|
| القرية الالكترونية
ترددت كثيرا عن ماذا أكتب في هذا المقال وذلك لكثرة المواضيع المتداخلة والمهمة وخاصة هذه الأيام التي تزداد فيها سرعة الحاسب أكثر مما تم توقعه، فتقنيات الاتصالات تتفجر يوما بعد يوم ولا يمكن التنبؤ لعالم الاتصالات في المستقبل؟ اذ يقول سيتلر Saettler ليس من السهل التنبؤ بمستقبل استخدام التقنية في مجالات الحياة, ولكن التنبؤ السهل الذي ينبغي ان يُبنى عليه المستقبل هو ان الأشياء التي تحصل عادة تكون أكبر مما تم توقعه.
وحيث شاهد المشاهد وقرأ القارىء وسمع السامع عن معرض جيتكس الذي أقيم في الأسبوع الماضي في دولة الامارات العربية لذا فمن الأفضل ألا أعيد هذه البيانات والتحليلات والتوجهات والتغطيات ولكنني سأقف في هذا اليوم عند بعض التقاريرالتي تناولت المعلوماتية في العالم العربي بشكل عام وفي المملكة العربية السعودية بشكل خاص ونموها نموا مطردا الأمر الذي يؤكد لنا جميعا اننا في المملكة في مقدمة الركب ولو في مجال الاستخدام ومما لفت نظري ما نشر في مجلة الكمبيوتر والاتصالات والالكترونيات بأن انتشار تكنولوجيا المعلومات في العالم العربي يستقطب شركات الكمبيوتر العالمية.
واشار التقرير إلى ان الدراسات الإقليمية المرتبطة بالكمبيوتر والانترنت تشير إلى إقبال شعبي واسع ومتزايد في العالم العربي على الشبكة العالمية وقد ارتفع تدريجيا عدد مستخدمي الانترنت أكثر من ذي قبل .
هذا وتشير لغة الأرقام الى ان نسبة نمو الانترنت زاد في الشرق الأوسط الى أكثر من 25% من جانب آخر أعلنت شركة صن مايكروسيستمز Sun Microsystems ان مبيعاتها زادت أكثر من 25% في الشرق الأوسط وخاصة في المملكة العربية السعودية من جانب آخر فازت شركة لوسينت تكنولوجي Lucent Technologies بعقد في المملكة العربية السعودية بحوالي 35 مليون دولار لتوسيع شبكة الانترنت, وعلى صعيد آخر تشير التقارير الأخرى الى ان المملكة العربية السعودية تتصدر حجم المبيعات المتوقعة لأجهزة الكمبيوتر الشخصية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمشرق العربي خلال العام 2000م بواقع 339 ألف جهاز, كما يسجل السوق السعودي أكبر نمو أيضا في مجال المعلوماتية حيث يقدر النمو في المملكة بحوالي 871%.
ونخلص مما سبق الى ان هناك نموا في صناعة المعلوماتية في المملكة والمتتبع لواقع تقنية المعلومات في المملكة العربية السعودية يجد أنها خطت خطوات جبارة وفاعلة في هذا المجال وعند قياس هذا التقدم بالعمر الزمني لتوجهات قطاعات الدولة أو قطاع رجال الأعمال أو الأفراد يجد ان ما تم انجازه يستحق الاعجاب والفخر ويجب ألا ننظر الى غيرنا من الدول الغربية المتقدمة لكن ينبغي أن ننظر الى نسبة النمو وكم هي وهل بدأنا السير على الخط الصحيح أم لا؟
فالمملكة تعتبر ثالث دولة في الشرق الأوسط بعد مصر وتركيا في مجال المعلوماتية, والمشاريع الحديثة في المملكة التي تم ابرامها بين الشركات والقطاع المتخصص في المعلوماتية يجد انها تنمو بسرعة كسرعة الحاسب الآلي,, فمزيداً من هذا الانجاز والتقدم.
ومع هذا التقدم إلا أنه ينبغي ان يكون لدينا أكثر من هدف اذ يجب الاعتراف بأننا في هذه الفترة على وجه التحديد مستهلكون للتقنية وموظفون لها فقط لا غير ولم نستطع حتى الآن صنع التقنية وتصديرها فقطع أجهزة الحاسوب مثلاً تستورد من الخارج بأكملها ما عدا الصندوق الخارجي الذي بدأ تصنيعه في المملكة العربية السعودية ، وكم كنا نتمنى أن يتم تصنيع بعض القطع المماثلة وان تكون هناك صناعة لبعض قطع الحاسوب محليا, أما على صعيد البرامج فنحن أيضاً مستهلكون فقط وتوجد برامج محلية للتطبيقات حسب الشركات ولم نسمع حتى الآن شركة سعودية تبنت برنامجاً على مستوى العالم العربي أو الإسلامي.
والمهم ينبغي أن ننظر بواقع وعقلانية ونقول قطعنا مرحلة ونحن في بدايةالطريق ونترك أوهام المخذلين والروح الانهزامية التي أصابت البعض منا,, والأمل من شركات التقنية ان تبدأ في الخطوة الثانية وهي التصدير سواء للعتاد أو للبرامج,, وليس هذا ببعيد ان شاء الله تعالى.
almosa @ almosa.net
|
|
|
|
|
