أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 4th November,2000العدد:10264الطبعةالاولـيالسبت 8 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

رجال الحسبة ومعرض الكتاب
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله,, وبركاته أما بعد:
فلقد قرأت كما قرأ غيري مقال الأخت د, خيرية السقاف وفقها الله لطاعته في مقالها الموسوم ب في معرض الكتاب,, يوم الاحد الثاني من شعبان لعام 1421ه وهنا بعض التعقيبات عليه سائلة المولى السداد والرشاد فأقول:
اعلمي يا رعاك الله ان الرفق لا يكون في شيء إلا ذاته ولاينزع من شيء إلا شانه كما قال - صلى الله عليه وسلم - ولقد طالبتِ بالرفق من رجال الحسبة اثناء عملهم وفي مقالك ما جانبه كثيراً، فلقد كانت كلماتك فيها ما فيها من القسوة على من نحسبهم والله حسيبهم من أهل التقى والخير والصلاح، ولم يعينوا في تلك الهيئات إلا لصلاحهم وصلاحيتهم للاصلاح والتوجيه بالاساليب المناسبة.
وأعلم انك ما ذكرت من كلام لم يكن من فراغ بل عاصرت ذلك الموقف ولا حظتِه، فأقول لك: لقد ذهبت في نفس اليوم الخميس للمعرض ويعلم الله ما شجعنا للذهاب إلى علمنا بوجود رجال الحسبة سدد الله خطاهم ورعاهم وكم كنا نتمنى ان يكون المعرض كالأعوام السابقة يتولى فيه البيع النساء للنساء وفي صالة مغلقة كما كانت تفعله جامعة الإمام محمد بن سعود وما دام ان الوضع خلاف ذلك أقصد ان الرجال هم الباعة لابد من وجود رجال الحسبة ليمنعوا الكثير من المنكرات التي قد تقع، ويحفظوا المرأة من كل ما قد يسيء لها في دينها ودنياها وهي عندهم قرة العين، وتاج الرأس لا في موضع الاضافة، أو عدم اللزوم أو عدم الاحقية كما ذكرتِ، في مقالك، فلو لم تكن لها مكانة في نفوسهم لما حضروا ووجهوا ونصحوا أليس كذلك؟!
وأنا على يقين تام بانهم لن يقولوا بأي كلام إلا عن بينة، وأنا على يقين بذلك لاني رأيت ما رأيت في ذلك اليوم، فماذا نريد من رجال الحسبة ان يقولوا أو يفعلوا حين يرون السافرات عن الوجوه والمتوسعات في النقاب وهن كثر، والممازحات للباعة، ناهيك عن روائح العطورات بأنواع الماركات العالمية، وكأننا في قاعة زواجات، أو في محل لبيع العطورات، فما إخال رجال الحسبة يقفون متفرجين ويسكتون عن هذا كله بل لزاماً عليهم أن يغيروا هذا الحال كله للأحسن، بالانكار عليهن وهذا هو صميم عملهم.
ولقد سمعت بأذني انكارهم لتلك المنكرات بأفضل اسلوب وألينه ومع ذلك سمعنا الرد والجدال من احدى النساء فحين قال لها رجل الحسبة وبكل هدوء يا أختي الله يرضى عليك غطي وجهك وهذه رابع مرة أقولها لك,, فردت عليه بصوت مرتفع أمام مرأى ومسمع من الناس، فهذا الموقف الذي حضرته وعاصرته على النقيض تماماً من الموقف الذي ذكرتِه ولا أكذبك بهذا القول، ولكن لماذا نرى بعين واحدة؟ ولماذا نسمع بأذن واحدة؟ ولماذا نحكم من موقف واحد.
قد يكون قال ما قال فيه بعد تكرر المنكر منها أكثر من مرة، ثم هو لم يدعُ عليها بالسرطان في عينيها، بل ذكرها بان موقفها فيما لو أصابها السرطان هو تغطية العينين لانها ستعرف قدرها في تلك اللحظة، وتعرف لماذا خلقها الله مبصرة خلقها كذلك لكيلا تنظر بها للحرام وأمرها بغض البصر، أمرها بسترها لكيلا تَفتن ولا تُفتن، خلقها مبصرة لكي تقرأ وتكتب كل ما فيه رضا الله - جل وعلا-.
فلماذا نحمّل كلمته تلك ما لا تحتمله، ونقول بانها دعاء عليها ونص العبارة لا يوحي بذلك لا من قريب ولا بعيد فهل قوله: غطي عينك لا يصيبها السرطان ويوم يصيبك السرطان تعرفين كيف تغطي عيونك يشير بالدعاء عليها؟ لا أعتقد ذلك البتة.
وان كانت العيون ولابد ظاهرة للقراءة لقصر في النظر أو كبر سن كما ذكرت في مقالك غاليتي فلتظهر بدون زينة ولا اكتحال، ولا عن مرأى من الرجال الأجانب عنا فبإمكانك اخذ الكتاب واعطاء البائع ظهرك لتصفح الفهرس أو غيره، ومن أرادت التستر عرفت طريقه، ولن تأتي متبرجة متعطرة تجادل وترفع صوتها على الرجال وأي رجال انهم من عينهم ولي الأمر وفقه الله ورعاه لانكار المنكرات فواجب على الجميع الامتثال لهم شرعاً ونظاماً، شرعاً لانهم يأمرون بما أمر الله به وينهون عن كل ما نهى الله عنه، ونظاماً لأن ولي الأمر هو الذي عينهم لثقته بهم، وبما يقومون به فاحتراماً للنظام وطاعة لولي الأمر ولله من قبل يجب علينا السمع والطاعة لهم، وعدم التعدي عليهم بقول أو فعل مشافهة أو كتابة.
ثم نشكر لجريدة الجزيرة افراد صفحة للحسبة ورجال الحسبة كل جمعة ونشكر لهم سعيهم المبارك لابراز جهود تلك الهيئات، وهذه ميزة ومنقبة لهذه الجريدة العريقة فجزاها الله خير الجزاء.
وأعرج بالشكر لجامعة الملك سعود لاحتوائها لهذا المعرض هذا العام وتخصيصها بعض أيامه للنساء، ونرجو ان يتمموا فضلهم بان يجعلوا من يتولى البيع للنساء نساء مثلهن درءاً للمفاسد.
ثم أرجو من الأخت الدكتورة خيرية تقبل التعقيب بصدر رحب، سائلة المولى العليم الخبير ان يقينا شر انفسنا والشيطان، وان يلهمنا الاخلاص والصواب وحسن الظن في القول والعمل.
وفاء بنت سمحان اللحيان
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved