| ملحـق القصيــم
الزمن لا ينتظر أحداً بل يمضي مسرعاً تتسابق فيه الأسابيع والشهور مشكلة مجموعة من السنين تطول أو تقصر هي عمرنا في هذه الحياة, علينا أن نثمن هذه السنين، نحفظ وقتنا فيها ونحافظ عليه ونستغل كل دقيقة فيه متأكدين أن ما مضى من هذه السنين لن يعود غير مستهينين ولو بالقليل من الوقت فيها, فقد يتحقق في ساعة ما لم يتحقق في سنة,
ومتى ما عرفنا قيمة الوقت سوف نجمع حصيلة كبيرة من الإنجازات إن شاء الله نرضى عنها بأنفسنا أولاً وتكون شاهداً لمن خطط لها أو نفذها أو عمل شيئاً من أجلها ثانياً, فها هي الأعوام تمر علينا في القصيم وهاهم الناس يعدونها ويحسبون أيامها ليفحصوا ويتمعنوا ما جنته المنطقة أو كسبته فيها, فترد عليهم العطاءات والإنجازات والعمل المنظم والتخطيط المستقبلي، إيجابيات عديدة ماثلة للعيان تقول الحق وتشهد به ففي خلال عشر سنوات مضت أراها في عمر الزمن ليست بالشيء الكثير ولكنها تعني لنا الشيء الأكثر, تحقق لنا في هذه السنوات ما يجعلنا راضين كل الرضاء عن من يسهر من أجلنا يتابع مسيرتنا, إنه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم الذي أعطى المنطقة ولا يزال يعطيها من وقته وعقله وجهده الشيء الكثير فمنذ توليه وإلى يومنا هذا وهو يغرس روح المواطنة في المواطنين ويزيدهم منها جرعة إثر جرعة, يدعوهم دائماً ويحمسهم ويشجعهم حتى بانت آثار تلك الجرعات في عطاءاتهم واستثماراتهم, والمتأمل يجد هناك ثمة فارق كبير يبدو للعين واضحاً جلياً بين قصيم الأمس وبينه اليوم, تحس هذا الفارق وتتأكد منه كلما غبت عن القصيم فترة ثم عدت إليه, ففي كل مرة ترى القصيم يلبس ثوباً جديداً ومطرزاً ومذهباً بما حققته المنطقة من إنجازات وما وصلت إليه من فاعليات وفي كل مرة تجد ذلك الثوب يصغر عليها لأنها تتمغط وتتمدد من كل الجهات وأميرها الفاعل يركض في كل الاتجاهات يستنهض همم القطاع الخاص ويشعل فتيل حماسه الاستثماري من مساع إيجابية نافعة يقودها سمو الأمير بحكمة ودراية حبب الآخرين في القصيم وجذبهم إليه وقرب القصيم من البعيدين ورغبهم فيه ولسمو الأمير فيصل طرق في الإقناع يأسر كل من يقابله بلطفه ويستحوذ عليه بأدبه الجم لم تغلظه مشاكله ولم تثنه عن البسمة مشاغله, تراه في مكتبه والزخم الهائل من المعاملات تدخل عليه فتسأل له العون على استقصاء محتوياتها والبت فيها بكل أمانة واعتدال,
وتراه في بيته قد حول مجلسه إلى نادٍ يستضيف به رجالات المنطقة,, وجهاء القوم وكبارهم، إلى جانب أصحاب الحاجة الذين يلجأون إلى سموه في قضاء حاجاتهم, لا يردهم عن بابه حاجب ولا يمنعهم مراقب, يستقبل الجميع بوجهه الباش ويبدؤهم بالحديث ويبادلهم الرأي والمشورة في نقاش يسوده الود والاحترام وتغلب عليه الفضيلة,
عرفته طيلة سنواته العشر مثالاً نادراً في إجادة العمل وجودة العطاء وسرعة الإنجاز وعدم الاكتفاء بالإنجاز لمجرد الإنجاز, بل يعتبره بداية لإنجازات عديدة تتواصل طائعة مطيعة لهممه وطموحاته,
عرفته مسؤولاً واعياً ملماً بجوانب عمله, فاهماً لمجريات الأمور وخلفياتها مدركاً الأبعاد كلها, إذا ناقش في أمر زاد في فهمه على صاحب الأمر وفتح له من أمره أبواباً جديدة لم يكن قد وضعها في الحسبان أو حتى فكر فيها أو خطرت له على بال,
