| المجتمـع
* حوار : عبيد العتيبي
أتاح التقدم الطبي المتسارع في النصف الثاني من القرن العشرين تحقيق الكثير من الإنجازات على مستويات الطب كافة ، وكانت عمليات التجميل إحدى الفروع التي شهدت الكثير من التطور من حيث النتائج الممتازة التي تم الحصول عليها ومن حيث درجة الأمان العالية الذي أنجزت به تلك العمليات ومؤخراً تم إنجاز وإضافة عنصر آخر مهم وهو سهولة وبساطة إجراء أغلب العمليات الجراحية تلك، حيث أصبحت تتم فيما يعرف باسم عمليات اليوم الواحد أو عمليات الساعة الواحدة,, ومن هذه العمليات ، عملية زراعة الدهن الذاتي.
فما هي هذه العملية؟ وكيف تجري ؟ وما هي تفاصيلها؟
للإجابة على تلك التساؤلات التقينا بالبروفسيور أسامة بدر معوض، استشاري الجلدية ورائد جراحة الليزر الجلدية والجلد التجميلية والعديد من المجالات الجلدية بشقيها التجميلي و العلاجي.
التعريف العلمي
*يقول البروفسيور معوض عن زراعة الدهن الذاتي:
هي عملية آمنة وبسيطة تماماً وذات نتائج ممتازة وهي من العمليات المتطورة ويتطلب إنجازها مرحلتين، الأولى يتم فيها سحب كمية من الدهون من جسم المريض وبشكل خاص من الأماكن غير المرغوب فيها والتي يصعب التخلص منها بالحمية أو التمارين الرياضية، كالبطن أو الأرداف ، وهذه المرحلة تتم بالتخدير الموضعي وفي العيادة، إذ يتم سحب كمية من الدهون تكفي لإعادة الحقن لمرات ثلاثة.
وهذا يتيح للمرضى الذين يجرون عملية زرع الدهون أن يستفيدوا من عملية شفط هذه الدهون من الأماكن غير المرغوبة، حيث يمكن في هذه الحالة الاستفادة من تلك الدهون وإعادة استعمالها بشكل إيجابي ومفيد عوضاً عن التخلص منها.
وعمليتا شفط الدهون وزراعتها مترابطتان، حيث انه بإمكان المريض الذي يرغب في زراعة الدهون أن يشفط كمية أكبر من التي يحتاجها للزراعة، مما يتيح له التخلص من الكمية الفائضة من الدهون في جسمه، وهكذا فإنه وبزيادة بسيطة في التكاليف وفي الوقت يمكن للمريض أن يحقق هدفين معاً بدلاً من واحد، ألا وهما التخلص من الدهون وإعادة ملء بعض المناطق والتخلص من التجاعيد مع الحصول على النتائج التجميلية المرغوبة.
مجالات الزراعة
*ماهي المناطق التي يمكن معالجتها بهذا الإجراء؟
في الواقع أن مجالات الزرع الذاتي للدهون كثيرة ومتعددة، فيمكن معالجة الندبات المنخفضة نتيجة ضمور النسيج تحت الطبقة الدهنية، وكذلك لإعادة تقويم مناطق الخدين وملئهما لتبدو نضرة ومكتنزة، ولمنطقة الذقن، ولتكبير الثديين, كما يمكن إعادة تشكيل الشفاه عن طريق حقن الدهن الذاتي وتصحيح الندبات وإزالة التجاعيد.
وفي خطوة مرافقة يتم استخلاص الكولاجين الذاتي من هذه الدهون المخزونة وفصله ومن ثم إعادة حقنه، خاصة في مناطق الخطوط الناعمة في الوجه، مما يحل الكثير من الصعوبات التي كانت ترافق عملية حقن الكولاجين الحيواني وتخفض من تكلفة هذا الإجراء بدرجة جيدة.
