| متابعة
* الوكالات/ القسم السياسي بالجزيرة
غداً ينشد إلى الولايات المتحدة الامريكية السواد الاعظم من انظار واسماع وعقول حكام وحكومات وشعوب العالم بكل ما يكنونه من حب وولاء، وبغض ونفور، واتفاق واختلاف واهتمام، وهموم، ومخاوف، وابتهاج، وآمال وامنيات متضاربة ومتوافقة لمتابعة انباء سير العملية الانتخابية التي ستسفر في النهاية عن فوز اثنين وخسارة اثنين لنتيجتها,, وهم المتنافسون الاربعة على منصبي رئيس ونائب رئيس الولايات المتحدة والخامس الذي قد يكون مفاجأة التصويت اكتساحاً لآل غور وليبرمان وبوش الابن وشيني,, أو سقوطاً بعيداً عنهم وهو رالف نادر مرشح حزب الخضر الذي بدا يعلو له صوت في البلاد,, فاليوم يتوجه (203) ملايين من اصل (276) مليون امريكي الى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم الجديد الذي سيخلف الرئيس الحالي بيل كلينتون بعد ان حكم ثماني سنوات متتالية وهي المدة التي يسمح له بها دستور الولايات المتحدة الامريكية,, لم يخف كلينتون رغبته في ولاية ثالثة اذا كان الدستور يسمح له بذلك,, وفيما يلي تغطية لعدة موضوعات حيوية بالنسبة لهذه الانتخابات التي ستأتي برئيس أقوى دولة اقتصادياً وعسكرياً ونفوذاً سياسياً أحادياً الى عالم اليوم,, وسنرى كيف ينتخب هذا الرئيس وما هي سلطاته الدستورية,, ومَن هم المتنافسون اليوم على المنصبين,, الرئيس ونائب الرئيس.
كيف يتم انتخاب الرئيس الأمريكي
كل اربع سنوات يتم انتخاب الرئيس الامريكي من خلال نظام غير مباشر يسمى نظام الهيئة الانتخابية ، وهو نظام دستوري قديم يرجع للقرن الثامن عشر، عندما كانت الولايات المنفردة تحمي سلطاتها بقوة ضد تجاوزات الحكومة الفدرالية الجديدة.
وتتكون الهيئة الانتخابية من 538 منتخب وهم مرشحون من الحزب ينتمي كل واحد منهم لاحد مرشحي الرئاسة وهما لهذا العام نائب الرئيس المرشح الديمقراطي آل جور والمرشح الجمهوري جورج بوش الابن حاكم تكساس.
دائما في السابع من شهر نوفمبر
وفي السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي يدلي الناخبون بأصواتهم لصالح المرشح الذي يرغبون في ان يشغل منصب الرئاسة في البيت الابيض خلال السنوات الاربع التالية, غير انهم من الناحية الفنية يصوتون لصالح قائمة من المنتخبين المؤيدين لذلك المرشح.
ويوجد 538 صوتا انتخابيا في الهيئة الانتخابية مقسمة بين الولايات المتحدة وفقا لعدد ممثليها في الكونجرس إضافة الى ثلاثة أصوات لواشنطن دي,سي العاصمة.
ووفقا للنظام الذي يقضي بأن يحصل الفائز بالاغلبية في كل ولاية على كافة الاصوات الانتخابية فيها، يحصل المرشح الرئاسي الفائز في التصويت الشعبي في أي ولاية على كل اصوات الهيئة الانتخابية في هذه الولاية.
ويفوز المرشح الذي يحصل على 270 صوتا انتخابيا في الهيئة الانتخابية بالرئاسة الامريكية.
ويجعل ذلك من الفوز بالولايات كثيفة السكان مثل كاليفورنيا (54 صوتا انتخابيا) ونيويورك (33) وفلوريدا (25) امرا هاما جداً كما يزيد من حدة الصراع في الولايات الترجيحية الكبرى مثل أوهايو (21) وميتشيجان (16) وبنسلفانيا (23) والتي يمكن ان تذهب الى اي من المرشحين ولاتفضل حزبا على الآخر.
