| الريـاضيـة
يختلف الناس في إظهار الفرح ونشر السرور,, وحالات الفرح ودواعيه متعددة ومتنوعة,, فمنها ما هي مرتبطة بوقت معين لا يتغير ولا يتبدل كعيدي الفطر والاضحى,, ومنها ما هي مرتبطة بموقف عارض كالزواج والنجاح والفوز بالجوائز,, وووو وغيرها، ولعل منها فوز فريق رياضي على فريق آخر بمباراة رياضية وغيرها مما يستدعي الفرح والسرور,, والعمل على إظهار ذلك الفرح بالطرق المختلفة,, حسب عقلية المعبر وما يمليه عليه عقله في ذلك بعمل اعمال قد تخرج عن المعقول فتتعدى الحدود الاخلاقية والأمنية والاقتصادية,, ولعل فوز منتخب البلاد في مباراة تجعل جميع المشجعين يخرجون للتعبير عن الفرحة,, بينما في فريق يقل العدد,, فتكون التعديات حسب حجم المناسبة,, ونحن ولله الحمد والمنة نعيش في بلد تسود بين أهله الاخوة والشعور الواحد، وذلك لما ندين به لله ونعتقده من عقيدة صحيحة نستمدها من القرآن الكريم الذي هو خلق المصطفى صلى الله عليه وسلم,, فنعرف الصحيح وما يفيد ويتوافق مع عقيدتنا وما تسمح به الجهات المختصة في هذا البلد المبارك.
ولقد كنا نسمع ما يحدث من تجمعات واحداث لا تتوافق مع ديننا الذي كفل الحقوق للجميع,, ومن تعديات لامسؤولة من بعض اولئك المشجعين الذين يتجمعون في اماكن مختلفة في بعض المدن الكبيرة والصغيرة,, فيتسببون في المضايقات المختلفة والمخلة في الأمن المروري والاقتصادي، وما يتعرض له ممن تضطرهم الظروف بالمرور عبر اماكن تجمع اولئك المشجعين من مضايقات كثيرة ومتنوعة وما يحدث من احداث تخدش الأخلاق وتزعزع امن الآمنين على اموالهم وعلى اعراضهم.
ولقد سرنا كثيرا ما قام به المسؤولون من إجراءات كفيلة بإذن الله بالحد من تلك التجاوزات التي يجب ان يتعامل معها بحزم قبل ان ينفلت الزمام فيصعب حينئذ كبح جماحها,, مع ما حدث من اولئك المشجعين الذين عبروا عن فرحتهم في فوز المنتخب السعودي على المنتخب الكوري في المباراة التي كانت سببا في تأهل المنتخب للمباراة النهائية على كأس أمم آسيا,, والتي جعلت الكثيرين ينسلخون من الانتماء للكرة وتمنوا الا يفوز المنتخب بالكأس بل ويكرهون كل مباراة يفوز بها المنتخب لما يسببه ذلك الفوز من ازعاجات مختلفة ومتنوعة من تهور المشجعين الذين يقومون بتصرفات دخيلة على مجتمع مثل مجتمعنا السعودي المحافظ.
وهنا لي همسات: الاولى اخص بها المسؤولين بأخذ التدابير اللازمة، والكفيلة بالحد من تلك التصرفات المزعجة والمخلة التي تصدر من المشجعين المتهورين فتلك امانة ملقاة على عواتقهم ومسؤولون عنها، ونحن بعد كل مباراة يفوز بها المنتخب او احد الاندية نتألم الما بالغا من تصرفات المشجعين التي لا تنم عن خلق ولا تعكس الفرح المتزن بل تفسد وتهدم وتقتل الفرحة وتجعلها مأتما نطمح لزواله.
الثانية اخص بها كل من يمتلك منبراً للتوجيه والارشاد كالخطباء والمعلمين والكتاب ومن يمتلك قلما سيالا,, ان يولوا هذا الأمر عنايتهم ويبذلوا جهدهم في إصلاح وتقويم ما قد يكون في فساده الخطر العظيم.
الثالثة اوجهها لأولئك المشجعين فأقول: اتقوا الله في أنفسكم وفي مجتمعكم فما تقومون به لا يمت لأخلاقنا بصلة بل هو بعيد كل البعد عن الطرق الصحيحة والسليمة في كيفية التعبير عن الفرح في المناسبات,, فلا مانع من الفرح ولكن بما لا يزعج او يخل بأخلاقكم وما ننتظر ان تكونوا عليه من مثالية يغبطنا عليها كل من زارنا ومن سمع عنا,, فالله الله يا شباب الاسلام,, لا تكونوا صورة قاتمة في جبين هذه البلاد الناصع، بل كونوا صورة منيرة وضاءة يسر بها الصاحب والقريب وتغيظ العدو وفقكم الله ورعاكم وأقر بكم أعيننا.
عبدالمحسن بن سليمان المنيع الزلفي
|
|
|
|
|