|
| عزيزتـي الجزيرة
تابعنا حملة التوعية للأمن والسلامة المرورية التي قامت خلالها وزارة الداخلية متمثلة بادارات المرور والامن في ارجاء المملكة مشكورة بتوعية السائقين على اتباع طرق القيادة السليمة وآدابها قدر الامكان,, ورغم ذلك أرى الكثيرين يمارسون ما اعتادوا عليه يوميا من تجاوزات في السرعة وفوضى التسابق على كل شبر قبل وبعد اشارات المرور وعلى الطرق السريعة وعدم احترام المشاة وغير ذلك,, وتناسوا آداب الطريق واصول القيادة الحسنة,, مع ان معظمهم من ألطف من يصادفه المرء في المجالس,وملاحظاتي في هذا الصدد هي ان التوعية الصحيحة تأتي عن طريق التوعية المبكرة التي تبدأ من مراحل الدراسة الابتدائية والمتوسطة,, حيث يكون للمدرسة ولوزارة المعارف دور اساسي في توعية الصغار وزرع حب النظام فيهم واحترام مستخدمي الطريق من سائقين ومشاة عن طريق الدروس التوجيهية وحتى الاختبارات اذا لزم الامر وهناك ادوار اخرى مهمة لادارات المرور من خلال الزيارات الدورية لكل مدرسة لارشاد الطلبة وللنوادي الرياضية في كل منطقة عن طريق نجومها الذين يمتلكون قوة ايحاء لا تعادل بالنسبة للصغار,, ثم يأتي دور مدارس تعليم قيادة السيارات لتكمل المشوار حتى مراحل التطبيق.
هنا لابد وان نجابه حقيقة واقع مدارس تعليم واختبار قيادة السيارات وفشلها حتى الآن في اعطاء من يمر عبرها ما يكفي من الدروس والتوعية والاختبار الوافي ويبدو ان الوقت قد حان الى وضع أسس جديدة لنظام تعليم القيادة ومتابعة الاشراف عليه بحرص ودقة وذلك بواسطة التفتيش العشوائي كما يجري في مدارسنا التعليمية,, وحان الوقت ايضا لرفع مسؤولية هذه المهام عن المؤسسة المكلفة بها حاليا نظرا لتدني مستوى القيادة بصفة عامة وللسواق الاجانب بصفة خاصة ومن يلومهم اذا كانت هذه هي كفاءة العاملين في المؤسسة ,, أليس بالامكان فتح مدارس تعليم قيادة مرخصة ومعتمدة من قبل وزارتي الداخلية والمواصلات والبلديات المعنية ثم اجراء الاختبار في مراكز مستحدثة ومستقلة تماما عن مدارس تعليم القيادة,, تشرف عليها ادارات المرور بالتعاون مع الجهات الرسمية الاخرى بالاضافة الى التفتيش العشوائي عليها لضمان تأمين اعلى المستويات لمستقبل قيادة افضل؟ هناك من يلوم السائق مواطنا كان أم اجنبيا على تصرفه السيء وعدم التزامه بآداب الطريق,, الا ان هذا التصرف لا يعكس سوى مستوى من علمه تماما كما هو عليه الحال في مدارسنا,يأتي بعد ذلك ضرورة القاء نظرة جديدة وشاملة على نظام هندسة المرور في مدن المملكة الرئيسية حيث انه لابد من ايجاد نظام افضل مما هو الحال عليه الآن وتطوير الجهاز الهندسي الحالي من دور صيانة فقط,, وابقاء الاحوال كما هي عليه,, الى دور التحسين والمتابعة المستمرة وفق احصائيات مرورية دورية لكل تقاطع لمعرفة امكانية تقليص مدة الانتظار على احد الفروع,, مثلا,, اما ان تنصب اشارات لتقاطع ما ذات فترات زمنية متساوية لكل اتجاه ويكتفي بتغيير المصابيح ودهان الاعمدة فقط دون النظر الى اختلاف اعداد السيارات خلال ساعات النهار والليل فان ذلك لا يخدم مستخدمي مثل هذا التقاطع ولا يشجعهم على احترام ما هو موجود وغالبا ما يؤدي الى المخالفات المعهودة وهناك دور كبير وفعال لأمانات وبلديات مدننا للقيام بهذه المهام واعادة دراسة انظمة التقاطعات دراسة علمية شاملة هدفها رفع مستوى الخدمة وتقليص فترات الانتظار المملة,, كما يجري في بلاد اخرى ومساهمة منها في تفرغ رجال المرور الى تطبيق النظام ومتابعة المخالفين, أما بالنسبة لردع المخالفين فنحن على وشك تطبيق نظام النقاط على رخص القيادة للمخالفين وهذا هو نفس النظام المطبق في الدول المتقدمة وقبل اكثر من ثلاثة أشهر عوقب وزير في بريطانيا لتجاوز سائقه السرعة ولو لم يتضرر احد وعوقب بالنقاط,, وقدم الوزير بعدها اعتذارات في مختلف وسائل الاعلام لكي يكون قدوة للناس,, وهكذا البعض ويا حبذا لو تتم دراسة تطبيق الغرامة الفورية للمخالفات وتطوير الانظمة الحالية لاستخدام كاميرات السرعة لضبط المخالفين,, وبدون جدال ولا يسع المجال هنا لاقتراح بديل لمشاكل فحص السيارات الدوري ولو ان بعض ما يسير في شوارعنا يكاد ان يتحدى المعجزات.
هذه بعض الافكار المطروحة للمناقشة الصريحة المفتوحة عسى ان يكون لها صدى ويتحقق بعضها قبل حلول اسبوع المرور القادم ان شاء الله.
وفق الله الجميع لفعل الخير.
م, رافد الجدوع
|
|
|
|
|