ويجعل ذلك من الممكن ايضا، ولاسيما في السباقات التي يكون فيها المرشحان متقاربين مثلما يجري هذا العام، ان يفوز مرشح رئاسي بالتصويت الشعبي في كل انحاء البلاد ومع ذلك يخسر الانتخابات, وعلى سبيل المثال، يمكن لمرشح ان يفوز في كاليفورنيا بفارق ألف صوت ويحصل على 54 صوتا انتخابيا في الهيئة الانتخابية، بينما يفوز خصمه في أيوا بأغلبية عشرة آلاف صوت ويحصل فقط على سبعة أصوات انتخابية.
حدث ذلك مرتين في التاريخ الأمريكي
وقد حدث ذلك مرتين في تاريخ الولايات المتحدة، عندما فاز رثرفورد هيز في عام 1876م، وعندما اصبح بنيامين هاريسون رئيسا في عام 1888م.
وتجرى الانتخابات لاختيار الرئيس ونائب الرئيس في يوم الثلاثاء, الأول عقب يوم الاثنين الاول من الشهر الحادي عشر من العام، الذي يصادف في العام الجاري السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر / الجاري.
ويجتمع منتخبو الهيئة الانتخابية في 18 كانون الأول/ ديسمبر/ من العام الجاري, ويتم عد أصواتها رسميا في السادس من كانون الثاني/ يناير المقبل قبل تولي الرئيس الجديد منصبه رسميا في 20 كانون الثاني/ يناير.
وإذا لم يحصل أي من المرشحين الرئاسيين على غالبية الأصوات الانتخابية، يتم انتخاب الرئيس عن طريق مجلس النواب، حيث يقوم ممثلو كل ولاية بالادلاء بصوت واحد (بغض النظر عن حجم الولاية), وقد حدث ذلك في عام 1800 عندما تم انتخاب توماس جيفرسون من قبل مجلس النواب ليفوز على منافسه آرون بر.
انتخاب مباشر لمجلس النواب الجديد
كذلك سيقوم الناخبون الامريكيون بانتخاب مجلس نواب جديد انتخابا مباشرا وكذلك 34 سناتورا من اعضاء مجلس الشيوخ الذين يبلغ عددهم 100 عضو والعديد من حكام الولايات.
سلطات الرئيس الأمريكي الدستورية
هذا وتقوم الرئاسة الامريكية، التي تعطي الرئيس حق البقاء في منصب لولايتين مدة كل منهما اربع سنوات، على تركيز سلطات ومسؤوليات كبيرة في يد مكتب الرئاسة تفوق تلك الممنوحة لمناصب القيادة الوطنية في غيرها من الديمقراطيات.
والرئيس الامريكي هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة والقائد الاعلى لاكبر قوات عسكرية في العالم، ولديه السلطات من الناحية النظرية التي تخوله توجيه ضربة نووية.
الرئيس والكونجرس يتقاسمان إعلان الحرب
وعلى الرغم من ان اعلان الحرب يرجع الى الكونجرس وحده، الا ان الرئيس يمكن ان يرسل بالقوات الى مناطق النزاع، ويجب الموافقة على العمليات العسكرية من قبل الكونجرس بعد 90 يوما.
ويمكن للرئيس ايضا ان يعترض على مشاريع القوانين التي يطرحها الكونجرس كما يحق له اختيار القضاة في المحكمة العليا التي تقوم بتفسير الدستور وشرحه وهي الحكم النهائي في العديد من القضايا الاجتماعية الرئيسة.
سلسلة كوابح وتوازنات سياسية
ويتضمن النظام السياسي سلسلة من الكوابح والتوازنات من اجل كبح جماح الملك المنتخب في البيت الابيض.
وقد تم الحد من السلطات الرئاسية من عدة اوجه على مدى السنوات ولاسيما بعد فضيحة ووترجيت التي انهت رئاسة ريتشارد نيكسون في السبعينيات.
خمسة رجال في حلبة المنافسة
ويتنافس على الفوز بالرئاسة في انتخابات اليوم خمسة رجال اربعة منهم ينتمون لحزبين والخامس لحزبه وينظر الى المرشح الديموقراطي ونائب الرئيس الامريكي آل جور على انه رجل ذو قدرة ولكنه سياسي (متيبس) فرغم ان لديه إلماما قويا بشؤون السياسة الا انه يجد صعوبة في التواصل مع الناس الذين يتطلع الى ان يقودهم.
وخلال السنوات الثماني التي قضاها كنائب للرئيس بيل كلينتون حول جور (52 عاما) اللقب الذي يكون سطحيا في العادة، الى منبر لخبراته المتميزة في التكنولوجيا المتقدمة وحماية البيئة.
