يا نديماً شق بالجد طريق
وعلا بالصدق ركب الازدهار
وسقى الكل شراباً من رحيق
في جبال الأرز مهد الانتصار
أنت خِلٌّ في معاليه رفيق
يحمل العز علواً وافتخار
كل ذكرى في محيّاها بريق
تشغل الأفكار ليلاً ونهار
أترى بالقول أوفيك المنى
ففعال الصدق تعلو كل قول
منك ذاك الحب كسباً وأنا
نحو ما أبديتَ أبدي ما أقول
فلك الشوق اشتياق ولنا
كل درب سرتَه عرضا وطول
فبريق الليل وضّاح السنى
في ذرا الآفاق يسمو ويجول
بضياء ضوؤه عن الف نار
أنت نجم قد تراءى من بعيد
بارق اللون محيّاها الضياء
أخضر ساق جديداً في جديد
حمل الحلم ويأبى الكبرياء
كل كسبٍ منك فيه اليوم عيد
عانق الصبح به حلم المساء
يستبيح الوجد أشواقاً تعيد
ذكريات كل ماضيها فداء
بروابي دارها عن الف دار
أنت طير حطّ في أوكاره
مستهام عاشق قلب وروح
ونديم تاه في أفكاره
في جبال قد تغنى وسفوح
قال ليلاً قال في إبكاره
أصدق الغايات يربيها الطموح
يذكر الأمس وفي إذكاره
لا تقود الخيل في الحرب الجَموح
فمذاكي الخيل رَكبٌ ومسار
فسعود السعد مسعود سمى
بسموٍّ وتساميٍ واعتزاز
علم أوفى سلاماً علما
في روابي العز نجد والحجاز
كل ليث هبّ يرقى سلّما
وكذاك الصقر بالأفعال باز
فكلا الاثنان فهيا اسهما
فزلال الماء في بئر أرتواز
نحكم السير غطاء وجدار
وشداه ليس أمراً عجبا
فهطول الوسم أمٌ للربيع
ما أبى الجد طريقاً وأبى
كل سير جاء بالمشي السريع
وبهذا حط في تلك الربى
ما يود الكل من مجد رفيع
فرياح الشوق في ريح الصبا
واكتمال الحسن بالشكل البديع
بورود وعيون لا تجار
أو يأسى من نراه شرفا
بين عُرب الضاد في كل البقاع
لورود بعضها قد قُطفا
قطفة الحظ وكبوات السباع
فلعَمري نلت مالا عرفا
وكفاك اليوم اخباراً تذاع
عن وصالٍ عن سلام عزفا
همسات الود بالأمر المطاع
بوفاء واعتزاز وافتخار
لعب الحظ فهل تأسى على
ما رماه الحظ في ذاك اللقاء
وتغض الطرف عن خلق علا
لك فيه مستقر وإخاء
ربما فوز طواه الف لا
وخسارات بها الداء دواء
قد ملكت الفوز حقا فالعلا
كرم النفس وإبداع الأداء
فنسيم الصبح يأباه الغبار