| متابعة
*
* جدة صلاح مخارش
محمد أمجد عطا جودة 13 عاما طفل فلسطيني وأحد أبطال انتفاضة الأقصى يرقد في العناية المركزة في مستشفى د, سليمان فقيه بجدة وهو أحد المصابين الفلسطينيين من غدر اليهود في الأراضي المحتلة الذين أمر خادم الحرمين الشريفين بعلاجهم في مستشفيات المملكة.
وحالته الآن حرجة جدا,, فقد أجريت له مساء الخميس الماضي العملية الجراحية الثالثة في رأسه وقد أشار الأطباء لوالده أن حالته من أصعب الحالات التي مرت عليهم حتى الآن,,!!
هذا الطفل الذي كان جميلا قبل الاصابة سيظل بطلا سيحكي عنه الكثيرون رغم ان كل من يزوره في العناية المركزة بالمستشفى بجدة يبكي ما آل إليه وضعه من جراء العنف الاسرائيلي الذي لا يفرق بين صغير وكبير حتى ان ذلك العنف يختار المواقع الحساسة في جسم الطفل كالرأس والعين لاصابته من أجل قتل المستقبل العربي كما ان ذلك العنف لا يكتفي بالمصاب فقط بل بكل من يقترب منه كما حدث مع الطفل محمد جودة حيث أصيب ثلاثة أشخاص حاولوا انقاذه فسقط الواحد تلو الآخر فوق جسمه النحيل!!
وفي المستشفى بجدة روى لنا والده أمجد عطا جودة المرافق له في رحلة العلاج حكاية ابنه مع الاصابة منذ أن سكنت الرصاصة رأسه وحتى هذه اللحظة,.
يقول والد محمد,.
نحن من سكان القدس وفي يوم 6/10/2000م أصيب محمد في ساحة الأقصى وتم نقله للعلاج في المملكة يوم 19/10/2000م.
* وما نوعية إصابته؟
رصاصة في الجانب الأيسر من الرأس اصابت الدماغ تعرض لها بعد صلاة الجمعة مباشرة حيث استقرت الرصاصة بالدماغ فعندما اصابته تلك الرصاصة سقط على وجهه أرضا فحضر شاب لانقاذه فصوبوا على ذلك الشاب برصاصة في رأسه فاستشهد فوق ابني فحضر شاب آخر اسمه أحمد مربهري لانقاذه فصوبوا عليه رصاصاً مطاطياً في رجله فسقط فوق ابني فحضر شاب آخر فصوبوا عليه برصاص من نوع دوم دوم فسقط هو الآخر فوق ابني حيث تكوم الجميع مصابين فوق محمد فموقع ابني كان عن بعد خمسة أمتار من موقع الجيش الاسرائيلي وكان هدفا سهلا لجنود الاحتلال حيث وضعوه كالشبكة التي يصطادون فيها الشباب الفلسطينيين فمكث فترة ومن معه من مصابين على الأرض حتى حضر شاب بطل وحمله على الفور وانطلق به بسرعة البرق الى مستشفى المقاصد، وهناك أجريت له عملية جراحية استمرت سبعة ساعات لاستخراج الرصاصة ثم أدخل العناية المركزة وقرر الأطباء بعدها مغادرته الى خارج فلسطين للعلاج وكان لديه نزيف وقد أكد لي الأطباء هنا أيضا أن حالته خطرة جدا جدا، كما ان الكثير من الأطباء هنا وأيضا الزوار قالوا بأنهم شاهدوه عبر شاشة التلفاز ينقل مصابا في المستشفى ورأسه مهشم من الخلف وذلك بفلسطين.
* وهل يستطيع الآن التحدث معك؟
لا,, لا,, فالجهة اليمنى أيضا في جسمه متوقفة تماما كما أن لديه قسم كبير من الدماغ مصاب.
* سمعتك تتحدث قبل الحوار عن جزء من رأسه ما زال موجوداً في فلسطين؟
نعم ففي ثلاجة مستشفى المقاصد بفلسطين ما زالت توجد القطعة من رأسه التي طيرتها الرصاصة حيث أنهم هنا بحاجة الى اعادتها الى رأسه!!.
* ولماذا لم يتم التصرف واحضارها معكم إلى هنا؟
عملية أمس التي تمت هنا تم فيها عملية تنظيف وحضانة للمخ حيث تم وضع مادة للمحافظة على المخ، أما عن عملية نقل القطعة الى هنا فكان وما زال ذلك صعب في الوقت الحالي فالقطعة بحاجة الى أن تحفظ في ثلاجة ومكان بارد ولا تتعرض لحرارة أو رطوبة ولها وسائل للمحافظة عليها كما أنها بحاجة أن تنقل بسرعة قصوى وهذا الموضوع صعب مع جنود الاحتلال فعملية النقل من هناك الى هنا للمصاب أو لأي شيء آخر تأخذ وقتا طويلا فالسفر من هناك الى هنا يستغرق أكثر من سبع ساعات وهذا سيتلف القطعة.
والشيء الغريب الذي لاحظته أنا ولاحظه كل من يزور ابني هنا أنه بين الفترة والأخرى وأثناء غيبوبته يشير بعلامة النصر الآن حيث انه ما زال يشعر وكأنه بالأقصى وهو عندما صوب أيضا كان يرفع علامة النصر!!.
* قبل أيام أريتني علبة زجاجية في المستشفى كان بها قطعة حديد استخرجت من ابنك؟
كان ذلك سناً بلعه ابني أثناء اصابته وتم استخراجه هنا من رئته.
* والآن ما الوضع العام بالنسبة لك وابنك في المستشفى؟
حتى الآن ما اعرفه انه ومع هذا الوضع سيمكث في المستشفى هنا أكثر من ستة أشهر وأنا ما زلت وسأستمر بجواره رغم انني لم أجد بعد حتى الآن مكانا استقر به فوقتي كله أقضيه بجواره فوق كراسي المستشفى وكنت أتمنى لو يوفر لي هذا المستشفى غرفة بجوار ابني.
* وماذا تقول في الختام؟
شكرا لقيادة هذا البلد الحكيمة على أنهم فتحوا أبوابهم لاستقبال الجرحى والشكر كل الشكر لكل مسؤول ومواطن هنا وقف معنا في محنتنا.
|
|
|
|
|