| وَرّاق الجزيرة
يواصل الأستاذ فائز الحربي في هذه الحلقة نقده لكتاب عبدالله فرج المتحدث عن تاريخ المدينة المنورة
كما كتب باحث آخر هو محمد بن فهد السهلي العوفي مقالاً نقدياً عنيفاً لكتاب عبدالله فرج في جريدة المدينة، يوم الخميس 4/5/1416ه، جاء فيه ما يلي:
1, جاء في ص61 وص 75 وص 78 من كتاب المدينة المنورة: عاداتها وتقاليدها ان مخطوط الكوثر الجامع للمقدسي، هكذا بدون ذكر اسمه كاملاً، إلا في ص75، حيث قال ما نصه: (قال أبو عبدالله محمد بن عبدالرحمن المقدسي في مخطوطه الكوثر الجامع صحيفة رقم 164).
وهنا لي وقفة، فقد ذكر الأستاذ عبدالله فرج الزامل، في عدة مقالات له بعنوان تاريخ ما أهمله التاريخ أن مخطوط الكوثر الجامع للهاشمي!! فهل المخطوط المذكور للهاشمي أو هو للمقدسي؟!
ثم من هو المقدسي؟ ومن هو الهاشمي؟ وفي أي عصر عاشا؟ ولماذا لم تذكرهما كتب التراجم الكثيرة المتوفرة لدى الباحثين؟ ولماذا لم يذكرهما كبار مؤرخي المدينة في العصر الحديث، كالأستاذ أمين مدني، أو محمد حسين زيدان، أو عبدالسلام حافظ، أو محمد سعيد دفتر دار، أو غيرهم؟
2, جاء في كتاب المدينة المنورة: عاداتها وتقاليدها ص 75 وص 76 و ص 78 ان مخطوط تحفة الأعيان هو لرامز شكري، بينما جاء في بعض مقالات عبدالله فرج انه لرامز شكر، وفي بعضها الآخر انه لرامز شكر الحسيني!
فهل هو رامز شكر (بدون ياء)، أم رامز شكري؟ ومتى عاش هذا المؤلف؟ وما مؤلفاته؟ ولا أحتاج أن أعيد ما ذكرته عن المقدسي والهاشمي في الفقرة (1) حول جهل الكثير من علماء المدينة ومؤرخيها الكبار بحال هؤلاء المؤلفين الذين ذكرهم عبدالله فرج.
3, إن صفحة المصادر المذكورة في آخر كتاب المدينة المنورة: عاداتها وتقاليدها لا تعطي أي معلومات كافية عن المصادر، بل يكتفي المؤلف بذكر جزء من عنوان المخطوط، مع ذكر لقب مؤلفه، وهذا مخالف لأسلوب التوثيق العلمي المتبع حالياً في كتابة البحوث، فلابد من كتابة عنوان المخطوط واضحاً وكاملاً، وذكر اسم المؤلف، مع ذكر تاريخ وفاته، وأين يوجد هذا المخطوط؟ ويفضل كتابة نبذة عن المخطوط ومؤلفه، وبخاصة إذا كان المخطوط من المصادر النادرة أو غير المعروفة لدى الباحثين.
4, عند مقابلتي للأستاذ عبدالله فرج في المدينة المنورة في مكتبه، ذكر لي ان بني عوف من حرب هم من عوف كنانة من مضر من عدنان, وعندما سألته عن المصدر الذي بنى عليه معلوماته قال إنه تحفة الأعيان فقلت: لا شك أن الأستاذ عبدالله فرج واهم فيما يقول (ولا توجد بينة واحدة تؤيد ما يقول)، فضلاً عن أن عوفاً معروفة النسبة، فهم أبناء جدهم عوف بن مسعود المسروحي الحربي الخولاني، ثم القضاعي الحميري القحطاني .
ويؤيد قولي هذا كبار علماء النسب العرب، كالهمداني، والأشعري، ومحمد بن نشوان الحميري، وغيرهم.
وهناك من ذكر لي والعهدة عليه، أن عبدالله فرج ذكر له أن عوفاً من الأنصار، وهذا وهم أكبر من الأول، والصحيح ما ذكرته آنفاً والله المستعان.
