| مقـالات
على الصفحة العاشرة من محليات الوطن الصادرة يوم الثلاثاء الماضي نشر تحقيق صحفي بالأرقام عن التسول, ومعروف ان ظاهرة التسول هي ظاهرة تاريخية معروفة عبر التاريخ الانساني كما انها أيضاً ظاهرة عالمية موجودة في كل دول العالم فقيرها وغنيها وفي البلدان المتقدمة والنامية ولكن أساليبها مختلفة ومتعددة.
في المملكة لا يمكن انكار وجود هذه الظاهرة وهي تظهر بشكل مكثف خلال شهر رمضان المبارك والذي سوف يطل على المسلمين بعد حوالي ثلاثة أسابيع، وتتخذ ظاهرة التسول في بلادنا طرقا وأساليب متعددة فهناك التجمعات أمام اشارات المرور وخاصة للنساء والأطفال وهناك الوقوف أمام أبواب المساجد وهناك من يقف أمام المصلين بعد انقضاء الصلاة لعرض حالته، وأسلوب جديد وهو ايقاف المارة بطريقة تبين ان هناك سابق معرفة بل وحتى زيارة المنازل وبعد السماح لهم بالدخول يقومون بعرض حالتهم وهو أسلوب قد يشوبه الكثير من الخداع والتمثيل.
الأرقام التي نشرتها الوطن كشفت حقيقة بل حقائق جديدة ومنها دوافع التسول حيث تبين ان البطالة عامل جديد دخل على هذه المهنة في المملكة كأحد عوامل أو دوافع التسول، كما تبين أن أعداد السعوديين المقبوض عليهم ممن يقومون بالتسول أكثر من غير السعوديين وذلك في عام 1420ه.
الأعداد الكلية للمتسولين في العام الهجري الماضي وفي مدينة الرياض 2572 متسولاً ومتسولة بينهم 1500 من السعوديين ويشكل الذكور في هؤلاء 154 متسولاً أما البقية وهم 1346 فهم من الاناث، وبلغ المتسولون والمتسولات من غير السعوديين 1072 بينهم 832 رجلا و 240 امرأة أي أن أعداد المتسولات من السعوديات أكثر بكثير من المتسولات من غير السعوديات والعكس صحيح بالنسبة للذكور.
ونشر ضمن التقرير جدول يبين حالات التسول حسب الدوافع خلال العام المالي 18/1419ه ومصدر هذا الجدول التقرير الاحصائي لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية وهي الوزارة المعنية بشؤون المتسولين والتسول عام 1419ه يتحدث هذا الجدول عن اعداد المتسولين ودوافع التسول في سبع مناطق من مناطق المملكة الثلاث عشرة اذ يبدو ان مراكز مكافحة التسول لا توجد إلا في هذه المناطق السبع وهي: الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة والقصيم والشرقية وعسير وتبوك.
تبين من هذا الجدول ان المجموع الكلي للسعوديين 4751 ولغير السعوديين 10630 متسولاً ومتسولة.
ورغم ضخامة هذه الأرقام فإنها لا تبين الا الاعداد في سبع مناطق ولا تتحدث الا عمن تم القبض عليه والتحقيق معه.
ترى كيف يمكن أن يساهم المواطن في خفض هذه الأرقام وليس القضاء على التسول لان ذلك شبه مستحيل,.
من الاقتراحات القابلة للنقاش انشاء صندوق صدقات لمكافحة التسول في كل منطقة من مناطق المملكة بحيث يساهم كل مواطن بما يساوي قرش واحد شهرياً لكل مائة ريال من دخله وهذا القرش سوف يتحول إلى ملايين الريالات التي يمكن من خلالها تحسين أوضاع المتسولين جميعاً وخصوصاً اولئك الذين دوافع التسول عندهم هي البطالة أو الحاجة.
|
|
|
|
|