حيث كان المريض الذي يحتاج إلى حقن الكولاجين الحيواني يلزمه عمل ثلاثة اختبارات للحساسية على مدى ستة شهور تسبق عملية الزرع وحتى بعد كل تلك الاختبارات فإن احتمال حدوث تفاعل مناعي مع الكولاجين الحيواني تظل قائمة وقد تؤدي إلى آثار جانبية خطيرة علاوة على حدوث نتوءات سيئة في مكان الحقن كنتيجة طويلة الأجل للتفاعل المناعي ضده، هذا وكان استعمال الكولاجين الحيواني لا يصلح إلا بكميات صغيرة جداً ولا يناسب إلا علاج الندبات السطحية والتجاعيد الرقيقة ولا يمكن استخدامه بكميات كبيرة كما هو الحال في عمليات ملء الخدود أو ملء الندبات العميقة كل هذا بالإضافة الى تكلفته العالية جداً نسبياً.
* بروفسيور معوض، من هم أفضل المرشحين لهذا الإجراء؟
المرضى مابين أعمار العشرين والستين هم المرشحون لهذه العملية ، وعادة هناك أعمار مرتبطة بمواقع الحقن، فمثلا المرضى في العشرينات من أعمارهم عادة ما يرغبون في تقويم الندبات الناتجة عن حب الشباب، وفي الثلاثينات عادة ما يتم حقن الدهون في منطقة الوجنتين حيث تبدأ الوسائد الشحمية تحت جلد تلك المنطقة بالزوال والامتصاص، وفي أواخر الثلاثينات والأربعينات غالباً ما يتم تكبير الشفاه أو تقويم لمنطقة الفكين والذقن، وذلك لإعادة تحديد وترسيم الخط الفكي في كل جهة.
ثلاث مرات
* كم عدد المرات المطلوبة لإعادة هذا الأجراء؟
من واقع خبرتي مع العدد الكبير من المرضى الذين خضعوا لهذا الأجراء فإنه عادة ما يكون الشفط لمرة واحدة أما الحقن فقد يتطلب ذلك الإعادة لثلاث مرات، حيث ان الخلايا الدهنية المزروعة لا يمكن أن تستقر جميعها في موضع الزراعة وإن جزءا منها يمتص من قبل الجسم مما يتطلب إعادة الحقن لتعويض هذا الجزء من الدهون الذي يتم امتصاصه بعد الحقن، ويتم ذلك في كل مرة تحت التخدير الموضعي أو الوريدي ، مما يمكن المريض من العودة إلى نشاطه المعتاد في اليوم التالي، وتستغرق عملية الحقن حوالي النصف ساعة فقط.
* هل هناك أية إجراءات يمكن أن تطيل من عمر هذا الدهن المزروع؟
نعم ، بمشاركة حقن مادة البوتوكس مع الدهن المزروع فإنه يبقى لفترة أطول حيث يعمل البوتوكس على الإقلال من حركة العضلات تحت الدهن المزروع مما يؤخر امتصاص هذه الدهون ويطيل من عمرها ويتيح ذلك للمريض الاحتفاظ بمظهر تجميلي ممتاز لفترة طويلة من الزمن.
الآثار الجانبية
* وعن الآثار الجانبية المتوقعة بعد هذا الاجراء يشرح البروفسيور أسامة معوض قائلاً: هذه العملية آمنة تماماً إذ انه يتم زرع الدهن من نفس الشخص وليس من أي مصدر غريب، مما لا يولد أية أضداد أومناعة تجاه الدهن المزروع وبحيث يمكن للمريض تكرار هذا الإجراء كلما دعت الحاجة إلى ذلك، وقد يحدث هناك شعور بسيط بالألم في المنطقة المعالجة أو ملاحظة بعض التورم أو الكدمات الطفيفة، ولكن على كل حال فإن مثل هذه التأثيرات مؤقتة وتزول تماماً خلال بضعة أيام.
|
|
|
|
|