وحتى قبل انتخابه في عام 1992، نشر السيناتور الامريكي السابق كتابا دخل قائمة الكتب الافضل مبيعا، عن البيئة تحت عنوان (الارض في الميزان).
وتعزز انجازات جور صورته العامة كرجل ذكي ومثابر في عمله وخبير في التفاصيل، وقد نأت به شهرته بالانضباط الذاتي عن رئيسه كلينتون.
وكانت علاقة كلينتون بمونيكا لوينسكي معضلة بالنسبة لجور، الذي سعى بحذر الى النأي بنفسه عن كلينتون وفي نفس الوقت الابقاء على الولاء له.
افتقار آل غور إلى الجاذبية
ومن الصعب ان نتغاضى عن اكبر عيب لجور وهو الافتقار الى الجاذبية والتلقائية وهو العيب الذي اصبح هدفا شائعا للكتابة السياسية الساخرة ولكن ما يفتقر إليه جور من الكاريزما يعوضه بطموحه الكبير, وكأحد ابناء عضو بارز في مجلس الشيوخ الامريكي عن ولاية تنيسي، نجح جور في خوض انتخابات الكونجرس، وفي السادسة والثلاثين من عمره دخل مجلس الشيوخ.
نشأ في جو واشنطن السياسي وتعلم في هارفارد
وقد نشأ جور في الجو السياسي لواشنطن ودرس في كلية هارفارد التي يدرس فيها الصفوة, وعلى الرغم من معارضته للحرب، الا انه عمل كصحفي شؤون عامة للجيش في فيتنام.
وغادر السياسي الشاب الجيش في عام 1971 ليدرس القانون والديانة في جامعة فندربيلت في ناشفيل بولاية تنيسي، وعمل فيما بعد كصحفي كما ادار شركة صغيرة للانشاءات.
تزوج زميلته التي كان يحبها من أيام الدراسة
في عام 1970 تزوج جور من ماري إليزابث اتشسون او (تيبر) كما هي معروفة التي كان يحبها منذ كانت في المدرسة الثانوية، ولديهما اربعة اولاد وحفيد.
جوزيف ليبرمان أول يهودي يترشح لمنصب نائب الرئيس
وقد اختار آل غور جوزيف ليبرمان اليهودي الديانة ليكون شريكه في منصب نائب الرئيس ويعد السناتور جوزيف ليبرمان المرشح لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الديمقراطي سياسيا معتدلا يمثل لدى الناخبين الثقل الاخلاقي منذ اصبح اكبر المنتقدين الديمقراطيين لفضائح الرئيس بيل كلينتون مع مونيكا.
كذلك فهو اول يهودي يرشحه احد الحزبين الكبيرين لمنصب رئاسي هام، وهي خطوة جريئة من قبل الديمقراطيين اثارت الجدل حول عقيدة المرشح كقضية للمرة الاولى منذ عام 1960 عندما فاز جون أف كيندي الكاثوليكي بالرئاسة.
أثار كثيرا من الجدل الاجتماعي
ويزعم ليبرمان انه يعارض مشاهد العنف والجنس في وسائل التسلية الشعبية, وقد اثار الكثير من الجدل بانتقاده الشديد في عام 1998 للرئيس كلينتون وذلك لانهما كانا صديقين منذ التحاقهما بكلية الحقوق في جامعة يل في الستينيات.
وينحدر السياسي البالغ من العمر 58 عاما من ولاية كونتيكيت الشمالية حيث كان ممثلا للولاية بمجلس الشيوخ من عام 1970 الى 1980 كما كان النائب العام للولاية من 1983 الى 1988.
متزوج من ابنة أحد الناجين من النازية
وقد ولد ليبرمان في 24 فبراير 1942 لتاجر يهودي, وهو متزوج من هاداسا فريهلتش وهي ابنة احد الناجين من المحرقة النازية (الهولوكست) ولهما اربعة ابناء.
بوش المرح يقاتل لمحو صورته كرجل ضعيف
وفي الجانب الآخر جانب الحزب الجمهوري يعكس المرشح الجمهوري جورج بوش الابن صورة القائد الصريح الذي يتصرف بتلقائية بما يمليه عليه احساسه ويترك للآخرين هم معالجة التفاصيل.
وبوش هو اول ابن لرئيس امريكي سابق يخوض السباق للفوز بمنصب الرئاسة منذ تولي جون كوينسي ادامز منصب الرئاسة عام 1824.
