أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 6th November,2000العدد:10266الطبعةالاولـيالأثنين 10 ,شعبان 1421

مقـالات

نهارات أخرى
السعوديات والأجنبي 2-3
فاطمة العتيبي
كنت أعلم أن عبارتي كانت استفزازية وكانت غاية في عدم الفاعلية والتجاوب، فالشاكية تنتظر مني وقفة لمشكلتها التي تلخصت في أن طلب زواجها بغير سعودي الذي تقدمت به الى الجهة المختصة قد مرّ عليه ستة أشهر وهو يرزح تحت سجون الأدراج المقفلة بفعل فاعل من موظفي تلك الجهة والذين تربطهم برجال أسرتها علائق ودٍّ وجيرة أو غيرها, وحين استمعت لعبارتي ليته يتعطل لست سنوات أخرى ران عليها الصمت الممزوج بفجيعة الإحباط، فلقد توقعت مني أن أناصر توجهها وأن أتبنى قضيتها ولربما ظنت أنني سأكاتب أحد المسؤولين في إمارة مدينتها لكي يفرجوا عن طلبها وتحتفل هي بزواجها من الشاب العربي الذي رفضته عائلتها.
والحقيقة التي لا بد أن نتوقف عندها كثيراً هي أن القضية ليست مرتبطة بفتاة ترمي شباب وطنها بالجلافة والخشونة وتسبغ عليهم تهمة الفظاظة وعدم القدرة على التعامل الراقي مع المرأة,, إنها أبعد بكثير,.
هي مرتبطة بنساء يجهلن كيف يصنعن لهن خط حياة متميزاً وقادراً على الاختلاف إلا عن طريق التمرد ورمي المجتمع بالويل والثبور وكل العلل الظاهرة والباطنة,.
ولم أستغرب أفكارها، فهي تزامل رفيقات غير سعوديات حتى وهن حاصلات على الجنسية السعودية ونشأن بها وتعلمن في مدارسها، بل توظفن فيها إلا أنهن لا يملكن إلا الكراهية لكل ما هو منتمٍ للمجتمع جذوراً وأصولاً, فرجال بلدانهن غير رجالنا مثلما أن نساءهن غير نسائنا, ونحن فينا وفينا.
بينما هم فيهم وفيهم,, وتتغذى كثير من الفتيات على النقمة الاجتماعية التي تحقنهن بها أحاديث رفيقاتهن غير السعوديات أو السعوديات الحاصلات على الجنسية بفعل اختيار آبائهن وليس اختيارهن وهن دائماً في حالة مقارنات بين هذا المجتمع وبين مجتمعاتهن وهي مقارنات دائماً وأبداً تجيّر نتائجها لصالح مجتمعاتهن.
وفي المقابل وعلى طرفي نقيض نجد أنهن هن أنفسهن يحلمن بالزواج من سعودي، بل هو حلم تثمنه بعضهن بتجاوز الثريا.
وضحايا مثل هذا النوع من الأحاديث السرية التي تلوث عقول بعض الفتيات وتنمي فيها حالات التمرد والرغبة بالانعتاق عن السائد والمألوف في مجتمعها, وإلا كيف تستحيل عيوب الشاب المتقدم لها إلى أمور يمكن القبول بها والتغاضي عنها أمام مزية أنه غير سعودي , فهو مطلّق بينما هي لم تتزوج بعد وله طفلتان أيضاً,, وهي جميلة وناجحة وحتماً ستجد من أبناء وطنها من يستحقها, حدثتها عن التغيرات الاجتماعية التي رافقت موضوع زواج الفتاة في المجتمع وكيف حدثت له انفراجات متوالية لأن الوعي الاجتماعي كان يمر بمرحلة نضوج متوالية، فبعد رفض كل من هو خارج دائرة ابن العم قبل ابن القبيلة ثم ابن القبيلة الأخرى ثم أصبح الأمر مرهوناً بالدين والأخلاق والقبول، لكن هذا لا يعني أن المجتمع سيبارك زيجتها من رجل غير منتمٍ للمجتمع نفسه قبل أُطره السلوكية والقضائية.
كانت تنصت لي، لكنها ما زالت واقعة تحت تأثير رفض قاطع استوطن نفسها منذ مراحل مبكرة من عمرها.
قالت وهي تغالب صراخاً يكاد يشق أوتار صوتها:
أنا لا أتخيل مطلقاً أن أرتبط بأحد هؤلاء الزكرتية الذين ينظرون للمرأة على أنها فردة حذاء ويهددون بخلعها من حياتهم كما يخلعون أحذيتهم!!!
بقية الحديث يوم الأربعاء بإذن الله
عنوان الكاتبة 26659 - الرياض 11496

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved