| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
هل نحن طيبون ومسالمون؟؟ الجواب: نعم! وهذا شيء مفرح ولا اعتراض عليه.
لكن الطيبة لاتصلح في بعض المواقف وإلا اعتبرت ضعفاً وسذاجة!.
إقرأوا أمثلة لما يحدث هنا وما يحدث هناك وهي (غيض من فيض) وقارنوا بينهما:
فهذه سيدة أمريكية لم تعمل فرامل سيارتها بشكل جيد فوقع لها حادث بسيط عكر مزاجها فقط ولكن لعلمها بوجود أنظمة في بلدها تحمي حقوقها بعيداً عن البيروقراطية الممقوتة قررت رفع قضية تعويضية على المتسبب! وفعلاً كسبت القضية؟.
وهذه عجوز أمريكية انكسر بها كرسي الحمام وجرح ساقها فقط فرفعت قضية تطعن فيها بكفاءة المصنع وتشكك فيها بضمير الموزع فربحت القضية ونالت التعويض!!,هذا هناك,, أما هنا فتذهب أرواح بريئة إما بحريق أو بحادث مروري ويكون السبب جهازاً كهربائياً سيئاً أو خللاً فنياً في أحد أجهزة التوجيه أو التعليق للسيارة! ولو حاول المتضرر أو ورثته المطالبة بحقهم لضاعوا في دهاليز البيروقراطية لدينا! لذلك يتم الاكتفاء بمقولة (حسبنا الله ونعم الوكيل).
(وتأكيدا لما أقول إليكم هذا الخبر الذي نشر في تلك الجريدة) شاب يسير بالسيارة وبرفقته زوجته ورغم ان سرعته معقوله وانتباهه مركز انحرفت السيارة فجأة واصطدمت بحاجز خرساني ولا يعلم عن السبب حتى الآن!! وكأنه سر في بير؟؟.
حتى الهاتف الجوال انفجر ذات مرة في وجه مستخدمه ولا حس ولا خبر!!.
ولو عدنا لإحصائيات الدفاع المدني والشرطة لوجدنا معظم أسباب الحوادث إما جهاز كهربائي تسبب في حريق! أو إطار أو قطعة غيار لسيارة تسبب في حادث مروري!؟.
ولو تحققنا من تلك الأشياء لوجدناها مقلدة وغير أصلية!.
وأنا أتساءل لماذا لا نعطي لأنفسها حقها مثل خلق الله ونطالب بما سلب منا؟ فالأجانب بالتأكيد ليسوا أغلى منا! أيضا نحن نحن لا نختلف عنهم فمثل ما لدينا تجار شرفاء ونظيفون لدينا أيضا تجار منحرفون وقذرون! ومصاصو دماء وأموال, والغريب الذي يلاحظه الجميع انه لم يسبق لدينا ان رفعت قضية تظلم ضد أحد التجار المذكورين تطالب بتعويض عن اضرار ترتبت من اقتناء جهاز أو قطعة غيار مقلدة!.
وحيث ان التجارة لدينا حرة فاسواقنا تعج بمثل تلك الأشياء المقلدة! والمزورة!!.
وهذا شيء طبيعي فما دام أي متضرر لن يتجاوز احتجاجه مقوله (الله وكيلهم وحسيبهم) فستزدهر تلك التجارة المهلكة وتستمر، فمن أمن العقوبة أساء الأدب، ولكن لو أن كل مستهلك لدينا اقتنع ان التظلم في مثل هذه الحالة لا يتعارض مع الإيمان بالقدر وطالب بحقوقه التي كفلها له الشرع لتمت محاصرة وتقليص تلك التجارة القذرة التي تتغذى على أموال ودماء البشر مع ان ديننا الحنيف حرم الغش وحرم أكل الأموال بالباطل!, ويجب علينا جميعاً ان نردد ونقتدي دائما بمقولة سيدنا عمر رضي الله عنه حين قال: لست بالخب ولا الخب يغلبني) والخب هو الماكر,, والسلام.
صالح عبدالله العريني البدائع
|
|
|
|
|