وخلافا لخصمه نائب الرئيس آل جور، فإن حاكم تكساس المعروف بلقب (دوبيا) للتدليل (54 عاما)، وهو رجل من الشعب يحب المزاح مع الناخبين وقضاء الوقت بمزرعته بواكو ومشاهدة مباريات البيسبول.
غير ان عيب بوش الكبير يكمن في ضعفه الفكري ومحدودية المامه بشؤون السياسة الخارجية والقضايا السياسية الأخرى.
صمد أمام آل غور في المناظرات الثلاث
وعلى الرغم من ذلك يرى مؤيدوه انه صمد امام جور في المناظرات الثلاث التي تم بثها في التلفزيون.
وقد ولد جورج ووكر بوش في 6 يوليو 1946 ودرس في جامعتي يل وهارفرد المتميزتين, ويذكر ان جيب شقيقه هو حاكم ولاية فلوريدا.
خسر معركته السياسية الأولى لعضوية مجلس النواب
وقد خسر بوش معركته السياسية الاولى من اجل الحصول على مقعد في مجلس النواب في عام 1987 لصالح منافس ديمقراطي.
وجرب بوش العمل في صناعة النفط، حيث حقق بعض النجاح، وفي ذلك الوقت كافح بوش ضد إدمانه للكحول حتى توقف عن الشراب عندما اصبح في الاربعين من عمره, اشترى بوش بعد ذلك جزءا من فريق تكساس رينجرز للبيسبول واصبح مديره العام.
في عام 1994 حقق نصرا سياسيا مفاجئا، حيث اصبح حاكما لولاية تكساس عقب حملة ركزت بالاساس على سياسات تطبيق القوانين والنظم الصارمة.
وتمت إعادة انتخابه في 1996 بنسبة 68,6 في المائة من الاصوات، مما مهد الطرق لترشيحه لمنصب الرئاسة باعتباره (محافظ رحيم).
وهو متزوج من لورا ويلش بوش وهي مدرسة ابتدائي وامينة مكتبة ولديهما بنتان توأم.
ديك تشيني صديق أسرة بوش ونائب الابن
هذا وقد اختار بوش الابن لمنصب النائب ديك تشيني الذي شغل من قبل منصب وزير الدفاع اثناء حرب الخليج وهو يضفي اليوم الى مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة، الخبرة في الشؤون الفدرالية والدولية التي يفتقر اليها حاكم ولاية تكساس جورج بوش الابن.
وعلى الرغم من ان تشيني تبنى خطا محافظا كممثل في مجلس النواب عن ولاية وايومنج بين عامي 1979 و1989، الا ان استاذ السياسة ذا الحديث النظام يحظى باحترام العديدين بسبب نزاهته.
كان رئيساً لموظفي البيت الأبيض عام 1975م
ولد تشيني في 30 يناير 1941 في نبراسكا واصبح في عام 1975 رئيسا لموظفي البيت الابيض في عهد الرئيس جيرالد فورد.
وبعد انتهاء عمله كوزير للدفاع مع الرئيس جورج بوش في عام 1993 اصبح تشيني مديرا لشركة هاليبرتون النفطية، التي منحته مكافآت واسهم عند تركه العمل تصل قيمتها الى 36 مليون دولار مما اثار جدلا.
وتشيني (59 عاما) متزوج من لين فسنت تشيني ولديهما ابنتان, ورغم اصابته بثلاث ازمات قلبية واجرائه جراحة في القلب الا ان الاطباء قالوا ان صحته تسمح له بشغل منصب نائب الرئيس في حالة فوزه.
الاختلافات السياسية البارزة بين بوش وجور
هذا ويتفق المرشحان الامريكيان للرئاسة نائب الرئيس الديمقراطي آل جور والمرشح الجمهوري جورج بوش الابن، على بعض القضايا مثل الاحتفاظ بجيش قوي والابقاء على عقوبة الاعدام، غير انهما ايضا يختلفان اختلافا كبيرا في قضايا اخرى.
ومن بين اختلافاتهما الرئيسية في السباق الى البيت الابيض:
السياسية الخارجية:
على الرغم من ان الرجلين اكدا ان القوات الامريكية تبقى الاقوى في العالم، فقد اختلفا اختلافا كبيرا بشأن الدور المستقبلي لبلادهما على المسرح العالمي.
