| الثقافية
حينما رأيت غلاما يسير بصحبة والده، وبينهما حوار ربما لا يخلو من النصح والتوجيه ,, جال بي الخاطر الى شريط الذكريات,, تذكرت ملاعب الصبا وألعاب الصبية وأصدقاء الزمان,, تزاحمت الخواطر بداخلي,, انها الايام تغدو وتروح حتى حملتنا الى اليوم.
كان أبي رحمه الله رجلا من رجالات الزمان الذين عرفناهم او سمعنا عنهم,, بسيط الحياة واسع الخبرة، عميق التجارب حكيم الأقوال,, رباني رجلا منذ نعومة أظافري لا يمنعني اللعب ولكن! كنت لصيق اليد به اينما يحل احل ,, علمني الواجب والعادات الطيبة والاصول تعلمت منه تقاليد مجالس الرجال وادارة الحديث وطرح الموضوعات والاصغاء للمتكلم كان يرحمه الله لي مدرسة دائمة لا تغلق ابوابها احسست في لحظات الطيش شكلا من اشكال القسوة، ولكنني كنت مخطئا في تحليلي لان الموقف كان اكبر مني فأراد ان يعلمني ففسرتها قسوة ولكنه الحنو في شدة في مدرسة الرجولة كنا جيلا يختلف عن جيل هذا الزمان,.
كنا رجالا في ثوب غلمان كل منا يستعرض ويتفاخر بالمآثر التي ربما يكون نصفها من نسج الخيال,, وكان كل منا يحاول ان يثبت انه رجل ناقل عن ابيه او عمه.
وعندما سألت نفسي لماذا كان ابي يسرع دائما لي بالنصح دون ان يشعر احد في البيت او خارجه، ولم اجد الاجابة الا بعد وفاته كان يؤمن بإرادة الله فليس بعد التمام الا النقص وليس بعد الحياة الا الموت، كان يحاول ان ينقل لي عصارة فكره وكان يردد لي دائما ان الاب لا يحب اكثر من ابنه فهو يتمنى ان يكون خيرا منه حينما انتقل ابي الى رحمة الله احسست انه كان يسرع الخطىكي يتركني كما تمنى احمل فكر شيخ وقلب شاب وحياة انسان وحنان اب رحم الله والدي كما سيترحم علينا ابناؤنا.
عبدالله بن صالح العبدالقادر
|
|
|
|
|