| عزيزتـي الجزيرة
أخي زائر المدينة,.
لا تجعل رحلتك إلى المدينة النبوية كغيرها من الرحلات فأنت مسافر إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم,, وعندما تهم بالسفر إليها استشعر أنك ذاهب إلى تلك البقعة من الأرض التي اختارها المولى جل وعلا ليهاجر إليها رسوله,, واختار أهلها ليكونوا أنصاره,, واستحضر قول الحافظ بن حجر رحمه الله: وكل مؤمن له من نفسه سائق إلى المدينة لمحبته للنبي صلى الله عليه وسلم فيشمل ذلك جميع الأزمنة لأنه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للتعلم منه وفي زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم للاقتداء بهديهم ومن بعد ذلك لزيارة مسجده صلى الله عليه وسلم والصلاة فيه .
وعندما يُقدر الله فتسير بسيارتك على طريق الهجرة فاستشعر انه في يوم من الايام قد مشي خيرُ البرية ومعه أبو بكر رضي الله عنه سيراً على الأقدام امتثالا لأمر الله سبحانه ونصرة لدينه سبحانه وعندما تقع عيناك على معلم من معالمها عندها تذكر محبته صلى الله عليه وسلم لها ولأهلها حتى انه كان يهز راحلته شوقاً إليها عندما يقبل عليها,, فإذا وقعت عيناك على جبل أحد عندها فقط استحضر مقولة خير الورى (هذا جبلٌ يحبنا ونحبه),, انظر كيف أثبت صفة المحبة للجبل,, إنها والله معجزاته صلى الله عليه وسلم.
والله إن قلمي وأحرفي لتشتاق إلى المدينة وللكتابة عنها فضلا عن قلبي وعيني,, ولا ريب ان هذا هو شعور كل مسلم.
ثم يا أخي إن رزقك الله صلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحمد الله لأن الطاعة والتوفيق لها نعمة من نعم المولى جل وعلا التي لا تعد ولا تحصى,, ثم أدِ الصلاة مستشعراً ومستحضراً أنك في مسجد رسول الله الذي تعدل الصلاة فيه ألف صلاة كما ورد في ذلك الحديث.
فإذا أذن المؤذن للصلاة فاستشعر انه في وقت من الاوقات قد شهدت أركان المدينة لعبدالله بن أم مكتوم وبلال بن رباح وغيرهما رضي الله عنهما بالآذان ورفع كلمة التوحيد مراراً وتكراراً فإن كبر الإمام للصلاة فاستشعر انه في ساعة من الساعات قد كان يكبر في هذا المسجد خير الورى هذا ان كنت لست مع الإمام فإن وقعت عيناك على صفوف المسلمين من خلال جهاز التلفاز مثلا فاستحضر أنه قد كانت صفوف الصحابة تصطف في هذا المكان رضي الله عنهم وأرضاهم، ثم إن سرت في طرقات المدينة فاستشعر ما حدث فيها من أحداث وما وقع فيها من غزوات.
فلابد ان نكون على علم بهذه الامور حتى تنقلب الرحلة إليها وتكون ايمانية.
شيخة غنام القريني المزاحمية
|
|
|
|
|