أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 6th November,2000العدد:10266الطبعةالاولـيالأثنين 10 ,شعبان 1421

مقـالات

إضاءة
عندما يمل الإنسان النعمة
شاكر سليمان شكوري
لابد أن العالم كله قد تابع - باشمئزاز ودهشة - تلك الحركة الصبيانية التي قام بها خاطفا الطائرة السعودية وهي في طريقها من جدة الى لندن الاسبوع قبل الفائت.
فمن خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد للخاطفين في عاصمة العراق الشقيق بدا واضحا انه ليست لديهما قضية مبررة لهذه العملية الاجرامية التي وصلت حد الخيانة,, حتى ان بعض الاعلاميين تطوعوا بوضع تصور لهدف ديني او قومي او وطني للعملية المشبوهة غير ان الشابين الملثم والسافر- بدآ وكأنهما لا يعيان شيئا مما يقال,, وانهما خرجا الى هذه العملية بلا هدف حقيقي واضح الا ان يكونا مدفوعين من جهة خارجية من اجل تحقيق هدف سياسي لتلك الجهة لاسيما والمنطقة ملتهبة بمدافع اليهود في وجه الأطفال العزل الا من الحجر في فلسطين,, واضطر أصغر الخاطفين الى ترديد عبارة بلهاء كالببغاء معناها انها أمور تراكمت وتداعت ولسنا ولا أحد غيرنا يدرك ماهية تلك التداعيات، فركاب الطائرة ليسوا رعايا لدولة تساند الارهاب الاسرائيلي ضد أشقائنا المنتفضين الغاضبين من ظلم اليهود.
وأما الوطن فان موقف الحكومة السعودية تجاه الأحداث الأخيرة لا يمكن اتهامه بل لعله الفعل الأقوى على الساحة من حيث التزامه بنصرة القضية الفلسطينية ماديا ومعنويا، واعلانه التصدي لأي عدوان اسرائيلي على أي دولة عربية ممن تهددهم الفاشية الصهيونية.
والشابان السعوديان مع الأسف ليس لأحدهما قضية خاصة الا ان يكون الواحد منهما قد مل النعمة والعياذ بالله والا فما معنى مناداة الخاطفَين المغوارين بتوفير الخدمات للمواطن في بلد يعج بالخدمة وبالخير وهو مغبوط من الصديق محسود من العدو؟!
لقد اعترف والدي النازقين في برقيتين لسمو وزير الداخلية بأن ولديهما قد ضلا الطريق، وصرح احدهما بأن جريمة ابنه مستنكرة على من أفنى جده العمر طاعة وولاء للملك عبدالعزيز طيب الله ثراه حيث كان جنديا في جيشه طيلة ملحمة توحيد الأمة على راية الاسلام وشرعه.
وكان سموه قد اعتبره امرا عاديا فالبيت السعودي المشهود له بالصلاح والانتماء قد يرزأ احيانا بابن ضال مؤكدا ان أسرتي الجانيين لن يطولهما أي لوم بالنظر الى هذه الاعتبارات، بل ذهب سموه الى أبعد من ذلك حين أعلن ان كلية الملك فهد الأمنية ترحب بمن يحصل على الثانوية العامة من أبناء الأسرتين وهذه النظرة العقلانية للأمور هي سمة الحكم السعودي الذي يتوجه دائما الى رعاية مواطنيه وعدم أخذ البريء بذنب الجاني.
وأخيرا,.
ربما لا تحتاج هذه الفعلة الدنيئة الى مجرد الحبر الذي يكتب به الكلام لكنه عزاء للأمة في اثنين من ابنائها قدمت لهم الحياة الكريمة وائتمنتهم على واحد من ثغورها الأمنية المهمة لكنهما انكرا على الوطن فضله وخانا أمانتهما.
وسواء أكانت فعلة صبيانية كألعاب الأتاري، ام كانت مدبرة بكيد كائد من كان فإن السعودية على أرض الواقع - بحكامها وشعبها - أقوى من ان تتأثر بأفعال الصبية.

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved