| تغطية خاصة
ان تكلفة علاج القصور أكبر من ان يتحملها المريض وحده فكان لابد من وجود نظام يمكنه تغطية التكاليف وبشكل مستمر لهذا المرض المزمن وعلاج القصور الكلوي بطريقة معاوضة عمل الكلية الطبيعية بواسطة الكلية الصناعية مازال هو الغالب واكثر تكلفة من العلاج بزراعة الكلية حيث يتطلب العلاج بالكلية الصناعية سنويا حوالي 98,500 ريال للمريض الواحد حسب الاحصاءات الحالية بينما يتطلب العلاج بزرع الكلية حوالي 20,000 ريال سنويا إذا لم تحصل اية مضاعفات وذلك بعد العام الأول لعملية نقل الكلية.
وفي كلتا الحالتين لا يستطيع المرضى تحمل الاعباء المترتبة على العلاج وقد قامت معظم الحكومات في العالم بتوفير العلاج بالكلية الصناعية لمواطنيها عن طريق وزارات الصحة بشكل رئيسي ودعم القطاعات الصحية الأخرى للمستشفيات التابعة لها مثل المستشفيات العسكرية كما تتدخل أحيانا بعض الفعاليات الخيرة بالتبرع لصالح مرضى الفشل الكلوي المزمن في بعض البلدان بشكل صغير ولكنه يعبر عن مدى اهتمام المجتمع بهذه المشكلة وتشهد المملكة حركة نشطة في زيادة عدد مراكز الكلية الصناعية استطاعت خلال السنوات العشرين الماضية من الزيادة في العدد والاتساع في التغطية الجغرافية وتحديث الأجهزة حتى باتت خدمة مراكز الكلية الصناعية تصل إلى القرى النائية وتخفف من معاناة المرضى في السفر إلى المدن الكبيرة من اجل الحصول على العلاج بالتنقية الدموية.
وقد قامت حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة بوزارة الصحة ببناء وتجهيز هذه المراكز التي بلغت 94 مركزا وقامت القطاعات الصحية الأخرى بالإضافة الى القطاع الخاص بتوفير 30 مركزا ليصبح العدد 124 مركزا للكلية الصناعية وبلغت عدد الأجهزة فيها حوالي 1100 جهاز وتدعم بكل المستهلكات في عملية العلاج والعاملين والإداريين، وإلى جانب هذا الجهد الهائل من الحكومة الرشيدة في المملكة العربية السعودية فإن هنالك ظاهرة طيبة قد ظهرت في السنوات الأخيرة من المجتمع السعودي وهي ظاهرة اهتمام عدد من المواطنين الخيرين بمشكلة علاج الفشل الكلوي، فمنهم من ساهم بالقلم ليكتب عن هذه المشكلة في وسائل الإعلام والقاء الضوء على معاناة المرضى, ومنهم من تصدق من ماله لبناء بعض المراكز الخيرية او تزويد المراكز الحالية بأجهزة ومعدات طبية جديدة إضافة الى الاجهزة العاملة في تلك المراكز، ومن هذه المساهمات في دعم مراكز الكلية الصناعية في عام 1999م على سبيل المثال لا الحصر تبرع مالي من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لمجمع الرياض الطبي لزيادة الطاقة الاستيعابية لمركز الكلى فيها، تبرع مالي من صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله لمستشفى سكاكا المركزي، تبرع مالي من صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله لدعم مركز الأمير سلمان الخيري لأمراض الكلى, تبرع مالي من معالي الفريق أول متقاعد عبدالله الراشد البصيلي ببناء مركز في رجال ألمع بعسير، تبرع مالي من رجل الأعمال عبدالعزيز أحمد كانو لمستشفى الدمام المركزي,تبرع أصدقاء مرضى الكلى في المدينة المنورة لعمل مركز الكلية الصناعية الجديدة فيها، تبرع اصدقاء مرضى الكلى في مكة المكرمة لإنشاء مراكز خيرية فيها للكلية الصناعية وبجهود مميزة للشيخ عبدالله عاشور والشيخ أمين عطاس ومركز فقيه التجاري، تبرع الشيخ عبدالله عبدالكريم اللحيدان لدعم مركز الكلية الصناعية في مستشفى البكيرية العام بالقصيم، تبرع الشيخ محمد العبدالله الجميح لوحدة الغسيل الكلوي في مستشفى صحاري بالرياض، تبرع رجل الأعمال اسعد أمين لدعم وحدة الكلية الصناعية في مستشفى السليل منطقة الرياض, تبرع الأستاذ محمد بن عبدالله بن عدوان لدعم وحدة الكلية في مستشفى حريملاء منطقة الرياض, تبرع الأستاذ محمد بن عودة العبدالله العودة لبناء وتجهيز مركز الكلية الصناعية في مستشفى رويضة العرض منطقة الرياض، تبرع الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله الموسى لدعم مركز الكلية الصناعية في مستشفى الأفلاج وثادق منطقة الرياض.
تبرع الشيخ عبدالعزيز ومحمد العبدالله الجميح لدعم مركز الكلية الصناعية في مستشفى شقراء العام والدوادومي منطقة الرياض، تبرع معالي عبدالرحمن بن إبراهيم أبوحيمد لتجهيز مركز الكلية الصناعية في حوطة سدير وجهاز غسيل في محافظة ضباء,تبرعات سخية من أوجه الخير في مدينة جيزان لإنشاء ثلاثة مراكز غسيل كلية فيها، كما نرى من هذه الأمثلة أعلاه فإن الأرض الطيبة مازالت تعطي أبناءً طيبين وأناسا خيرين يسعون في أوجه الخير المختلفة.
وإذا كانت هذه التبرعات لا تقارن ابدا بما تبذله الحكومة الرشيدة في خططها ولكنها تعبر عن اهتمام المجتمع السعودي بمشكلة الفشل الكلوي ومحاولة المواساة لهؤلاء المرضى والشد من ازرهم في مرضهم ومحنتهم.
والملاحظ أيضا أن هذه النشاطات الخيرة قد اتسعت رقعتها لتصل إلى كل مناطق المملكة خلال السنوات الماضية، فهي في المنطقة الشرقية والوسطى والغربية والشمالية والجنوبية فلم تخل منها منطقة,وهذا ما تريده الحكومة من مواطنيها وهو الارتقاء إلى مستوى المسؤولية والمشاركة التي تدل على الاهتمام والولاء لمجتمعها والإنسان الذي هو أعلى ما يملكه أي مجتمع.
|
|
|
|
|