5, جاء في كتاب المدينة المنورة: عاداتها وتقاليدها في ص 16 تحت عنوان (ملابس الرجال والنساء سنة 925ه) ما نصه: (يتدلى من الجانب الأيسر سلسلة فضية تنتهي إلى ساعة وضعت في جيب الصدرية الأيسر).
قلت: هل كانوا يعرفون الساعات في عام 925 ه يا أستاذ عبدالله؟!
6, جاء في كتاب المدينة المنورة: عاداتها وتقاليدها تحت عنوان (الزواج من سنة 925 1333ه) من ص 17 إلى ص 24 ما يوهم القارئ ان هذه العادات التي ذكرها عبدالله فرج هي عادات جميع أسر المدينة وأعرابها، وليس هذا بصحيح، فالكثير من أسر المدينة العريقة لا تعرف الكثير مما ذكره, أما أعرابها فلا يعرفون كثيراً منها قطعاً، ولهم عادات مختلفة عنها تماماً.
7, جاء في ص 50 من كتاب الأستاذ عبدالله فرج ما نصه: ( في سنوات احتضار الدولة العباسية، وفي آخر أيامها المتسلسلة الزاهرة، وفي ايام تقطع مملكتها الوسيعة، إلى ولاة مستقلين,, الحمدانيون في الشام والجزيرة، المماليك البحرية في مصر والسودان واليمن الأخضر والسلاجقة والبويهية في الشرق الجنوبي والشمالي والأتراك في الشمال وفي الجنوب عشائر وأمراء، القوي منهم يأكل الضعيف، وفي الحجاز الشريف بركات بن شكر وأحفاده).
قلت: معذرة عزيزي القارئ على نقل هذه العبارة بطولها، ولكن لعل لي العذر في ذلك، وهو التنبيه على كثرة الأخطاء فيها، وهي لا تخفى على صغار الباحثين، فضلاً عن المحققين.
أما قوله: (وفي الحجاز الشريف بركات بن شكر وأحفاده) فخطأ فادح، فإنه لا يعرف من أشراف مكة المكرمة من اسمه (بركات بن شكر), بل هناك (بركات بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان) المتوفى سنة 931ه، ومن المعروف ان أشراف مكة حفظت أسماؤهم وأخبارهم وأنسابهم في مؤلفات كتبها العديد من العلماء، ومنها:
أ, غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام، للنجم عبدالعزيز بن عمر بن فهد.
ب, خلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام، لأحمد دحلان.
ج, سمط النجوم العوالي، لعبد الملك العصامي.
د, جداول أمراء مكة المكرمة، للشريف مساعد بن منصور بن سرور.
وغيرها من المصادر والمراجع المعروفة، ولم يرد فيها اسم (بركات بن شكر)!!
8, ما ذكره عبدالله فرج في كتابه ص52 من ان فتنة كابوس التي وقعت سنة 1115ه قتل فيها كابوس وكبيسة الفايزي العمري الحربي، ومن أن شريف مكة المكرمة مسعود بن محمد (!!) قضى على هذه الفتنة، بمساعدة أمراء عشائر بني سالم ومسروح وقوفة ومالك وجهينة.
وفي هذا ثلاثة أخطاء، هي:
أ, كابوس ليس من الفوايز من حرب، بل هو من أسرة مصرية، كما نبه إلى ذلك الأستاذ فايز بن موسى الحربي، في مقاله (ملحق التراث) بتاريخ الخميس 22 صفر 1416ه.
ب, قوله شريف مكة المكرمة مسعود بن محمد (!!) خطأ، صوابه: الشريف مسعود بن سعيد، كما ذكر الدكتور عبدالباسط بدر في كتابه التاريخ الشامل للمدينة المنورة ص 391 الجزءالثاني، وكما هو مذكور في الكتب، التي أرخت لحكام مكة المكرمة، فهي جميعاً متفقة على ان شريف مكة سنة 1115ه هو الشريف مسعود بن سعيد.
ج, ما دور قبائل جهينة في هذه الفتنة، وبخاصة أنه لا ناقة لها فيها ولا جمل؟
9, ذكر في ص 38 من كتابه انه أدرك رجالاً يقف العقاب على شارب أحدهم ولا ينثني!!
قلت: وهل هذا أسلوب مؤرخ يكتب تاريخاً لأجيال قادمة؟!
