| مقـالات
استضافت المملكة العربية السعودية مؤخراً المؤتمر الإسلامي الأول لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي تحت عنوان نحو آليات لتطبيق استراتيجية تطوير العلوم والتكنولوجيا في البلدان الإسلامية , وقد نظمت المؤتمر وزارة التعليم العالي التي لازالت تقدم الكثير من الحرص والإهتمام والدعم بقضايا التعليم العالي ليس فقط في المملكة العربية السعودية بل وفي الدول العربية وتعدى ذلك إلى الدول الإسلامية, تنظيم المؤتمر الإسلامي الأول لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي من قبل وزارة التعليم العالي لايحتاج الى إطراء أو مديح فجهود الوزارة الضخمة بادية للعيان وتوفير كافة الإمكانات والتسهيلات لوفود ستة وخمسين دولة واضحة للجميع، وليست بالأمر السهل بل تحتاج إلى دقة في التنظيم والتوجيه والجدولة, إذاً لماذا تهتم وزارة التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية بالتعليم العالي والبحث العلمي على هذا المستوى الواسع, نحاول الإجابة على هذا السؤال من خلال ما ورد في بعض الدراسات بشأن البحث العلمي والتعليم فقد ذكرت إحدى الدراسات أن عالمنا المعاصر يمر بمرحلة من التطور والتغيير السريع المذهل وان محرك هذا التطور السريع لم يعد مجرد الثروة المادية او الثروة البشرية العددية التي تعمل في حقل التنمية بل أصبح أولاً وقبل كل شيء الخبرة العلمية والفنية العالية الأمر الذي زاد من إهتمام المجتمعات بدور التربية في التنمية الإجتماعية والإقتصادية, إن السرعة التي يتحرك بها طموح المجتمعات المتقدمة بسبب الإنفجار في المعرفة الإنسانية دفع المجتمعات النامية إلى إتخاذ التعليم وسيلة أساسية لتحقيق اهدافها في مجال التنمية الإجتماعية والإقتصادية حتى تتمكن من اللحاق بركب هذا التطور السريع لتتواكب مع المطلب الكبير لتنمية الثروة البشرية بعد ان ثبت ما لإعداد الإنسان وتكوينه من دور حاسم في إحداث التغيير السريع المنشود في شتى ميادين الحياة باعتبار ان دور التعليم في التنمية الإجتماعية والإقتصادية هو إعداد الطاقة العاملة القادرة على تسيير عجلة التنمية والقادرة على مواجهة تحديات العصر والتغلب عليها والإنطلاق في طريق التقدم, إن الربط بين التعليم والتنمية الإجتماعية والإقتصادية يتضمن الخامة البشرية التي نؤثر فيها بالتعليم والتدريب لنحولها إلى قوى ذات اثر فعال في النهوض بالمجتمع في شتى ميادين الحياة وهذا لايمكن تحقيقه إلا إذا تم الأخذ بأسلوب التخطيط كوسيط للربط بين بنية التربية ومحتواها ،اهدافها من جهة وبين اهداف التنمية الشاملة من جهة أخرى.
لقد توسع التعليم في معظم بلدان العالم توسعاً كبيراً نتيجة لعوامل إقتصادية وإجتماعية وسياسية بشكل تزايد عن توقعات المخططين للتعليم, والتوسع الملحوظ في التعليم في مختلف دول العالم تصاحبه مشكلات إقتصادية تحول دون مسايرة هذا التوسع للنمو السكاني وللتطور المستمر في طرائق التعليم وآفاقة من جهة كما يحول دون تحقيق التوازن بين التعليم الكمي والتعليم النوعي من جهة اخرى, ولقد طرأت على التعليم تغيرات اساسية في العالم أجمع خلال العشرين سنة الماضية وأول هذه التغيرات نمو حجم التعليم بمستوياته المختلفة بدرجة ملحوظة وزيادة الإنفاق العام عليه, ويتفق معظم المهتمين بالتعليم العالي والبحث ان هذه الأنظمة لابد وان تعتمد نظاماً حديثاً للمعلومات وان يتصف هذا النظام بالمرونة والتنوع والحداثة والدقة والموضوعية فقد حدثت في العقود الثلاثة الأخيرة تحولات جذرية على المستوى الدولي في إتجاهات وقناعات المجتمعات النامية والمتطورة فيما يتعلق بنظرتها للتعليم العالي والدور الذي يمكن ان يحدثه في حياة الأفراد والمجتمعات.
كما حرصت أنظمة التعليم المعاصرة على توكيد وتعزيز مبادىء إتاحة فرص التعليم للجميع سواء كانوا صغاراً أم كباراً نساءً أم رجالاً متفوقين أم معوقين وسكان المدينة ام سكان الريف والبادية.
إن البحث العلمي هو المدخل التربوي يحظى بإهتمام متزايد في كثير من البلاد النامية والمتقدمة على حد سواء, وتفرض هذه الأهمية ضرورة قيام البحث على اسس علمية موضوعية راسخة وان تلبي البحوث حاجات المجتمع وتلائم احواله وخصائصه وان تعكس اهدافها احتياجات الأنظمة التعليمية ومشكلاتها.
نبارك لوزارة التعليم العالي نجاحها في تنظيم المؤتمر وهو إستمرار لنجاحاتها السابقة في سعيها لخدمة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية وفي الوطن العربي وفي الدول الإسلامية.
وعلى رب العالمين الإتكال.
|
|
|
|
|