| عزيزتـي الجزيرة
الذي دفعني إلى الخوض في هذا الموضوع ما تعانيه الأسرة المنكوبة التي يتعرض فيها الزوجان لأبغض الحلال عند الله ألا وهو الطلاق وما يتبع هذا الخطب الجلل من مصائب جسام تصب على رؤوس أطفال في أشد الحاجة إلى رعاية الأبوين يجدون أنفسهم بلا ذنب جنوه بين براثن الشقاء والتشرد تقسو عليهم الحياة ويتخبطون فيها من كل جانب وتغلق في وجوههم أبواب الرحمة ويتحاشاهم البعيد والقريب.
وينشؤون على كراهية المجتمع ويسقطون فريسة سهلة في أيدي الأشرار الذين يستخدمون في أنواع وأجناس من الشرور والجرائم لا يعلمها إلا الله ولعل من أسباب فشل الزوجين في استمرار الحياة والمودة والرحمة بينهما ما يكون من حشر أنف أم الزوجة بالحق وبالباطل بين ابنتها وزوجها فتنشأ الحرب وتدور المعارك وتشتعل النار داخل الأسرة فتأكل الأخضر واليابس ولا تبقى إلا الحسرة والندامة وبخاصة إذا كان الأب ضعيف الشخصية مغلوبا على أمره أمام تلك الزوجة الشرسة عديمة الخشية من الله تضر أول ما تضر بسعادة ابنتها وراحتها فهي تصنع بابنتها صنع الدابة التي قتلت صاحبها وتظن بجهلها وغرورها انها تنتصر في معاركها الظالمة الباغية التي تقودها بغباء وضيق أفق ضد فلذات أكبادها من بناتها الضعيفات اللائي ربتهن على الضعف والتخاذل امام جبروت جهلها وصلفها، ومما يؤكد ما ندعيه من جهل هذه الأم وأمثالها وما تتمتع به من الشر والأذى وسخف الطبع واضطراب المشاعر هو ما نرى ونسمع من تصرفات هوجاء كأن تصر على ابنتها:
لماذا لا تنجبين منه ولداً ثم تطلبين الطلاق؟
قد تتزوجين بأفضل منه وأغنى منه.
لا تطيعي له أمراً ولا تسمعي له نهياً.
لا تقومي بواجباتك في المنزل وأسقطي هذا الزوج من حسابك؟
(ما الذي يرغبك فيه؟) وتستهزئ بخلق الله.
لا تساعديه في شؤون المعيشة فراتبك حرام عليه حلال لنا، نحن ربيناك وعلمناك ووظفناك.
لا تلبسي هذا الفستان ولا تظهري بتلك التسريحة.
لا تدعي أحداً من أقارب زوجك يزور بيتك.
تأخر زوجك عليك معناه البغض لك.
وهذا قليل من كثير مما تلقيه الأم في روع ابنتها بعد كل زيارة تقوم بها لأمها قصيرة كانت أم طويلة.
فتعود تلك الزوجة البائسة من تلك الزيارات المشؤومة لأمها وهي محملة بأنواع من الشرور والأضغان في قلبها فتنعكس على تصرفاتها وتقلب البيت جحيماً على زوجها فتجعل له نصيب الأسد من شرها ولأولادها ما يتبقى من النكد والغم والهم ولا يجني عليها ما تفعله من الشرور والآثام غير الهجر والنبذ والطرد من رحمة الله ثم من قلب الزوج فلا يبقى امامه إلا أبغض الحلال وهو الطلاق.
وتصبح هي الضحية الأولى قبل أولادها فتصبح مطلقة يتحاشاها الناس وتجني آثاراً لهذه النتيجة المؤلمة والعاقبة الوخيمة ولا ذنب لها سوى أنها كانت طوعاً لأمها الجاهلة المتسلطة.
ونحن لا نقود بذلك حملة ضد الأمهات فذلك لم يخطر على بالنا ولكنا نقصد ذلك النوع من الأمهات الفاسدات العقل والدين ونريد من كل فتاة ترتبط بشاب أن ترعى حق الله في زوجها وأن تقوم بواجبها نحوه وأن تقف بكل قوتها أمام من يريد هدم عش الزوجية وتدافع عنه بما تملك وبخاصة إذا كان مستقيما مؤدياً حق الله وحق زوجته عليه عاملا بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)، وان تقف إلى جوار زوجها إذا مر بضائقة مادية او معنوية وبخاصة إذا كانت لأسباب خارجة عنه.
واعلمي أيتها الأخت المسلمة المتزوجة ان طاعة الزوج واجبة وأن المودة والرحمة والسكينة هي من المطالب الأساسية لقيام الزواج لقوله تعالى في سورة الروم ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة , ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها)، من عظم حق الزوج عليها ونرجو من الله جلت قدرته أن يؤخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار من جميع الأطراف من الآباء والأمهات والزوجات والأزواج وان يصلح أحوال المسلمين وان تخلو المحاكم الشرعية في جميع بلاد المسلمين من مشكلات الحلال البغيض عند الله (فلو أنصف الناس استراح القاضي) إنه ولي ذلك والقادر عليه, والسلام عليكم ورحمة الله.
عبدالله بن محمد العاصم الإدارة العامة للحقوق
|
|
|
|
|