| ملحـق القصيــم
لم أكن متردداً في القول ترددي في الحديث عن تلك المناسبة لا لشيء أكثر من تبدي خيارات متعددة، ليست في مستوى واحد من الأهمية، ومناسبة التكريم لشخصية فذة ما زالت على رأس العمل تختلف عن مناسبة تكريم وتوديع، فالقائم لا يكفي أن تمارس معه الثناء، بل لابد من الإثارة والتحفيز وتسريب التطلعات بطريقة ذكية، ولما كنا مع صاحبنا في وسط المعمعة، والطموحات فوق الإمكانيات، كان لابد من أن نتخذ طريقاً آخر نعترف بالفضل ونثني على الجهود، ونجتاز الذات المكرمة إلى الذوات التي يعود لها كل الفضل، فالمسؤول الناجح تسجل نجاحاته للقائد الذي اختاره وأنابه في أي موقع ليترجم سياسة القائد وطموحاته، والقصيم مدينة لمن تفضلوا عليها بالكفاءات الوطنية، وذكر الفضل لذويه مطلب أخلاقي، ومن قيم الإسلام أن يعرف الناس لذوي الفضل فضلهم، والشكر للمحسن مؤشر كرم وحافز على أن يضاعف إحسانه وأن يستمرئه، ولهذا فإننا دائماً بحاجة ماسة إلى انتهاز المناسبات أو خلقها من أجل الإشادة بجهد كل مجتهد ليكون قدوة صالحة, والذين نهضوا بهذه المهمة متفضلون على من سواهم، وإن كان الجميع ينطوون رغبة ملحة في التعبير عما يرونه في منطقتهم من تقدم، وما حققته من إنجازات، ويثمنون الأفكار التي خططت والأيدي التي نفذت والإرادات التي دعمت, ومنطقة القصيم التي تحقق لها الكثير من المنجزات الاقتصادية والزراعية والعمرانية والصحة وفي الاتصال والمواصلات والتربية والتعليم والثقافة والترفيه يود أهلها أن يشيعوا حمدهم وثناءهم، مع الاحتفاظ بحقهم في طلب المزيد، ولا شك أن وراء هذا الإنجاز رجالاً وظفوا إمكانياتهم وسخوا بجهدهم ووقتهم وفضول أموالهم، فكان أن تحقق ذلك الإنجاز,
والحديث عن القصيم وما حظي به من دعم سخي من ولاة الأمر يستدعي رجالاً كان لهم كل الفضل في تحقيق ذلك, وصاحب السمو الملكي الأمير/ فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم في مقدمة أولئك الأفذاذ الذين تبدو ملامحهم فوق شواخص المنجزات في منطقة القصيم، وهو فوق ذلك ينطوي على قيم تحببه إلى الأقارب والأباعد، والمخالطون له يقفون على شخصية مألوفة جذابة تبعث الثقة في النفوس، وتحفزها على المشاركة بالحديث وبالفعل، وهو إذ يتسم بروح اجتماعية مألوفة ورغبة في الخلطة وحرص على استكناه الأشياء في مواقعها، فقد اتخذ من أسبوعه أكثر من نصفه للاجتماع بالعامة والعلماء والأعيان والمسؤولين لكل طائفة منهم جلسة تدار فيها الأحاديث، وتعرض فيها الآراء، ويتداول المنتدون القضايا، وتزول فيها الهيبة الملجمة ويقوم الاحترام والإعجاب مقامها,
وسياسة الباب المفتوح نمط سياسي وإداري يقف فيه المسؤول على شؤون الناس، وتمتد معه عين الرقيب إلى أطراف مسؤوليته، يتقصى هموم الناس، ويستجلي انطباعاتهم ويقرأ ذاته في ملامحهم ويراها في مراياهم,
بقي أن أقول أن أبناء القصيم الذين يحمدون لأميرهم خصالاً كثيرة ويشكرونه على إنجازات كثيرة، يودون منه تجاوز نجاحاته وفائق علاقاته، فالناس تنطوي على طموحات كثيرة بمستوى ما هيأ الله لهذه البلاد من أمن واستقرار ورخاء، وهم في لحظة التقدير والثناء يودون أن يقدموا بين يدي شكرهم بعض تطلعاتهم، وقد تعودوا منه أن يقولوا ما في أنفسهم، وتطلعاتهم تتمثل بعشرات الملفات التي يتأبطها سموه في الغدو والرواح ويدفع بها عبر اتصالاته الشخصية والهاتفية والكتابية مع كبار المسؤولين، وقد أنجز منها الكثير، ولما يزل يراهن على بقيتها، ووصيتي لكل المعجبين الشاكرين لسموه، وأنا منهم، أن يتجاوزوا ذلك إلى المزيد من الإلحاح ففي أميرهم بقايا من جهد وإصرار ولياقة ذهنية للمطارحات، مع التفاني، وليس من مصلحتهم تفويت هذه القابليات، نسأل الله أن يمتعه بالصحة وأن يشد أزره وأن يحقق على يديه ما يتطلع إليه ولاة الأمر,
د/ حسن بن فهد الهويمل
|
|
|
|
|