| عزيزتـي الجزيرة
يتبادر إلى ذهن الكثيرين أن الثقافة عبارة عن تخزين كميات كبيرة من المعلومات المختلفة الاتجاهات، ومن ثم إفراز تلك المعلومات وفق المواقف التي يمر بها ذلك الشخص والتي تستدعي منه المناقشة والحوار، والإجابة عن الأسئلة المختلفة.
وفي نظري هذا مفهوم قاصر, فالثقافة الحقيقية أشمل وأعمق من ذلك, فهي سلوك بالدرجة الأولى فلا خير في علم لا يوافقه عمل، ولافائدة من عمل يخالف ذلك العلم، ف الدين المعاملة كما أرشد إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
فقد ترى إنساناً يعجبك مظهره، وحينما تتحدث معه تزداد إعجاباً به وبضخامة المعلومات التي يكنزها حتى تكاد تصفه بالمثقف، ثم ماتلبث أن ترى ما يخالف ذلك القول وتتراجع عمّا وصفته به.
ونحن في هذا الوقت أحوج مانكون إلى إتقان فن التعامل مع الناس وبدرجة واحدة! ولماذا هذا الوقت بالذات؟
لأن المسلمين يعيشون حالة أبعد ماتكون عن الإسلام، فاللأسف الشديد نماذج من المسلمين يكذبون ويخدعون ويخونون،والإسلام بريء من ذلك كله، وهنا تحضرني عبارة لأحد الداخلين الجدد في الإسلام حين قال ليتني أسلمت ولم أر المسلمين .
فإذا أحسنت التعامل مع الناس أحبوك لشخصك، واحترموك لذاتك، وازدادوا إعجاباً بك, ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته القدوة الصالحة والأسوة الحسنة في ذلك، فلم يكونوا كاذبين ولامخادعين ولامتلونين حسب الأهواء والمصالح الشخصية، بل كانوا يقدمون النموذج الصحيح للإنسان المسلم المثقف.
فدعونا نبدأ من أنفسنا ونطهرها من الصفات القبيحة ثم نعرج على التعامل الإسلامي الصحيح، ونعلم تلاميذنا وأبناءنا فن المعاملة، ونكون قدوة صالحة لهم في زمن ندر من يوجه ويرشد ويعمل بعمله.
عبدالعزيز الرشود القريات
|
|
|
|
|