|
| أفاق اسلامية
* كتب مندوب الجزيرة
سجل معالي رئيس ديوان المظالم المكلف الشيخ منصور بن حمد المالك اعتزازه وتقديره بما يوليه ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله من دعم واهتمام بكتاب الله العزيز وبحفظته من الناشئة والشباب من ذكور وإناث ، وتشجيعهم بإقامة المسابقات القرآنية المحلية والدولية، وبالمشاركة في العديد من المسابقات القرآنية التي تقام في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
وقال في تصريح له بمناسبة تنظيم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره الثانية والعشرين التي تقام حالياً في رحاب مكة المكرمة، وتختتم يوم الأحد 9/8/1421ه: إن بلادنا بحمد الله تتميز بهذه الأعمال الجليلة والمآثر النبيلة وأمثالها، وتعتز بالعناية والاهتمام بكتاب الله، وخدمة الحرمين الشريفين، وقد نوه الجميع بهذه البادرة الإسلامية من قبل خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله بإقامة هذه المسابقة سنوياً في رحاب مكة المكرمة التي تعد رافداً من روافد الأخوة الإسلامية يصدر عن هذا الملتقى الكريم كل عام، ليجمع الكلمة، ويوحد الصف، ويوثق العرى.
المسابقة الدولية المهمة
وأكد معاليه في السياق نفسه أنه لاشك أن هذا الحضور والمشاركة الكبيرة الإسلامية في هذه المسابقة الدولية المهمة، يكتسب في الوقت الراهن أهمية خاصة نظراً للتحولات الخطيرة التي حصلت للأمة في غمرة انهزامها وتراجعها عن تحصيل أسباب مجدها وعزها، فضلاً عما يصيبها اليوم من توالي المكائد والجراحات وتتابع المآسي والنكبات.
وأضاف معالي رئيس ديوان المظالم المكلف أن المسابقة هي امتداد للعمل الإسلامي الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية منذ أن أرسى دعائمها مؤسس كيانها الكبير الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله إلى هذا العهد الزاهر، فجمع النخبة المتميزة من حفظة كتاب الله تعالى على مستوى العالم الإسلامي، وأبناء الأقليات المسلمة من جميع القارات على صعيد واحد في رحاب مكة المكرمة، وبجوار البيت الحرام يعد بحق إضافة مشرفة لسجل هذه البلاد في دعم المناشط الإسلامية وأعمال الخير بأفق طموح، وعمل دؤوب يتجاوز المحلية إلى العالمية، مؤكداً، أن هذا بحمد الله منهج هذه البلاد منذ أن تشرفت بخدمة الحرمين، وحملت راية التضامن الإسلامي، يدفعها نحو هذا العمل النبيل، والمقصد الجليل، المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقها باعتبارها مركز الثقل في العالم الإسلامي الكبير، فضلاً عما تحظى به في المحافل الدولية من الاحترام والتقدير.
واستطرد معاليه قائلاً: إن المملكة وهي تستضيف سنوياً حملة الكتاب الكريم، وتحرك فيهم روح المنافسة الشريفة، فإنها بهذا تسهم في تشجيع أبناء الأمة، ليقبلوا على كتاب الله تعالى، وحفظه ، وتدارسه، وتدبر معانيه، ومن هنا تبرز أهمية هذه المسابقة ودورها الكبير في تحصيل ذلك والعناية به، مذكراً بأن هذا اللقاء السنوي بين الصفوة المباركة من الحفظة المهرة له أثره الإيجابي في بث روح المودة والإخاء والشعور الإيماني نحو بعضهم البعض.
اللقاء على مأدبة القرآن
وقال معالي الشيخ منصور بن حمد المالك: إنه غير خاف ماتثمره أمثال هذا الملتقيات من إيجابيات تعد اليوم ضرورة ملحة، خاصة واللقاء على مأدبة القرآن الكريم، وهو الذي قال الله تعالى عنه:إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً ،، ووصفه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيما يؤثر عنه بأصدق وصف وأبلغ عبارة حيث قال:كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته، حتى قالوا:إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد فأمنا به ، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم
وثمن معالي الشيخ منصور المالك جهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين رعاه الله في خدمة الإسلام والمسلمين والعناية بكتاب الله، فقال: إن حرص المملكة على تماسك جبهة العالم الإسلامي أمام التحديات العالمية من خلال عدد من الملتقيات سواء منها ما كان على مستوى المنتديات العلمية وهو ما نحن الآن في صدده ، أو على مستوى المنظمات الحكومية، إنما يأتي في إطار حرصها على الاضطلاع بدورها القيادي باعتبارها منطلق الرسالة، والمؤتمنة على الأماكن المقدسة، ومهوى أفئدة المسلمين، ومعقد آمالهم بعد الله عز وجل ، لتحفيز همم أبناء المسلمين نحو المعاني العميقة والأصيلة لروابط الأمة، والتذكير بصلتها الوثيقة بإرثها العظيم ومجدها التليد، والتأكيد على ضرورة توحيد صفها، واستعادة مركزها.
