| أفاق اسلامية
* كتب سلمان العُمري
أكد عدد من قيادات العمل الإسلامي ان مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره التي تنظمها المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد كل عام تعد امتداداً لما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدلعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني حفظهم الله ، وسدد خطاهم من عناية ورعاية خاصتين لحفظة كتاب الله الكريم من أبناء المسلمين اينما كانوا، وإدراكاً منها بأنه لا عز ولا فلاح للأمة الإسلامية إلا بتمسكها بكتاب الله الكريم، حفظاً وفهماً ومنهجا، وتطبيقاً في كل مناحي الحياة.
ووجهوا دعوتهم من خلال تصريحات لالجزيرة ادلوا بها بمناسبة تنظيم مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية الثانية والعشرين في مكة المكرمة خلال الفترة من 1 9/8/1421ه الى شباب وناشئة المسلمين بضرورة الاقبال على تعلم القرآن الكريم حفظاً وتلاوة وتدبراً، ليكونوا قدوة لإخوانهم المسلمين في أنحاء العالم، ولما في ذلك من نفع وصلاح لهم في الدنيا والآخرة.
وقالوا: إن مسابقة القرآن الكريم العظيمة التي تجرى في رحاب مكة المكرمة اضحت معلماً بارزاً وسجلاً خيراً من سجلات المملكة التي تقدمها للأمة الإسلامية.
مستقبل الأمة الإسلامية
فقد أكد معالي الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة الاستاذ كامل الشريف ان المسابقات القرآنية التي رعتها المملكة العربية السعودية قد أثرت تأثيرا كبيرا في نشر كتاب الله، وتشجيع الشباب على دراسته وحفظه، والتعلق بكتاب الله الكريم وهو أساس جوهري في الالتزام بالإسلام والولاء له، الى جانب حفظ اللغة العربية السليمة، كما ان من حسنات هذا العمل تقوية الشعور بوحدة الأمة الإسلامية، وقد وصف القرآن الكريم بأنه حبل الله المتين، تصديقاً لقول الله عز وجل: واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ، مبيناً انه لأجل ذلك فإننا نضع المسابقات التي ترعاها المملكة العربية السعودية في هذا الإطار الواسع، ونقدر الأهمية الفائقة لمستقبل الأمة الإسلامية.
وقال كامل الشريف: إذا تذكرنا أن هذه المسابقات قد انعقدت منذ عشرات السنين أدركنا عدد الجموع التي تخرجت منها من كل أنحاء العالم الإسلامي، فزادت من رصيد الإيمان والالتزام بالإسلام، وهي خدمة عظيمة للإسلام، نسأل الله ان يجزي المسؤولين عنها خير الجزاء، مشيراً الى ان المسلمين قد سعدوا بما حققته تلك المسابقات على مر السنين من نجاحات وانجازات جليلة شجعت على تطوير هذه المسابقات، وتمكينها من مضاعفة أثرها الايجابي في البلاد الإسلامية.
وأشاد بموافقة خادم الحرمين الشريفين على اطلاق اسم الملك عبدالعزيز رحمه الله على المسابقة الدولية لحفظ القرآن، ليصبح مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته تفسيره مما يكسب المسابقة نفوذاً أوسع، ويعطيها فرصاً أوفر لخدمة كتاب الله الكريم وجمع الشباب المسلم عليه.
واقترح في ختام تصريحه ان يعطي المسؤولين عن المسابقة اهتماماً خاصاً للبلاد التي خرجت من ربطة السيطرة الشيوعية، حيث فرضت عليهم عزلة عن الإسلام، وحرمتهم من مواكبة الوعي الإسلامي، والعلوم الشرعية، حتى وقع قحط وجفاف في هذه المجالات، محذراً من ان هذا الفراغ تحاول ان تملأه الجماعات التنصيرية والصهيونية، حتى تظل غربة المسلمين قائمة بينهم وبين أمتهم.
وأضاف في السياق نفسه قائلاً: إن المملكة العربية السعودية تنتهج سياسة حكيمة في العالم، مما يجعلها مقبولة لدى جميع حكومات العالم، وهي تنشد الصداقة، والاستقرار، وحسن الجوار، ومن الممكن ان تكون هذه السياسة رصيداً فعالاً بالإسلام، وخصوصاً مع الشعوب الإسلامية التي تتشوق لاستئناف الحياة الإسلامية، والاتصال بمصادر الدعوة الإسلامية الراشدة.
الرعاية ليست مستغربة
أما رئيس الفدرالية العامة لمسلمي فرنسا الدكتور محمد بشاري، فأبرز الدور الريادي للمملكة العربية السعودية في ميدان الدعوة وتبليغ الإسلام، فقال: إن المملكة هي البانية لعدة مؤسسات دعوية ناشئة في الغرب، وهي التي تضطلع بدور مهم في حياة الأقليات الإسلامية في الغرب وتنشئته على مبادئ الإسلام الصحيحة، كما تأتي مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته تفسيره كأحد الأنشطة الثابتة للمملكة لحفظ ذكر الله ، وحث الشباب على حفظه، والعمل به، وعنايتها الكاملة بشباب المسلمين المشاركين في المسابقات القرآنية الدولية السابقة نقداً، وإعاشة، وحسن الاستقبال، وكرم الضيافة، وهذا ليس بغريب على المملكة، وأضحت مسابقة مكة المكرمة محط أنظار المسلمين قاطبة في شتى أنحاء العالم.
كما أكد الدكتور محمد بشاري ان بادرة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله اليوم بتسمية هذه المسابقة الدولية باسم والده الملك الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود اعتزاز بصلاحه وأثره في خدمة الإسلام والمسلمين، وعرفان من المسلمين بالخدمات الجليلة المقدمة لكتاب الله، والعمل به شريعة ومنهاجاً.
واستطرد رئيس الفدرالية العامة لمسلمي فرنساً قائلاً: لذا على المملكة ان تستمر في هذه المسيرة القرآنية في كل قارة من قارات العالم، ويختم بهذه الجائزة الكبرى مسمى مهبط الوحي مكة المكرمة، سائلاً المولى عز وجل أن يجزي القائمين على الدولة بأرض المملكة ملكاً وحكومة وشعباً خير الجزاء.
الاهتمام من سنين طويلة
ومن جهته، أفاد مدير مركز الدعوة الإسلامية في البرازيل الشيخ احمد الصيفي ان الجاليات الإسلامية في أمريكا اللاتينية وخاصة البرازيل اعتادت على حرص المملكة العربية السعودية في تشجيع أبناء المسلمين على حفظ كتاب الله من سنين طويلة مضت، مما جعل الكثيرين من الناشئة، همهم التركيز، والاهتمام بالفوز للمشاركة في هذه المسابقة، لما يكون في ذلك فخر للأسرة بفوز ولدها، وافتخار الأبناء بهذا الفوز الذي يسجل نقطة ناصعة، ومناسبة تاريخية.
وأما إطلاق اسم الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله على المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره التي تقيمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في مكة المكرمة سنوياً هو من باب رد الشيء الى أهله، واعتراف لمؤسس المملكة المغفور له ان شاء الله تعالى بهذا الخير الكثير الذي شمل العالم، وخاصة الأقليات الإسلامية، وبالأخص لنا,
وسأل الشيخ احمد الصيفي الله للجميع الخير والسداد، وللمنظمين الأجر والثواب، متطلعاً إلى أن تشمل المسابقة الدولية حفظة الجزء الأول جزء واحد من القرآن .
|
|
|
|
|