|
| مقـالات
إلى وقت قريب كنت أعتقد بأن الحياة سوف تصبح أفضل وأنه بفضل انتشار التعليم والثقافة وزيادة الوعي,, فإننا نصبح أكثر وعياً، جيلاً بعد جيل على كافة الأصعدة,, ويشمل ذلك على وجه أكثر خصوصية وأهمية فتياتنا في مرحلة المراهقة ومن ثم الشباب.
كنت أعتقد بأن دروبهن في هذه الحياة ستصبح أكثر سهولة وبساطة,, إلا أنني بالغت في التفاؤل فما زالت الكثير من الأمهات يجهلن تماماً كيفية التعامل مع بناتهن وكيفية احتوائهن وتفهم أفكارهن ومشاعرهن,, بمعنى أن هناك فجوة بين الأم وابنتها,, والنتيجة الطبيعية هي أن تعيش تلك الفتاة حياة منفصلة عن عائلتها وتلجأ إلى صديقاتها اللاتي قد لاتجد فيهن وعياً أولا يصلحن لتقديم استشارة نظراً لنقص خبرتهن وادراكهن للكثير من معطيات الحياة,, وبالتالي يغرقن في الكثير من الهفوات والخطايا,, ويجدن أمامهن الكثير من المشكلات اللاتي لايعرفن كيفية التعامل معها! أقول ذلك بعد أن سمعت مؤخراً أكثر من مشكلة أشدها وجعاً تلك المشكلة الخاصة جداً لإحدى طالبات المرحلة الثانوية.
حيث تم فضح مشكلتها أمام كافة الطالبات والمدرسات بسبب تصرف أرعن من أحد أفراد عائلتها,, وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ,,, ومن سترمسلماً ستره الله يوم القيامة فما بالنا حين يكون هذا المسلم قريباً وفرداً من أفراد العائلة,, ليس ذاك وحسب,, بل فتاة ضعيفة تفتقر إلى الكثير من الخبرة والإدراك والوعي لهذا العالم وأكاد أجزم بأن هذه الفتاة لو وجدت حولها من يفهمها من عائلتها ومن تفضي إليه بمكنونات نفسها وما يواجهها لما كان هذا هو مصيرها,, وتقع المسؤولية هنا على الوالدين وعلى الأم على وجه الخصوص نظراً للصلة الأكثر حميمية بينها وبين ابنتها,.
لو كانت هذه الأم يقظة ومدركة وصديقة لابنتها منذ البداية لما تحولت تلك الندية الصغيرة إلى هوة مخيفة لايمكن ردمها أو التعامل معها !
فهل تدرك الأمهات ذلك؟!
هذا ما أتمناه,.
بريد الكتروني fowzj @ hotmail. com
|
|
|
|
|
