|
| مقـالات
الملتقى الثقافي الطلابي العربي الذي أقامته وزارة المعارف يوم السبت 1 شعبان يأتي في وقت يحتاج فيه الشباب العربي إلى التعاضد والتآخي والاتحاد فيما بينهم والحفاظ على هويتهم العربية وثقافتهم الإسلامية خاصة في ظل الاعتداءات التي يتعرض لها المسجد الأقصى والشعب العربي الفلسطيني, هذه الملتقيات الثقافية العربية الطلابية لها فوائد عديدة فهي تعزز في الطلاب الجانب الانتمائي لوطنهم العربي الكبير فيعرف الطالب أنه أينما اتجه في الوطن العربي في القرى والأرياف والمدن فهو في موطنه الحقيقي وليس فقط في وطنه الثاني هذا بغض النظر عن الاجراءات الرسمية في مثل هذه اللقاءات يتعلم الطالب حقيقة الانتماء لوطن عربي واحد ومعنى حب الوطن العربي ومعنى حب وتقدير الديانة والثقافة الإسلامية, يلتقي الطلاب مع بعضهم في مثل هذه التجمعات الثقافية فيتحاورون ويتكلمون ويمرحون ويضحكون ويتعلمون من بعضهم ثم يشتركون في نشاطات مشتركة قد تكون ثقافية أو رياضية أو فنية أو فلكلورية.
إن الفصل الذي يحدث بين أبناء الوطن العربي غير محبب وغير مطلوب وقد عانى العالم العربي من هذا لفترات سابقة طويلة وكان كل بلد عربي يتكلم بلغة مختلفة ولديه ديانة مختلفة وثقافة مغايرة وهذا بكل تأكيد لايخدم حركة التربية والتعليم في البلاد العربية ولايخدم قضية تنمية الانتماء العربي الإسلامي في نفوس وأذهان الطلاب بغض النظر عن الحدود الجغرافية والمساحات والسكان وتباعد المسافات.
فنحن من جنس واحد وديانة واحدة وثقافة واحدة وكرمنا المولى عز وجل بأن جعلنا خير أمة أخرجت للناس وهذا المفهوم وهذه الفلسفة تحتاج إلى الاجراء والتطبيق والعمل بها, وهذا الملتقى ربما لايكون كبيراً في حجمه وحضوره ولكنه يعد بداية جيدة ولبنة طيبة وضعتها وزارة المعارف السعودية في بيت التعاون الطلابي العربي وبالمزيد من هذه اللقاءات وبشكل دوري سيكثر المشاركون ويزيد العدد وتتعدد النشاطات وتكثر الصداقات بين الطلاب العرب ويكون لها وقعها وتأثيرها في دمج الثقافة العربية الإسلامية وربطها بالطلاب والمجتمع والناس والمؤسسات التربوية والتعليمية وفي هذه الزيارات يتعرف الطلاب العرب على ماتحتويه المدن والبلدان العربية الأخرى من مظاهر ثقافية وعمرانية ومن آثار ومن عادات اجتماعية ربما لايعلمون عنها ولم يروها سابقاً ويزورون المتاحف والمكتبات والمدارس وغيرها, ومن المؤكد أن هذه الزيارات ستترك أثراً طيباً في نفوس الزائرين من الطلاب العرب على مدى طويل ومن المؤكد أن الصداقات التي يكونونها مع أقرانهم ستبقى لفترات طويلة وقد يلتقون فيما بعد وبعد سنين ممثلين لبلادهم سياسياً أوتعليمياً أو رياضياً أو فنياً, اللقاءات العربية الطلابية لها فوائد وقتية ومستقبلية ومن المهم التركيز فيها على الانتماء للوطن العربي الكبير بثقافته الإسلامية والعربية وهذا ما استهدفته وزارة المعارف في هذا الملتقى الثقافي الطلابي العربي الذي يأتي بمناسبة الاحتفال بالرياض عاصمة الثقافة العربية لعام 2000م والله من وراء القصد.
كلية التربية جامعة الملك سعود
|
|
|
|
|
