| مقـالات
لابد أن ندرك أن الإنسان يخضع لكونه من لحم ودم الى عوامل متباينة لاتجعله في حالة مستقرة على الدوام بمعنى أن السرور والغضب, أو الانشراح والانقباض واردة في يومه الحافل بالعلاقات التي تطرح التفاؤل والإحباط, بل أن حجرا صغيرا يتعثر به المرء أو المركبة التي يستعملها قد تكون عاملا في تغيير مزاجه النفسي وهذا العامل سوف يكون له الكثير من السلبيات, لذا فإننا نتنبه الى أن زميلنا أو صاحبنا ليس في حالة نفسية معتادة ومع ذلك فهو يمارس عمله المعتاد ويصدر القرارات التي قد يكون من بينها ما يصل الى مستوى تقرير مصير بينما حالته الانفعالية لا تبيح له صحيا وعمليا أن يتصدى لمثل تلك القرارات المصيرية فهل يعترف ذلك المسؤول بحقيقة وضعه فيرجىء اتخاذ مثل تلك الأعمال الى وقت آخر.
من تجاربي العملية السابقة عايشت حالات مختلفة من هذا القبيل ولكم شكرت ذلك المسؤول الذي صارحني بأن حالته النفسية لا تسمح له بدراسة مواضيع هامة فأعطى تعليماته الى مرؤوسيه بعدم تحويل أية أمور لها طابع الحساسية والتي تحتاج الى تفكير وتمحيص الى مكتبه في ذلك اليوم لأنه يخشى الانزلاق في نفق الخطأ أو الاندفاع الظالم, نعم فهذه حقيقة يعاني منها الكثيرون فنقول في مجالسنا إن فلانا ضاع حقه في نوبة غضب في جهة من الجهات أو أن النظام المرن حز رقبته في نوبة غير ملائمة ونحن نعرف أن كل نظام في عالمنا العربي على الأقل له أكثر من وجه إذ انه يبتسم تارة ويعبس أخرى في التفسير فإذا أردنا تطبيق النظام بحذافيره فويل لذلك المسكين الذي شاء سوء حظه أن تكون معاملته في قائمة تلك اللحظة السيئة بعكس الآخر الذي شفعت له دعوات والديه فكان نصيبه التخفيف من غطرسة ذلك النظام القاسي لذا نال الجزء اللين من قسوة القرار.
فيا أيها المسؤولون في كل موقع أرجوكم التريث قبل اتخاذ القرارات الصعبة وعودوا الى عواطفكم وعقولكم تحسبا للاندفاع وراء العوامل النفسية التي تؤثر على نوعية القرار أو الجانب الكالح من وجه النظام الذي قد يكون مبتسما في جانبه الآخر أو أقل خشونة وقسوة لأن النتائج قد تكون رهيبة ولها سلبياتها المؤثرة في حياة ومستقبل الآخرين.
|
|
|
|
|