| مقـالات
في إطار جهودها لتطوير العملية التعليمية تتسابق اليوم مؤسسات التعليم في الاستفادة من تقنية الحاسب إما نتيجة لقناعة تراها أو استجابة لضغوط سياسية , والحق أن استخدام الحاسب التعليمي في هذا العصر لم يعد مجرد ترف، بل هو ضرورة فرضها التسارع الهائل في نمو المعارف والخبرة الإنسانية، ومع ذلك فهناك من التربويينjane healy من يبدي بعض التحفظ تجاه الاندفاع الحالي غير المحسوب نحو التوسع الكبير في استخدام الحاسب في التعليم, والحديث التالي يشير إلى بعض أوجه تلك التحفظات:
بداية يجب ألا نعتقد أن التقنية سوف تكون هي العلاج الشافي والكافي لعللنا التعليمية.
فمنتجات التقنية مهما كانت متقدمة لن يكون لها نفس مردودالمعلم المتمكن أوالمبنى المدرسي الملائم أو الفصولمعقولة العددأو المنهج المتميز ، هذه المكونات هي التي يجب أن تكون لها الأسبقية في المال والجهد التعليمي, وعندما نقرر استخدام الحاسب في التعليم فيجب قبل ذلك أن نخصص وقتا كافيا لفهم المنهج وتحديد حاجات طلابنا وتقرير ماهو مناسب لهم، وتحديد ماذا يمكن أن تقدم التقنية في المواضع التي لا يمكن تحقيق كفاءة بدونها.
كما يجب أن ندرك أن التقنية مكلفة وتستهلك الكثير من الوقت التعليميخصوصا عندما لا تتوفر برامج الدعم , وحتى عندما تتوفر التقنية فإن الملاحظ أن الطلاب يصرفون معظم الوقت في تنفيذ أعمال لا تمثل بالنسبة لهم تحدياً فكريامعظم الطلاب يمضون أوقاتهم في برامج الألعاب وبرامج معالج الكلمات واللهو بالإنترنت , الطلاب في الغالب لا يفكرون، بل يستهلكون فكراً معلباً أنتجه المبرمجون, فمثلا، عندما يطلب المعلمون من تلاميذهم إعداد تقارير وبحوث فإن جهود الطلاب في الغالب لا تتجاوز مجرد القص واللزق مع الاستفادة من الألوان والقدرة الإخراجية للحاسب، مما يعطي لمعلميهم الانطباع بأن طلابهم بذلوا جهدا كبيرا, وعلاوة على ما سبق، فالحاسب التعليمي قد يختصر العمليات الرياضية المعقدة إلى عملية تنتهي بمجرد الاختيار العشوائي, الحاسب التعليمي يمكن أن يؤدي دورا جوهريا عندما يقدم للطفل محاكاةsimulation تمكنه من معرفة المبادئ الرياضية والعلمية المتضمنة في مفهوم السرعةمثلا ،, وعليه فلم يعد السؤال يتعلق بكون الطفل سعيداً أو متخفزا أو منشغلا، ولكن الأهم من ذلك كله هو أن يحقق الطالب تعلما مفيدا ويطبقه في سياقات مختلفة.
وهناك من يرى أن تعليم الطفل الحاسب في المراحل المبكرة من حياته لا يعتبر أمرا منطقيا, ولماذا العجلة؟، فليس هناك مرحلة عمرية حرجة لتعلم الحاسب, وعموما، في المراحل المبكرة ضرر الحاسب أكبر من نفعه, المرحلة المبكرة من عمر الطفل يحتاجها التربيون لبناء مهاراته الاجتماعية واللغوية ولإثارة دافعيته وإثراء مهارات حل المشكلات والتعلم الذاتي, المفاهيم في المراحل المبكرة تنمو في ثلاثة أبعاد وليس من خلال أيقونة ذات بعدين, وإذا كان هناك وفرة من المال فلنوجهها للمراحل المتقدمة حيث يصبح الطلاب على مقربة من سوق العمل, والبحوث الموضوعية حول استخدام الحاسب في المراحل المبكرة نادرة, نعم ، هناك الكثير من البحوث المتعلقة باستخدام الحاسب ولكنها بحوث تفتقد غالبا المصداقية ويتم تمويلها وتسويقها من قبل الشركات المنتجة للعتاد والبرامج الحاسوبية.
|
|
|
|
|