جور,, يريد من الولايات المتحدة ان تبقى على مستواها الحالي من الانخراط في الشؤون الدولية وقال انه سوف يستثمر الكثير من الاموال في القوات المسلحة لكي يسمح لها بالاستمرار في مهامها الخارجية العديدة.
بوش,,قال ان قوات الولايات المتحدة يجب الا تتدخل في مهام (بناء الدول), كذلك يجب ان تترك امريكا المهام العسكرية في البلقان للاوربيين وتركز على المناطق التي تعد ذات مصلحة قومية مباشرة بالنسبة للولايات المتحدة مثل الشرق الاوسط وامريكا اللاتينية.
الانفاق الكبير:
مع الانتعاش الاقتصادي تتوقع حكومة الولايات المتحدة المزيد من الفائض القياسي في الميزانية خلال السنوات العشر المقبلة.
جور,, يريد استخدام 575 مليار دولار في خفض ضريبي (مستهدف) و818 مليار دولار للرعاية الصحية وسياسات البيئة والطاقة والتعليم والدفاع, وسوف يفيد الانفاق بصورة رئيسية الطبقة الوسطى واصحاب الدخول المنخفضة.
بوش,, يقترح خفضا ضريبيا شاملا تبلغ قيمته 1,317 تريليون دولار يقول الخبراء, ان الفائدة منه سوف تعود على الاغنياء,, وسوف يتم تخصيص 523,6 مليار دولار للرعاية الصحية والتعليم والدفاع.
الضمان الاجتماعي:
على الرغم من الفائض القياسي، يقول كل من المرشحين ان نظام الضمان الاجتماعي اصبح من الصعب تحمل تبعاته بسبب تزايد اعداد المسنين الامريكيين والنظام بحاجة الى اصلاح خلال العقود المقبلة.
جور,, يريد الابقاء على الهيكل الاساسي للنظام ووفقا لخطته، سوف يتم سداد الدين القومي بصورة اسرع، ويتم تحويل الوفر من دفع فوائد الديون الاقل والتي تقدر بمبلغ 1,4 تريليون دولار، الى نظام الضمان الاجتماعي مما يجعله قادرا على الاستمرار لمدة خمسة عشر عاما اخرى.
بوش,, يريد ان يعطي للمواطنين الخيار في استثمار جزء من اعتمادات الضمان الاجتماعي الخاص بهم في الاسواق الخاصة من اجل الحصول على عائدات اكبر.
البيئة:
جور,, باعتباره مؤلف كتاب عن سخونة الارض، دافع عن دعم الحكومة للتكنولوجيات البيئية ومصادر الطاقة البديلة, كذلك وعد بمنع عمليات التنقيب عن النفط في غابات الاسكا.
بوش,, باعتباره مسؤول تنفيذي نفطي سابق فهو يدعم عمليات التنقيب في الاسكا كما انتقد اعلان الحكومة الفدرالية في السابق اقامة حدائق قومية في ظل ما وصفه انه تشاور غير كاف مع حكومات الولايات والحكومات المحلية.
التعليم:
ينظر العديد من الناخبين الى اوجه قصور نظام التعليم العام على انها القضية الجوهرية في الحملة الانتخابية.
جور,, وعد باستثمار 170 مليار دولار خلال العقد المقبل من اجل تدريب افضل للمدرسين ودفع اجور افضل لهم توطئة لتحسين نظام التعليم العام.
بوش,, يريد ان ينفق اقل من 50 مليار دولار خلال نفس الفترة واكثر اقتراحاته إثارة للجدل هو اخذ النقود من التعليم الحكومي وإعطاؤها للابوين من اجل الانفاق على التعليم الخاص لاطفالهم.
نادر يريد بناء حركة إصلاحية سياسية بعيدة الامد
وبعد هؤلاء الاربعة المتنافسين على منصبي الرئيس ونائب الرئيس من الحزبين الكبيرين يأتي رالف نادر، المرشح الرئاسي عن الحزب الخضر, والذي لديه حوالي اربعة او خمسة بالمائة من الاصوات حسب استطلاعات الرأي القومية، لكنه يشكل خطراً ممكنا على قاعدة ناخبي نائب الرئيس آل غور، انه في السباق لكي يبني حركة اصلاحية سياسية للاجل البعيد في الولايات المتحدة.