كان إلى جانب تنفيذ توجيهات ولي أمرنا جميعاً من خلال القيام بعمله وتأدية واجباته ومهماته الرسمية على الوجه الأكمل، كان حريصاً على تنمية القصيم عمرانياً وجمالياً واقتصادياً, فكانت توجيهاته ترن داخل آذان المسؤولين في المنطقة لا تغيب عن بالهم أبداً, يحفظونها وينفذونها, وكان هو وراء الجميع يرصد عطاءهم ويتأكد من جدهم ويشجع ويبارك حماسهم واهتمامهم وفي الوقت نفسه غير غافل عن المتخاذلين منهم يتابعهم ليتأكد من تقاعسهم فيبعدهم عن طريق المسؤولية, ومع تفوق سموه في فن الإدارة ونجاحه في حسن التوجيه والمتابعة أثبت أنه اقتصادي بارع من خلال وصاياه التي حظيت باهتمام رجال المال والأعمال في المنطقة وغير المنطقة, كان دائماً يقول إن هذا الاستقرار السياسي الذي نعيشه وما يتبعه من استقرار اقتصادي واجتماعي واستتباب أمني يجب أن يكون مدعاة لكل صاحب همة أن يضاعف همته وأن يستفيد من هذا الظرف المتاح ولا يفوت فرصة فيه, خاصة أن الدولة أيدها الله تشجع أنشطة القطاع الخاص وتدعمها بوسائل عديدة منظورة وغير منظورة, ففهم أبناء القصيم مقصده وأدركوا رغبته واستفادوا من بعد نظره وحكمته فاستأسدوا وتفانوا في تحريك استثماراتهم بما يعود على المنطقة بالخير الكثير,
واستكمالاً لحرص سموه على تكثيف دورة رأس المال في القصيم ومسح الطريق أمام المستثمرين فيها وتسهيل مهامهم دعا حفظه الله الدار السعودية للقيام بزيارة ميدانية للمنطقة وعمل دراسات لكل الفرص الاستثمارية فيها وعرضها متاحة ميسرة لكل من يرغب الإفادة والاستفادة, وبالفعل قامت الدار مشكورة بتلبية دعوة الأمير وتنفيذ رغبته واستكملت الدراسات المطلوبة لكل الفرص المتاحة, وبالمناسبة أدعو راغبي الاستثمار للاستفادة من تلك الدراسات عسى أن نوفق جميعاً لتحقيق آمال سموه الكريم, وبحكم إطلاع الأمير الواسع ومعرفته بالأمور لم يفت عليه التفكير بالبدء في إيجاد الأرضية الصالحة والجو الملائم لاستيعاب مثل هذه المشاريع إذا تتالت فوجه باختيار أرض مناسبة لإقامة مدينة صناعية مكتملة الخدمات على غرار المدينة القائمة والتي قاربت الامتلاء, وفوق هذا نجده دائماً يؤكد للجميع موافقته التامة ومساندته الدائمة لأي مشروع طموح يهدف إلى تهذيب المنطقة في كافة قطاعاتها الإنتاجية, صناعية كانت أو تجارية أو سياحية أو عمرانية المهم عنده تطوير وتحديث مدن القصيم ورفع مستواها كي تضاهي المدن الكبرى بالمملكة, فنحن نراه في كل مجلس يشجع الرجال ويفتح لهم آفاقاً رحبة جديدة للاستثمار, ويقف معهم ويسندهم ويقوي من عزائمهم فيتسابق رجال المال والأعمال في ميادين العطاء استجابة لدعوات سموه ودفعاً للمسيرة التنموية في المنطقة فنهضت القصيم في الآونة الأخيرة وأخذت طريقها بل طرقها السريعة الموصلة إلى الغايات الجيدة والسليمة وبدأت تظهر بالفعل لأهل المنطقة وغيرهم ثمار جهود الأمير في التعبئة والتهيئة لإطلاق القطار الاستثماري السريع الذي أخذ يشق طريقه في القصيم بجرأة وثبات,
إن ما قام في القصيم من مشاريع حكومية وأخرى أهلية وما مهد له الأمير مستقبلاً وهيأ له ووعدنا به لهو خير كثير بإذن الله سوف يعم المنطقة ويرفع شأنها وينفع أهلها,
وأنا حينما كتبت لم أكتب ما كتبه ليطلع عليه الأمير فسموه غني تماماً عن ما أقول ولن يزيده أو ينقصه قولي شيئاً ولم أكتب ما كتبته ليقره أبناء المنطقة أو من هم حولها أو على صلة بأهلها فأغلبهم سمع عنه ما سمعته وأكثرهم رأى فيه ما رأيته وكل منهم عرف عنه مثل ما عرفته,
بل كتبته لأقول الحق وأطلع عليه من هو بعيد عن القصيم كي يعرف الجميع ويدرك الكل حظنا في هذا الأمير النشط والله من وراء القصد والسلام,
*رجل أعمال
|
|
|
|
|