** من منا لا يعرف سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله؟
** ومن منا لايذكر صولات وجولات هذا العالم الجليل,, الذي سخَّر وقته وجهده وعلمه وعمله لوجه الله؟
** ومن منا لم يمر بمنزل هذا الشيخ الوقور,, ليشاهد الناس زرافات وفرادى يترددون على منزله في كل وقت؟
** في الصباح,, زحمة على وجبة الفطور,, يفطرون ثم يتحدثون مع الشيخ,, فهذا مستفتٍ,, وهذا له حاجة,, وهذا له قضية,, وهذا محتاج,, وهذا له موضوع,, وهذا مطلِّق,, وهذا اختلف مع أسرته,, وهذا,, وهذا,, إلى آخر القائمة من الطلبات والقضايا والمشاكل,, وكلهم يستقبلهم هذا الانسان العظيم بصدر رحب,, وبأسلوب لبق,.
** يقضي حاجتهم واحداً واحداً,, حتى ذلك الذي يريد شفاعة أو يريد سريراً في مستشفى,, أو يريد قبول ابنته أو نقلها,, أو يريد حاجة أخرى,, فيجد من يهب لنجدته ومساعدته,.
** إن أكثر مرتادي هذا الموقع,, هم من فئة الضعفاء والمساكين والمحتاجين,, مع أن هناك أوقاتا للمسؤولين,, وهي بعد مغرب كل يوم,, لتجد أن هذا البيت يغص بالزوار في كل وقت,.
** عندما تمر مع شارع البديعة,, تشاهد هذه الأرتال,, وتشاهد ارتداد السيارات لمسافات بعيدة,.
** وفي شخصية ابن باز رحمه الله,, وفي مكانته وحضوره العلمي ودوره,, تشاهد وتجد وتلمس,, كيف تحترم هذه الدولة العظيمة علماءها,, وكيف تنزلهم منازلهم,,
وكيف تحترم وتقدر مكانتهم,, وكيف تحتفي بهم,, وكيف تساعدهم على الاضطلاع بدورهم في الدعوة والفتيا ومساعدة المحتاج.
** والذين يقطنون منطقة البديعة وبجوار بيت سماحة الشيخ,, فقدوا هذه الكثافة البشرية وهذا الحضور وهذا الجمع من البشر,, وهذه المجورة الطيبة,.
** فقدوا هذا الشيخ العظيم,, وفقدوا الناس,, وأصبح الشارع بلا ناس وبلا حضور,.
** غاب كل شيء,, وانطفأ كل شيء,,
** الفرق بين المشهدين الأول والثاني,, والفرق بين المكان إبان وجود سماحة الشيخ وبين المكان بعد وفاته,, هيض قريحة الشاعر المبدع فهد السياري ليقول هذه الابيات الجميلة,, التي تحكي الواقع بكل وضوح,, وليترجم الواقع فنان مبدع يترجمها شعراً,, حيث يقول من قصيدة طويلة,.
محل الشايب اللي راح وان جا الجد هو ما راح لو ان الناس والحراس راحوا عنه ردوا له يمرونه وفا ويودعونه والنظر فواح بدمع يوجع الرجال لكن فدوته، هو, له وقفت وشوف بيت الشيخ من دون الحرس يا صاح يهد الحيل وأذكر هاك الايام رحمة زوله تجهم شكل هذيك الكراسي واستحال اشباح أمر وكل ما مريت شفت الحزن ونزوله هاك الشارع تقول انه من الفجعه عليه وشاح وشاح بالسواد ملحفه شافوه من جوا له فقد مثلي ومثل الناس شيخ من ظهر ما ارتاح يحث الركب للمعروف يا ما راح مرسوله ابن باز الكريم العالم المتثبت اللمّاح وكثر الهرج يتعب عنه مير الهرج وشهوله كفيف ما يطيح بذنب وأكثرنا يشوف وطاح كفيف وليتني مثله كفيف وسيرتي حوله وأنا عندي خبر من عاش مات وكلنا سواح ولكن موت بعض الناس يامرّه ويا هوله كثر ما افتى وما طمن ذليل عند وجهه صاح يخاف من الذنوب وبشَّره بالخبر وحلوله دعيت ورددوها يا غفور الذنب يا دماح تجاوز عنه واغفر له دعيت ومثلي ادعوا له |
** كل بيت من هذه القصيدة,, يغني عن ألف مقال,.
** لقد صاغها هذا المبدع,, صياغة رائعة,, وحكى لنا,, الواقع بكل دقة ووضوح.
أعضاء الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة مشيدين بتغيير مسماها:
|