10, جاء في ص48 من كتابه عدة أبيات نسبها إلى علي بن عامر المزني، فهل الشاعر هو علي بن عامر المزني أو المزيني؟ والأبيات غير مستقيمة المعنى، وعلى القارئ مراجعتها في الكتاب المذكور.
11, ما ذكره عبدالله فرج في ص 54 من كتابه أن فخري باشا قام سنة 1320 ه بتسفير ما بقي من الأسر الأحياء إلى تركيا وحلب ودمشق، بسبب المجاعة، التي أودت بحياة الكثير من أهلها، فيه ما فيه من الخلط.
فهل فخري باشا كان موجوداً في المدينة سنة 1320ه؟ وهل المجاعة وقعت سنة 1320ه؟
المعروف ان شبح المجاعة، الذي خيم على المدينة كان في حدود سنة 1335ه، وسبب المجاعة هو حصار الهاشميين للمدينة المنورة (انظر ص71 من كتاب التاريخ الشامل للمدينة المنورة) للدكتور عبدالباسط بدر، وكتابات المؤرخ الراحل محمد حسين زيدان وغيرها.
كما أن قوله إن تسفير أهل المدينة كان بسبب المجاعة فقط مخالف لما تذكره المصادر السابقة.
12, جاء في ص57 من كتابه ما نصه :(قيل في الأثر: الجالب إليها كالمتصدق عليها).
قلت: أين تخريج هذا الأثر؟ ما مدى صحته، أقول هذا لأن الأستاذ عبدالله فرج قد درس علم الحديث على يد الشيخ عبدالرحمن الأفريقي، كما ذكر على غلاف كتابه.
ثم إن الصواب أن يقول : (جاء في الأثر) لا أن يقول : (قيل في الأثر).
13, قال في ص61 من كتابه: إن أم خلف توفيت في عام 1404ه، وذكر ان وفاتها في عهد الملك خالد رحمه الله .
قلت: الصواب في عهد الملك فهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله .
14, ما ذكره الأستاذ عبدالله فرج في ص64 من كتابه حول قصة استشفاف بني علي في حرب العوالي على يد فخري باشا، يحتاج إلى مزيد من التوضيح والتفصيل، مع ذكر المرجع، الذي اعتمد عليه.
15, ذكر عبدالله فرج في ص 65 ما نصه: (قال السيد هاشم برزنجي رحمه الله إن سكان المدينة المنورة في سنة 925ه كانوا مائة وخمسين ألف نسمة، وذلك في عهد السلطان سليمان العثماني، وقد زاد عددهم في عهد سليم الثاني، وعهد السلطان مراد حتى عام 1115ه للقرن الثاني عشر من الهجرة الشريفة، وبلغوا في عهد السلطان مصطفى بن محمد بن مراد العثماني إلى حدود مئتين وخمسين ألف نسمة).
قلت: كيف توصل هاشم برزنجي، وهو معاصر إلى هذه الإحصائيات الدقيقة لسكان المدينة سنة 925ه وسنة 1115ه؟ أين المصدر الذي اعتمد عليه في تحديده عدد سكان المدينة؟
16, ما ذكره في ص 65 من كتابه من أن عدد المهاجرين إلى المدينة قد زاد في اليوم الذي وصل فيه القطار الحديدي سنة 1322ه حتى وصل عدد سكان المدينة إلى 560 ألف نسمة، وانتزح منهم في المجاعة 320 لعله يقصد 320 ألفاً.
أقول: كيف يستقيم قوله هذا الذي يفيد ان المجاعة حدثت بعد سنة 1322ه مع قوله في ص 54 ان المجاعة وقعت سنة 1320ه؟!
ثم ان وصول القطار لم يكن في سنة 1322ه، بل في سنة 1326ه، كما جاء في التاريخ الشامل للمدينة المنورة للدكتور عبدالباسط بدر، وكما جاء في غيره من المصادر الموثقة.
17 ما ذكره في ص 66 من إحصائيات لا يذكر مصدره فيها هي إحصائيات غير دقيقة وغير صحيحة، وتحتاج إلى توضيح.
ثم، ما هي البيوتات العريقة التي تشكل 50% من أهل المدينة؟ يجب تعريف المقصود بذلك.
للحديث صلة
|
|
|
|
|