الحفاظ على الهوية من التيارات
وأوضح معالي رئيس ديوان المظالم المكلف في الصدد نفسه أنه لا يخفى أن هذه الأهداف السامية والغايات النبيلة لابد لها من آلية عليا في العمل الإسلامي ترتكز على أسس راسخة من الإيمان بالثوابت، وضرورة الحفاظ على الهوية من التيارات المعاصرة، وهو ماسخرت له المملكة جميع إمكاناتها، وجعلته في طليعة أولوياتها.
وحول صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله على تسمية المسابقة باسم الملك عبدالعزيز رحمه الله ، قال: هي بلا شك من الوفاء لهذا القائد الرائد الذي نذر نفسه لخدمة الإسلام والمسلمين، مؤكداً على أهمية الروابط الراسخة بين الأمة تجسيداً لنداء التضامن الإسلامي المنشود، وقد كان هاجسه غفر الله له أن تعلو راية الإسلام خفاقة في العالمين، لتشمخ بقيمها، وتتداني بصلاتها، لتصبح لحمة واحدة، وسلسلة متصلة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
وأضاف معاليه في السياق نفسه إن التاريخ سجل مآثر هذا الملك الراشد طيب الله ثراه ، ومواقفه العظيمة من قضايا أمته وشؤونها وهمومها، وكانت كلماته تفيض بهذا الحس الإسلامي والشعور الأخوي، وفي ذاكرة التاريخ من سيرته العطرة صفحات مشرقة وإضاءات مشرفة، ومما دونته وثائق التاريخ في هذا الشأن أنه رحمه الله لما بويع ملكاً على الحجاز سنة 1344ه أصدر بياناً يطمئن فيه الأمة الإسلامية على مستقبل الديار المقدسة، جاء فيه: سنقوم بتوطيد الأمن والراحة، وتوفير الرخاء، وسنعمل كل ما من شأنه أن يحقق رغبة شعوب العالم الإسلامي وما يقر أعينهم في إدارة هذه البلاد المقدسة، نسأله تعالى أن يعيننا على حمل أعباء هذا الأمر والله ولي التوفيق .
وأورد معاليه بعضاً من أقوال الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله ، منها:
كل ما نطمع فيه أن يتحد العلماء المسلمون، فيتحد العالم الإسلامي، نريد أن يكون اتحادنا قوياً متيناً، وأن يخضع العالم الإسلامي خضوعاً تاماً لأحكام القرآن والسنة ، ومن أقواله أيضاً: يجب أن يعتبر المسلمون من حالتهم اليوم فإنهم لم يصلوا إلى ماهم عليه الآن إلا من كثرة أقوالهم ، وعدم أفعالهم، ألا إن العمل هو أساس النجاح، إن العقيدة الصحيحة هي أساس الفلاح .
كما أكد معاليه أن هذه التسمية الجديدة تعكس مشاعر الوفاء لهذا الزعيم الراحل من جهة وتذكر بمآثره الإسلاميه من جهة أخرى، والهدف الأعظم هو ما تدخره التسمية في سجل الحسنات بإهداء ثواب هذا العمل الصالح له رحمه الله لتكون بمشيئة الله تعالى في مشمول صدقاته الجارية من لدن يد البر والوفاء: خادم الحرمين الشريفين أجزل الله مثوبته .
تحريك همم الشباب
وفي ختام حديثه أبرز معالي الشيخ منصور المالك النجاح الكبير والمتواصل الذي تحققه مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم سنوياً، وما أنجزته عبر السنين الماضية بحمد الله من أهداف وغايات سامية، وفي مقدمتها الحث على حفظ كتاب الله تعالى، وتحريك همم الشبيبة المسلمة نحو التنافس الشريف، وقد أجمع المسلمون على جواز المسابقة في الجملة، وهي سنة إذا ترتب عليها مصلحة شرعية، كالتدرب على الجهاد، والتدرب على حفظ الكتاب والسنة ومسائل العلم، ونحو ذلك.
ودعا معالي الشيخ منصور المالك المولى جل وعلا أن يوفقنا لما يحب ويرضى ويسلك بناسبيل البر والتقوى، وأن يحفظ ولاة أمرنا، ويسدد على طريق الخير خطاهم، وأن يجعل ما قدموه لأمتهم في سجل حسناتهم وصالح أعمالهم، وأن يزيدهم من فضله وتوفيقه، ويفيض عليهم من جوده وإحسانه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
|
|
|
|
|
