| عزيزتـي الجزيرة
حقاً لقد كان اتجاهاً تربوياً حكيما مارسته وزارة المعارف عندما أقرت فكرة المجالس التعليمية في المناطق مؤخراً ورسمت هيكلها التنظيمي وآليتها الفاعلة وأبانت سبل تشكيلها في المنطقة أو المحافظة.
المجلس التعليمي مشروع تربوي مبارك ذو أبعاد تعليمية مؤثرة وملامح تنظيمية ناضجة وإسهام معرفي واضح.
إن إقرار تلك المجالس من شأنه ربط المؤسسات التعليمية ببعض وقراءة القضايا التربوية وهموم التعليم عن كثب ورصد التجارب ونقل الخبرات في الفضاء العابق برائحة المعرفة,, إنها تسهم في جمع الآراء ودراسة الاقتراحات وتكريس القيم التربوية بل صياغة القرار التربوي وتفعيل معطياته في الميدان,يجيء المجلس التعليمي ليمارس دوراً مؤثراً في مسيرة الحركة التعليمية محاولاً ان يتلمس تضاريسها ويعالج قضاياها وينظم شؤونها ويقرأ مستجداتها بل ويقدم احتياجاتها,, إنه يمثل همزة الوصل ويربط الإدارة بالوزارة ويظل يحمل الهموم التعليمية للمنطقة ويرتب أوضاعها.
نعم,, ما أروع تلك المسؤوليات التي يضطلع بها المجلس التعليمي: رفع توصيات,, تحديد احتياجات,, عقد لقاءات ,, إقامة ندوات,,مناقشة موضوعات,, وإقرار خطط حيوية واستقراء آفاق الميدان التربوي لتعبئة مساحاته وملء فراغاته وتغطية مطالبه ليغدو ذا أثر فاعل في بناء الفكر وإعداد الجيل وتلبية حاجات العقل,.
إن المتأمل في بنود المجلس التعليمي واختصاصاته يدرك حرص وزارة المعارف على ان يكون هذا المجلس عيناً ترعى شؤون التربية والتعليم في المنطقة وتقرأ تفاصيله وتحمل آماله وتطلعاته وتنقل واقعه نقلاً حياً.
إنه يقترب من قلاع العلم ودور المعرفة أعني (المدارس) دارساً أوضاعها ويتجاوز ذلك مقوما مراكز النشاط والوحدات الصحية ومراكز الإشراف التربوي ومراكز محو الأمية قارئاً مستوى أدائها ودرجة عطائها ,, وحقاً الحقل التعليمي بحاجة إلى الرؤية الميدانية التي تنطلق من عمق الميدان لتعبر عن همومه ومؤثراته,.
وإدارات التعليم كان يعوزها قناة تصلها بالوزارة وتقدم تقاريرها وتكون صوتاً تربوياً يبوح باحتياجاتها وفي نفس الوقت يصلها بمجلس المنطقة فجاء المجلس التعليمي ليمارس هذا الدور الأصيل,, وكم يكون رائعاً أن يتم تفعيل أهداف المجلس التعليمي وتطبيق أدواره التي من شأنها تنوير الفكر التربوي وتفجير طاقاته والنهوض بمستوى التنسيق بين إدارات التعليم ووزارة المعارف, هكذا,, يستحيل المجلس التعليمي للمنطقة واجهة مضيئة لها تقدم المنجز التربوي وتقوّم التجربة التعليمية وترصد مستوى أدواتها وأوضاع منشآتها.
حقا إن المجلس التعليمي للمنطقة إضاءة وزارية كريمة يحتفي بها منسوبو التعليم ويسعد بها رواد التربية لأنها تأتي داعمة لجهودهم ومساندة لعطائهم ومعبرة عن آرائهم وتجاربهم,, أجل انطلقت جلسات مباركة لمجالس التعليم في المناطق ممارسة خدمة خريطة التعليم ومقيمة جسور تواصل وقنوات لقاء وآفاق بناء,, كيف لا؟ وهي تضم شتات الآراء وتجمع رصيداً قيماً من الخبرات وتوحد مساحات النقاش العامر بالتجارب,,
ويظل المجلس التعليمي مشروعاً جميلاً قابلاً للنضج والخصوصية متى ما فعلت اختصاصاته وطبقت توصياته ليصبح فضاء نابضاً بالحركة والحيوية وهو يتابع قوافل التعليم في المنطقة ليزودها بالمؤن اللازمة والبرامج والنشاطات لتنطلق في سماء البناء.
ومن هنا كان المجلس التعليمي ضرورة تعليمية ومطلبا تربوياً جاء كإضافة مبهجة لتحسب لصالح وزارة المعارف التي تحرص دائما على تزويد إدارات التعليم بالجديد المفيد وبخاصة أن التعليم غدا سلسلة من الخطط المدروسة ذات الفكر المنظم الذي يحمل هوية وخصوصية مشبعة بالخبرات والتجارب التي تلبي حاجات الطالب التربوية والنفسية ولم يعد مجرد منظومة من المعارف.
محمد بن عبدالعزيز الموسى بريدة عضو مجلس التعليم بمنطقة القصيم
|
|
|
|
|