله في عباده وحق انفسهم, مهما أرشد رجل الأمن أو توسعت دائرة الاعلان، فلن تتحقق الأهداف المرجوة من الحملة المرورية ما لم تجد تجاوبا من المواطن والمقيم والصغير والكبير، ولن نصل للنتائج المرجوة ما لم يكن همُّ الحد من ظاهرة الحوادث شعوراً عاماً عند كل الناس.
عبدالعزيز دخيل العمار شرطة الرياض المركز الإعلامي
|
|
|
|
|