بين الحياة والحياة موت,.
تحيا الحياة بالموت، كما تحيا الشجرة بالماء,.
فاذا كانت النتيجة حياة,.
فالموت صنو الماء!
تلك الفارهة الجميلة تتوسد الثرى,.
وكانت دموعها المائية هواطل تسقي تربة الذي جاء,,,، فذهبت هي,,.
وحيث خلفت الدموع مياها,.
حيث ستكون الحياة الأبقى,.
والإنسان,,.
لا يدري متى يقتحمه الماء,.
ولا متى يكون الموت,,.
ولا كيف تكون الحياة,.
وحين يجيء للأرض,, فإنه يأخذ منها,,, يأخذ,, حتى لكأني به مشوقا، إلى قضم الحجارة، واحتساء التراب,,.
وحين يحتسي التراب,,, فإنه لا يدري إلى أي الحياة يكون,.
والموت هذا الممشوق فوق الأعناق,,.
يستل منه الحياة كي يزجه في حياة أخرى,,.
والأرض لو أنها تنطق,,, فإن دويّاً سينفجر عن دويٍّ قد اتقد,, عن دوي قد خمد,.
الإنسان ينبثق فوقها بدويّ الفرحة,, وهيلمان البقاء والقوة,,,،
وهو ينهض بدوي، يتقد صولة وجولة,, لا يُبقى من ثراها مالا تقتحمه آماد نظرِهِ، ولا احتواء أنفاسه,,, ولا طي صوتِهِ,,, حتى اذا,, ما عاجله الماءُ والموتُ، والموتُ والماءُ,, اتقد رعباً، وخمد صمتاً,,.
وتلك الفارهة الباسمة المشرقة,,.
لم تكن مثله,, هي إنسان لكنها ليست تُدوِّي,,.
لكنها اتقدت عطاءً,,,، باذلةً من النطق، ما غزل خيوطا، نسجتها رداءً، لفّ من حولها شلالات الماء,,,، فاغتسلت الأرض طهراً,,.
وانفجرت بالشفاه تبسُّماً,,.
وعندما التقى الموت فيها بالمياه فوق وجنات الوجوه التي كساها الرواء,.
كانت الى الأرض عابرةً من الحياة إلى الحياة,.
وفيما الناس ترتدي الحزن,.
هي كانت ترتدي الفرح,,.
وفيما الناس كانت تتكاثف على العزاء,.
هي كانت تجنح إلى الفضاء,,.
وفيما الناس كانت تتأهب للخوف,,.
هي كانت تنطلق للفرح,,.
فالماء صنو الموت,.
في رحلة الطهر، عند التقاء القطرة، فبثق بها جنباها,,.
وبين الشهقة، تستل منها الروح الى بارئها,.
ولا يُحبُّ الموتُ الا عندما تمرُّ مركبتُه الى محطةٍ مثل محطتها,,.
ولا يعي الإنسانُ انتقالة الفناء، إلى انتقالة البقاء، إلا حين، إلا حين يمرُّ النّعشُ بمثل دربها,,,، لاهثة الى الحياة,,,، حيث الحياة لا فناء,,.
لا ماء ولا موت,,.
لا موت ولا ماء,,.
وحيث استقرت في مدى البياضِ، والخضرةِ، والبهاء,,,،
جفَّت وما جفَّت
سيول الشلال يقطرُ,,,، وترسلُه العيونُ,
ذلك لأنه رسولُ التعبير عند التقاءِ الموتِ بالموتِ,,,،
فيما هو دليلُ الفرحةِ، حين تنطلقُ البشارةُ، إلى البشارةِ,,.
وينهضُ الإِيمانُ من مُستَقَرِّهِ، وسكنه,,.
كي يكونَ بلسمَ الحزن,,,، وموقدَ الاطمئنان,,,، ومُشعلَ السكينةِ,,.
فتهدأُ النفوسُ، ويحلُّ الاطمئنانُ,,,، وتَنزِلُ السكينةُ,,, بمثل ما كان معها,,.
ألا فلتكوني في الفردوس
ألا فَلتَحُفُّكِ الرحمةُ والمغفرةُ,,.
ألا فلتحيَي، في حياتكِ الباقية، ضاحكةً مستبشرةً,,.
مع الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون,,, بمثل ما كنتَ فيه من البهاء، والنقاء، والصفاء.
بمثل ما أسعدتِ، وأرضيتِ، ونبلتِ,,,.
بمثل ما أضأتِ وأنت في اتجاه البقاءِ,,, بعد أن غادرت الفناءَ,,.
|