| عزيزتـي الجزيرة
نحن المسلمين وبخاصة العرب نستبشر خيراً بعقد القمم سواء كانت عربية أم دولية والتي تهدف في طياتها الى وقف الصراع الدموي في منطقة الشرق الاوسط الذي راح ضحيته آلاف بل الملايين من ابناء الشعب الفلسطيني علىمدى خمسة عقود من الزمن، حينما قامت دولة صهيون والتي لم تحقق لهذا الشعب الحرية والكرامة والعيش بسلام بل اوجدت له القتل والتشريد والنزيف الدموي الذي لم ينقطع حتى وقتنا الحاضر.
فمنذ قمة مدريد عام 91م التي اعلنت السلام القائم على الارض مقابل السلام وما تلاها من قمم في واشنطن وجنيف وكامب ديفيد وغيرها إلى قمة شرم الشيخ الاخيرة في شهر اكتوبر عام 2000م والتي حرصت على ايقاف العنف وحقن دماء العزل من السلاح من ابناء الشعب الفلسطيني المناضل والمجاهد عن دينه ومقدساته, ولكننا لم نجد أنه يتمخض عن هذه القمم إلا كل قسوة وكل شراسة وكل نزيف دموي من هذا العدو الضارب بحقوق الإنسان ومبادئه عرض الحائط، ولم نر من حكومات العالم ومنظماته الدولية ومجلس أمنه إلا كل موقف سلبي لهذا الفعل المشين وكأن صراخ الثكالى وأنين الجرحى لم يصلهم إلى الآن ولكن كما قال الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لاحياة لمن تنادي |
فمضت عشرات السنين وهذا الدم ينزف ويتدفق ولا احد يوفقه ونحن المسلمين نتساءل إلى متى هذا الدم ينزف ومتى نهايته؟ والإجابة هي الموقف البطولي وليس الموقف المعنوي، لان هذا العدو لايعرف لغة الحوار او التفاهم لانه في نظره ما اخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة وشواهد الحال في هذا الامر كثيرة) فسيناء العزيزة لم تحرر إلا بعد حروب مريرة مع هذا العدو وكذا لبنان الأبي لم يتحرر من يد الاحتلال الذي وقع عليه في عام 82م إلا بالمقاومة البطولية والأعمال الفدائية وسناء محيدلي خير شاهد على ذلك حينما قتلت (200) جندي إسرائيلي بعملية فدائية والجنوب اللبناني لم يتحرر إلا بعد مقاومة شرسة ضد العدو الإسرائيلي وهو لن ينساها أبداً.
وأخيراً وليس بآخر يا أخوة الدين والملحمة في فلسطين الحبيبة مزيداً من الفداء ومزيداً من التضحية فإن النصر مع الصبر وإن العزة والكرامة مع المقاومة والفداء قال تعالى (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) صدق الله العظيم وإلى نصر قريب بإذن الله لكي يندحر هذا العدو البغيض ويقف النزيف الدموي الغالي على قلوبنا.
محمد بن ناصر الخميس وزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوةوالإرشاد
|
|
|
|
|