| عزيزتـي الجزيرة
لا أدري ما السبب الحقيقي وراء فتور النشاط الدعوي في كثير من مكاتب الدعوة ومراكزها.
نشاطاتها المعلنة لا تعدو أن تكون جزءاً يسيراً من دورها المنتظر، فإنها كما هي الآن لا تباري الواقع المحموم الذي يعيش صراعات فكرية وسلوكية بعيدة عن منهج الله تعالى الذي رضيه للبشرية حين رضي بالإسلام دينا، ولا تحقق عشر معشار النشاطات التخريبية الذي يتولى كبراها المنصرون ورافعو رايات التغريب، فتأثرت بذلك اسرنا وكثير من شبابنا وفتياتنا، بل إنها لا تتساوى مع الجهود المهدرة.
وأنا حين لا أدري أو حين ألجأ إلى استخدام لا أدري لست بعيداً عن تلك المنارات التي أدعو الله تعالى لها بالبركة والتوفيق,, ولكني أتساءل: أين دور وزارة الشؤون الإسلامية في تصحيح الوضع الراهن وتعديله واستدراك ما يمكن استدراكه، سواء دورها هي أو من تنيبه في فروعها؟,, فإذا كانت الوزارة في كثير من المواقع لم تجعلها مراكز رسمية وانما مكاتب تعاونية خيرية !! الأمر الذي يعني أنها لا تتحمل شيئاً من نفقاتها وتأثيثها ورواتب العاملين فيها,, فدورها إذن مجرد الموافقة على الافتتاح,.
ولا أدري ان كان هناك قطاع حكومي يشابه وزارة الشؤون الإسلامية في فتح فروع تعاونية أو أنها الوحيدة صاحبة قصب السبق في ذلك؟! كما لا أرى شيئاً يشبهها في مجرد منح الموافقات إلا القائم على النشاطات التجارية,, وشتان شتان بين التجارة مع الله والتجارة مع النفس.
فهل كان قدر الإسلام والدعوة إليه انهما لا يقومان إلا على الاحتساب الذي تحول مفهومه السامي ويا للأسف إلى مفهوم مغلوط: ان تعمل دون تخطيط,, دون مواظبة,, دون متابعة,, دون مقابل,, دون اتقان!!
وهل كان نصيب هذه المكاتب أو المراكز انها لا تقام إلا بعد سلسلة من الاجراءات التي تبدأ بمعروض طلب فتح مكتب يرفق به ورقة ضمخت بتوقيعات أهالي حي أو مدينة, وتنتهي بزيارة وفد من الأهالي الذين استبطؤوا فتح المكتب فجاؤوا يلحون في أمره، ويلتمسون الشفعات عند مسؤول نسي موضوعهم أو دفنه في مقبرة الدراسات ,, أين جدية الأخذ بالمسؤولية وشمول نظر الوزارة أو فروعها في مدى حاجة القرى والأحياء والمدن,, هناك فضيلة سالفة يحبها الله ويدعو إليها: المبادرة إلى الخير .
وثمة سؤال آخر:
في مدينة الرياض حيث وزارة الشؤون الإسلامية وادارة الفرع منذ متى حي الملز وما أوسعه! لا يوجد فيه مكتب للدعوة,, لا رسمي ولا تعاوني، بل أظن أنه لا يوجد فيه حتى مندوب للدعوة أو مكلف ببعض مهامها! وما رأيت حياً قط يعاني ضعفاً في النشاط الدعوي أكثر منه، اللهم إلا حي النظيم والنسيم الشرقي، فهل كان حي الملز محسوباً من نشاطات مكتب الربوة؟ لعل القائمين على المكتب يتنبهون حينئذ!
سبحان الله! حي يزخر بالمواطنين ذوي العواطف الإيمانية الجياشة,, ويعج بالجالية العربية التي تعيش تعطشاً بالغاً لفهم جوانب في الإسلام الذي يدينون الله به، لم تمكنهم ظروف العمل وطلب العيش وطبيعة دراساتهم من معرفتها! كما تعرض لهم مسائل في العلاقات الأسرية والمعاملات الاقتصادية ونحوها لا يجدون من يحررها لهم,, وتمطرهم القنوات الفضائية ونحوها بوابل من الشبهات والاغراءات لا يجدون عنها محيداً ولا لها كاشفاً ومجيباً.
ها أنا ذا واحد من سكان هذا الحي لا أرى في مساجده ما أراه في غيرها من الدروس العلمية والمحاضرات التربوية سوى درسين أو ثلاثة تعلن على استحياء بعد انتظام الحريصين في دروس مقامة في أحياء أخرى.
أين الدورات الشرعية,.
وأين الاعلان عن بدء نشاطات حلقات تحفيظ القرآن الكريم؟
بل أين هذه الحلقات؟
لا نرى مطويات تناسب طبيعة الحي وحاجته ومشكلاته.
الأحياء الأخرى تتألق فيها المسابقات الشرعية في مناسبات متعددة ولا نرى واحدة منها تحمل اسم مسجد أو حلقة في هذا الحي.
الكلمات الوعظية أقل من أن تذكر,, فأين دعاة الوزارة!!
هل نسيت الوزارة هذا الحي وهي تقيم في زاوية منه وزاوية أخرى يقيم فيها الفرع!، أو تغافلت عن حاجته، أو أن هناك مانعاً من اقامة مكتب للدعوة فيه؟,, أما حان للمانع أن يزول؟ ولم هو بعينه قام فيه هذا المانع؟ ننتظر الجواب فقد صرنا كمن يتنقل يتتبع الغيث أو يلتمس الكلأ!
أتمنى أن أقول: إن الوزارة حريصة,, وفرع الوزارة يعمل وفق استراتيجيات مقننة ويأخذ الأمور بجدية كما هي عادتنا في مكاتباتنا لكني أشفق على الوزارة والفروع ان أخدعهما بقول شيء يخالفه الواقع!
نعم في بعض العاملين حرص لكنه غير موجه,, يملكون عواطف ايجابية لكنهم لايدرون بالتحديد ماذا يريدون,,فإلى الله المشتكى من جلد الشقي وعجز الثقة!
هذه مجرد خواطر مستفهم,, أعيش معها تفاؤلاً أن هناك من سيعقب لاحقاً فأرجو أن يكون تعقيبه بحسب السؤال، وأن لا تكون التعقيبات خارج محل النزاع، كما أؤمل أن يُبعد ذكر الأعداد الغفيرة الموزعة مجاناً من المصاحف على المساجد كنشاط دعوي بارز، فإن هذا يحسب لخادم الحرمين وليس للوزارة أو أي من فروعها.
وقفة: أن تضيء شمعة خير من أن تلعن الظلام ألف مرة!!
عبدالرزاق بن سعد آل يحيى
|
|
|
|
|