وقال نادر وهو عربي اميركي ومدافع شهير عن حقوق المستهلكين، في مؤتمر صحفي عقده في مركز الصحافة الاجنبية بواشنطن في 30 اكتوبر ان ذلك الامر هو (اولويته الساحقة) لان الحزبين الديمقراطي والجمهوري قد (باعا كلاهما حكومتنا للمصالح الخاصة للشركات) ولانهما يجردان الشعب المكافح من حقوقه في الدفاع عن مصالحه السياسية، والاقتصادية والاجتماعية.
وسئل نادر عن بعض تقارير وسائل الاعلام التي تقول ان مرشح حزب الخضر يمكن ان ينتزع عددا كافيا من الاصوات من غور ليضمن النصر لحاكم تكساس جورج دبليو بوش، فرد بقوله، انه ليس من واجب حزب سياسي جديد يحاول ان يبني حركة اغلبية اصلاحية سياسية في المستقبل أن يأبه لما اذا كان هذا او ذلك من الحزبين الكبيرين الفاسدين سوف يربح.
وإذ اشار الى ان الولايات المتحدة لديها حزبان سياسيان رئيسيان، قال ان الهيمنة من قبل الحزبين تتحكم بالمال والحواجز التشريعية في وجه وصول حزب ثالث الى صناديق الاقتراع والمناظرات الرئاسية, وقال: (تلك حواجز منيعة في وجه المنافسة السياسية, وعندما يضاف اليها نظام الرابح يأخذ الكل (أي الذي يفوز في ولاية يأخذ جميع اصواتها الانتخابية) وعدم وجود تمثيل نسبي او تصويت إكمالي فوري، فليس هناك اي بلد غربي اصعب من الولايات المتحدة لناحية تمكن حزب سياسي جديد ان تتوفر فيه فرصة لان ينجح في الانتخابات.
وقال نادر ان الدول الاخرى لديها تمثيل نسبي وفرصة لأحزاب ثالثة ورابعة للمنافسة في الاقتراع ولدينا الكثير لنتعلمه منها.
وقال نادر ان سيطرة الشركات على الاقتصاد السياسي هي اكثر انتشارا مما رأيته خلال 40 عاما, واضاف ان هناك 22 الفا من عناصر اللوبي التابعين للشركات و9 آلاف من لجان العمل السياسي التابعة للشركات يعملون في واشنطن اليوم.
ولام نادر الذي سعى على غير طائل للاشتراك في المناظرات التي تمت برعاية لجنة المناظرات الرئاسية، وسائل الإعلام لعدم تبنيها احداثا يشترك فيها عدة مرشحين، وقال: (إنها اختارت ألا تفعل هكذا، مانحة بذلك نتيجة تخلفها، لجنة المناظرات,, احتكارا لتقرير من الذي يشترك في المناظرات.
وقال نادر إننا سنؤسس بعد الانتخاب لجنة مناظرات شعبية ستكون عريضة القاعدة ولها غايتان: فضح اللجنة الفاسدة الخاصة بالمناظرات الرئاسية,, والترتيب لرعاية من قبل مؤسسات اخرى في مجتمعنا، واتحادات صناعية كبيرة وشبكات تلفزيون، وجماعات الحريات المدنية، الحقوق المدنية، ومناظرات يشترك فيها عدة مرشحين والعديد منها لسنة 2004.
وقال نادر إن حزب الخضر يرمز الى تعميق ديمقراطيتنا في جميع الاتجاهات، ومنح مزيد من السلطة للناخبين، والعمال، والمستهلكين ودافعي الضرائب، واخذ السلطة من الشركات العالمية، وهذا سيؤدي كما قال، الى مزيد من النقابات العمالية، وحماية اقوى للمستهلك، ورعاية صحية شاملة، ونهاية للرعاية الاجتماعية من قبل الشركات كما نعرفها.
وسئل نادر كيف يتعامل مع الصين في سياسته الخارجية اذا انتخب رئيسا فقال، إنه سيعيد بناء الصلة التي (قطعتها) حكومة كليتون بين حقوق الانسان والسياسة التجارية.
ينتقد العقوبات الاقتصادية
وانتقد نادر العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة ضد العراق، ووصفها بانها سياسة خارجية مفلسة تؤثر على الاطفال واليافعين الأبرياء ومنحت صدام حسين حتى المزيد من السلطات القمعية.
