| عزيزتـي الجزيرة
عندما توجهت الدولة إلى خيار التخصيص بعد دراسات مستفيضة وهو خيار استراتيجي تمليه علينا المتغيرات في العصر الحديث، وبعد ما أثبته القطاع الخاص من قدرة وكفاءة عاليتين دفعتا بالقطاع المخصص إلى مستويات متقدمة من الرضى والاستحسان من قبل المواطن وكذلك مافيه من تخفيف أعباء وأحمال عن كاهل الدولة، وقد استبشر المواطن خيرا بقرار تخصيص قطاع الاتصال بعد ما عانى الأمرين من حيث تردي الخدمة وصعوبة الحصول عليها، وبعد مرور فترة ليست بالقصيرة من ولادة الشركة ترحم الكثيرون على أيام الوزارة علىمافيها من علل ولكنها ولاشك كانت ارحم بالمواطن وأكثر شفقة وعطفا عليه,,!!!
رب يوم بكيت فيه ولما صرت إلى غيره بكيت عليه |
وخاب الظن في الشركة وحقيقة أنها لم تكن في مستوى التطلعات وأنبأت البداية عن معاناة شديدة لن تنقطع فلايكاد يخلو مجلس الا ويردد فيه المشتركون معاناتهم ومتاعبهم التي لاحد لها مع الشركة بداية من الخدمة السيئة وانتهاء بالفاتورة الملتهبة التي تأتي علىجزء كبير من الراتب والمآخذ والملاحظات على الشركة عديدة (وما يوم حليمة بسر) وأولها وأهمها اعتماد رجال الشركة على خبراتهم السابقة وتجاربهم المحدودة جدا إن كانت في نفس المجال,,,!!! والموضوع أكبر من اجتهادات افراد وأخطر، فالقطاع من أهم القطاعات عند المواطن ولاغنى له عنه بحال وكذلك بالنسبة للدولة حيث يدر مليارات الريالات سنويا فكان لزاما على الشركة منذ البداية الاستعانة بشريك أجنبي متمرس لديه من الخبرات والإمكانيات البشرية والتقنية ما يمكنه من الارتقاء بالخدمات إلى أعلى المستويات وتقديمها للمواطن برسوم معتدلة.
وقد اتخذت الشركة وفي أوقات متباينة قرارات غير مبررة وتضرر منها المواطن بشكل مباشر والغريب أن اصحاب القرار في الشركة لايتجاوبون أبدا مع النقد الذي يطرح أيا كان ولا مع النصائح التي تقدم إليهم فقراراتهم سليمة وضد النقد ولاتحتمل تبديلاً ولا حتى تعديلا وان تحدث الكتاب والمتخصصون وبينوا عوار القرارات وكشفوا عن السلبيات وإن اشتكى المواطن وردد الآهات فكل النداءات والأصوات تذهب مع الريح,,,,!!!! ومن الخدمات التي يشتكي منها الجميع ولم ترض أحدا الهاتف الجوال فرسم التأسيس لايزال مرتفعا وإن خفض الى 1500 ريال فهو يزيد الضعف مقارنة ببعض جيراننا وتعرفة الدقيقة مبالغ فيها وغير منطقية وهو للمعلومية من اعلى الاسعار عالميا,,!! ومما تتحفنا به الشركة تلك المقارنات المضحكة مع بعض دول العالم المنتقاة بعناية فائقة بيننا وبينهم تفاوت كبير في عدة أمور لعل أهمها مستوى دخل الفرد ناهيك عن مستوى الخدمة عندهم وغالبها لاتشترط رسم تأسيس,,!! والشركة تأخذ ريالين على المشترك يوميا مقابل الصيانة وأظن الذمة لاتبرأ بأخذها فليس هناك صيانة ولاهم يحزنون,,!! وكان من المفترض أن تقدم الشركة اكثر من ريالين يوميا للمشترك على سوء الخدمة وصبره عليها,,!!! وجل اهتمام الشركة للاسف يتركز في البحث عن موارد جديدة دون أدنى اهتمام بمحاولة تحسين مستوى الخدمات الحالية.
ومن الحقائق الاقتصادية التي يدركها الجميع أن تقليل تعرفة الدقيقة يزيد من وقت المكالمات فيزيد الدخل تباعا، وما تجربة شركة اتصالات الإمارات عنا ببعيدة فهي من اكثر الشركات ربحية في الخليج مع الفارق في عدد السكان وطبيعة الشعبين فالخدمة ممتازة والاسعار في متناول الجميع,,!!
وأما الهاتف الثابت فيشكل جزءاً من المعاناة حيث تم وفي قرار تاريخي (غير موفق) وصفه مدير الشركة بأنه إجراء تصحيحي أتعبت نفسي وغيري في معرفة معنى (إجراء تصحيحي) فلم افلح حيث تم في هذا القرار مضاعفة سعر الدقيقة وخفض مدة المكالمات المجانية فإلى الله المشتكى,,!!
ومن الطرائف التي أتحفتنا بها الشركة ايضا ما تكرمت به على المشتركين من خفض تعرفة الاتصال في منتصف الليل إلى بعض الدول في جزر البحر الكاريبي التي يبدو أنها غير مأهولة بالسكان ولا أظن ان احدا سمع بها من قبل ويا قلب لاتحزن!!!
ولاتزال الشركة توالي تسديد السهام إلى المواطن وبمهارة فائقة وكان الإنترنت هذه المرة والشركة للاسف تتعامل مع المشترك بعقلية التاجر الجشع وتكلفة الإنترنت عندنا ولا فخر تكاد تكون الاغلى عالميا والأسوأ والحمد لله على كل حال، بطء شديد وانقطاع مستمر.
والمفترض أن يعي رجال الشركة حقيقة أن الإنترنت مطلب علمي وثقافي وحضاري فحجب الخدمة عن المواطن برفع كلفتها أمر مرفوض تماما فلا بد أن تساهم الشركة بفعالية ووطنية وأن تعمل على انتشار الانترنت بين افراد المجتمع.
وأخيرا آمل ان يتسع صدر المسؤولين في الشركة للنقد البناء والأهم التجاوب والتفاعل معه فالنقد ركيزة أساسية من ركائز التقدم والنجاح وقاعدة متينة لمن أراد النجاح والتطور، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
خالد بن صالح المنيف معهد العاصمة النموذجي
|
|
|
|
|