| مقـالات
** عاودني صوت قارئة هاتفتني منذ سنوات واستيقظ في سمعي وأنا اقرأ احدى الطروحات الجيدة عن زواج السعوديات بالأجنبي استيقظت كلماتها وأصداء أنفاسها المتصاعدة وهي تحدثني عن مشكلتها: تجاوزت الثلاثين بقليل وأنا موظفة وجميلة ومن أسرة معروفة تقدم لي الكثيرون والكثيرون لكنني وبالرغم من هذه الطوابير الطويلة لم أعثر على ضالتي ولم استطع تجاوز قناعاتي بأن الرجال السعوديين جلوف وفظين ولا يملكون فنيّات التعامل مع المرأة ولا يمكن أن أجازف وأرافق رجلاً خشناً فظاً طيلة حياتي لذا فضلت البقاء بلا زواج حتى تجازت الثلاثين وليس لديَّ استعداد لتعديل أو تغيير هذه القناعات حتى لو بلغت الستين بلا زواج!!
لكنني حظيت الآن بضالتي ولقد عثرت أخيراً على الرجل الذي بإمكاني أن أكوِّن معه أسرة وأطفالاً وهو شقيق زميلتي في العمل أوصلني برفقتها الى منزلي أكثر من مرة.
شاب جنتل أحسست أن قلبي الآن يتجه نحو شواطئه مطمئناً آمناً.
لكن المشكلة تكمن في انه غير سعودي، هو شاب عربي يسكن في السعودية مع أسرته منذ سنوات طويلة ولم يحصل على الجنسية السعودية لأنه مصرٌّ على انتمائه لوطنه,, وهو مطلِّق وله ابنتان لكنه الوحيد الذي اقتنعت به ومن دون كل الرجال السعوديين الذين تقدموا لي القادر على اسعادي ووافقت على خطبته.
واقتنعت أمي التي أنا وحيدتها وهي الأم والأب لي بعد وفاة والدي,, بعد مناقشات طويلة,, لكنها في النهاية أثمرت عن اقناعها وأصبحت معي وليس ضدي وكنت أظن أن أمي هي العائق الوحيد لكنها كانت أسهل العوائق فعاطفتها وخوفها عليّ من فوات السنوات بلا زواج ولا أطفال قد جعلها توافق حتى لو كان ذلك على مضض.
العائق الذي لم أتوقعه هو هذه الثورة العارمة التي أحدثها طلب الموافقة على زواجي بغير سعودي والذي تقدمت به الى الامارة,
فتسرب الخبر الى رجال عائلتي فاحتدم الموقف وعُقدت الاجتماعات وثار الجميع وأرغوا وأزبدوا وتهددوا وتوعدوا وتكررت الجلسات وصدرت القرارات والتوصيات وتصعدت المناقشات الى مجالس النساء وهواتفهن فأمطرنني بوابل من الصيحات والاتهامات بالجنون وخاصة بعد ان تضمنت التوصيات الرجالية ترك الفرصة لي لكي اختار أي زوج منهم ظنا منهم بأنني اتخذت هذا القرار خوفا من العنوسة وسعيا للانتقام من رفضي المتكرر لهم جميعا!
وتضمنت التوصيات السعي الجاد لايقاف سير طلب الزواج الذي تقدمت به وتعطيله بل واخفائه بالأدراج ومارس بعض كبار رجال العائلة ضغوطا على بعض الموظفين لتعطيل مسير الطلب.
وقد مضى على الطلب ستة أشهر دون أن يبت فيه، فماذا أفعل؟؟
** أذكر أنني قلت لها,, لعله يا أختي الكريمة يتعطل ست سنوات!!
أما لماذا قلت لها ذلك فسأحدثكم عنه في زاوية الاثنين بإذن الله.
عنوان الكاتبة: 26659 الرياض: 11496
|
|
|
|
|