| مقـالات
لقد ضرب صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني أروع مثال للرعاية من ولاة الأمر لشؤون المواطنين حين جعل أول محطةله بعد عودته من رحلته خارج المملكة في زيارات رسمية هي منطقة جازان التي نكبت بتسرب حمى الوادي المتصدع إليها، مما أضرّ بسكانها، فكان أول عمل لسمو ولي العهد هو الاطمئنان على وضعها، والوقوف على الأمور بنفسه، مما كان له ثمرة جيدة في الخدمة والرعاية التي تلقاها منطقة جازان، وعلى راسها تكوين لجنة وزارية برئاسة الأمير الجليل صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية لدراسة الاحتياجات التنموية الآنية والمستقبلية وقد بادر سموه بعقد الاجتماع الأول في مكتبه في الرياض يوم 11/7/1421ه وبدأ يوم السبت 8/8/1421ه بزيارة تفقدية لجازان للاطلاع على سير الإجراءات التي اتخذتها الأجهزة الحكومية ولعقد الاجتماع الثاني للجنة هناك.
وبثت وكالة الانباء السعودية خبراً نشرته الصحف يوم 4/8/1421ه جاء فيه انه صدرت توجيهات صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز بالعمل على تطوير المناطق الساحلية من محافظة جدة إلى مدينة جازان، والعمل على خدمة المواطن وتوفير احتياجاته من المرافق والخدمات حيث اعلن ذلك صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة في ختام زيارته التفقدية لمحافظتي الليث والقنفذة.
في ضوء هذه العناية من ولاة الأمر، أطرح موضوع حاجات الساحل الغربي من بلادنا إلى خدمات عامة في مستوى ما تنعم به بلادنا من أمن واستقرار ونعم كثيرة، ولهذا اقترح أن تكون اللجنة الوزارية برئاسة سمو وزير الداخلية شاملة للساحل كله من تبوك شمالاً الى جازان جنوبا لتدرس احتياجاته الآنية والمستقبلية وبخاصة ان سمو وزير الداخلية قد طلب قبل عدة شهور من مجالس المناطق أن يقدموا تقارير عن الحاجات المعيشية للمواطنين في مناطقهم.
إن هذا الساحل بحاجة الى خط ساحلي سريع من تبوك الى جازان استكمالاً لما نفذ او ينفذ الآن لما بين جدة وينبع، وهو بحاجة الى طرق فرعية لقراه فأكثر القرى لا تتصل بمدن المملكة بطرق مزفلتة، وهذا الساحل بحاجة إلى إيصال الكهرباء إلى قراه من الشبكة العامة، وقد ارتفع دخل شركة الكهرباء هذا العام فلا عذر لها في إيصال الكهرباء لكل قرية، أما الهاتف فهو مما تحتاج إليه القرى وكثير منها محروم منه.
وتبقى الخدمات الصحية فباستثناء المدن الكبيرة كجدة والمدينةفإن المدن الصغيرة والقرى بحاجة الى عناية بالخدمات الصحية سواء اكانت وقائية ام علاجية، وهناك تخلف في الوعي الصحي وحالة جازان خير دليل.
أما التعليم فلا استطيع الكلام عنه بدقة فالذي اقرؤه ان انتشار المدارس بنين وبنات في كثير من القرى، لكنني شاهدت قبل سنتين مقابلات مع طلاب حملتين لمحو الأمية لمدة شهر نظمتهما وزارة المعارف قرب ينبع والمهد، وقد تألمت أن أولئك الطلاب (وجلهم دون سن الأربعين) لايعرفون كتابة الحروف الهجائية والأرقام من 1 10 قبل هذه الحملة فمن المسؤول عن ذلك؟ وهل انتهى الوضع؟
والأمر كذلك بالنسبة للإسكان والمياه والزراعة وصيد السمك مما يحتاج إلى بحث وتقص لتقدم لولاة الأمر صورة دقيقة، فهم لم يقر لهم قرار عندما اطلعوا على بعض المعلومات، وما قدمته في أول هذه السطور دليل على ذلك، والله الموفق.
|
|
|
|
|