يتهم انحياز الولايات المتحدة لإسرائيل
ومضى نادر يقول: إذا كان للولايات المتحدة ان تكون (وسيطا شريفا) في الشرق الأوسط، فإننا لا نستطيع ان نكون منحازين، وذلك يعني، كما قال اننا اذا كنا نريد ان نكون اصدقاء للإسرائيليين، فعلينا ان نكون اصدقاء للفلسطينيين,, وإذا كان لامن اسرائيل ان يحفظ فإن العدالة الفلسطينية يجب ان تصبح ممأسسة.
وحول موضوع اتفاقات التجارة الدولية، قال نادر إنه يجب ان يعاد التفاوض حولها بثلاث طرق جديدة,, الاولى: عدم التشديد على القضايا البيئية، والعمالية والاستهلاكية، التي يجب ان تكون خاضعة لمعاهداتها الدولية الخاصة بها,, الثانية: ان تبنى بحيث يرفع مستواها إلى اعلى، مثلا منع استيراد من صنع عمال أطفال والثالثة: التأكد من ان الشعب وليس الشركات الضخمة، هو المهم.
التمثيل الحالي للأحزاب في الكونجرس الأمريكي
هذا وسيقوم الناخبون الامريكيون الى جانب اختيارهم لرئيس جديد ونائب رئيس جديد في السابع من نوفمبر بانتخاب 435 عضوا بمجلس النواب و34 عضوا بمجلس الشيوخ و11 حاكم ولاية.
ويوجد في الولايات المتحدة 205,814,000 ناخب مسجل, وفي انتخابات الكونجرس التي اجريت في عام 1998 كانت نسبة من ادلوا بأصواتهم من المسجلين 36,4 في المائة, وفي انتخابات الرئاسة التي اجريت عام 1996، ادلى 49 في المائة من الناخبين بأصواتهم.
مجلس النواب:
سيتم انتخاب كافة مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 435 مقعدا, وسوف يشغل الفائزون مقاعدهم لمدة عامين.
ويسيطر الجمهوريون الآن على مجلس النواب في الكونجرس حيث يمتلكون 222 مقعدا بينما يشغل الديمقراطيون 209 مقاعد ويشغل المستقلون مقعدين وهناك مقعدان خاليان.
ويحظى النواب الحاليون بفرصة اكبر لاعادة انتخابهم ولكن في العام الجاري هناك 24 مقعدا لن يسعى شاغلوها الى اعادة ترشيح انفسهم ويمكن ان يسفر (التغيير) في سبعة مقاعد عن عودة الديمقراطيين الى الاغلبية للمرة الاولى منذ عام 1994.
مجلس الشيوخ:
من بين مائة مقعد في مجلس الشيوخ (مقعدان لكل ولاية) يتم انتخاب ثلث عدد الاعضاء كل عامين ليشغلوا مقاعدهم لمدة ست سنوات، مما يعني ان 34 مقعدا مطروحة للانتخاب.
ويسيطر الديمقراطيون حاليا على 46 مقعدا من بيها 15 مطروحة للانتخاب، كما يسيطر الجمهوريون على 54 مقعدا من بينها 19 مطروحة للانتخاب.
وقد اطيح بآمال الديمقراطيين في استعادة الاغلبية في اكتوبر الجاري عندما مات ميل جراناهم حاكم ميسوري المحبوب في حادث تحطم طائرة بينما كان يقوم بحملة انتخابية للاطاحة بجون اشكروفوت شاغل المقعد الجمهوري.
الولايات:
سيجري انتخاب حكام 11 ولاية من الولايات المتحدة الامريكية الخمسين ليشغلوا مقاعدهم لمدة اربع سنوات.
وهناك الآن 19 حاكما ديمقراطيا، منهم سبعة حكام مقاعدهم مطروحة للانتخاب, ويدير الجمهوريون 29 ولاية ولديهم اربعة مناصب للحكام مطروحة للانتخاب, اما المستقلون واعضاء الحزب الاصلاحي فهم يحكمون ولايتين ولن يكون مقعديهما مطروحين في الانتخابات.
وفي ظل الرئيس بيل كلينتون الذي يعد الرئيس الثاني والاربعين فقدت المؤسسة الكثير من بريقها، والقها بسبب فضيحة مونيكا ولوينسكي، وقد نجا كلينتون بصعوبة من العزل من منصبه، لان الامر كان يسلتزم موافقة اغلبية بمجلس الشيوخ لا تقل عن الثلثين.
|
|
|
|
|