| مقـالات
لعلنا نتفق جميعاً على أن أم المشاكل التي يئن منها المجتمع وتشغل بال المواطنين، وتقلق الآباء، وتجهد المسؤولين، هي مشكلة حوادث الطرق التي باتت شغلنا الشاغل ولا محيص عنها، ويقف الكثيرون عند بعض من الأسباب الرئيسية نعيدها ونزيدها لزيادة تأثيرها يوماً بعد آخر, فما هي تلك الأسباب الرئيسية وراء هذا الزخم الكبير من تلك الحوادث التي اعتاد الناس الا يمر عليهم يوم واحد دون وقوع حادث أليم، لدرجة انه لم يخل بيت لم يتأثر سلباً من وقوع حادث مروري بل الأدهى والأمر انه لم تخل أسرة من صدمتها ونكبتها نتيجة وقوع مصيبة لديها من جراء وقوع حادث قد ينتج عنه وفاة أحد أو اصابته اصابة جسيمة، أو الحاق ضرر بالغ بسيارته، أو التسبب في اضرار الآخرين,, الخ، من سلسلة المصائب كنتيجة حتمية لحوادث الطرق.
وكل الذين تسألهم عن الأسباب الكامنة وراء هذه الحوادث حتى يمكن تلافيها أو معالجتها أو التصدي لمرتكبيها ومواجهتها، رددوا جميعاً دون استثناء من ذلك أحد أن على قمة الأسباب الرئيسية لجميع الحوادث تتمثل في رعونة وتسرع السائقين، حيث ان الملاحظ أن معظم الحوادث التي يسجلها رجال المرور هي التصادم من الخلف، يلي ذلك في النسبة لو حاولنا تدرجها هو زهق روح عابر طريق، يلي ذلك تخطي السيارة التي أمامه في مكان غير مسموح فيه بذلك، وبسرعة لا يمكن معها السيطرة على عجلة القيادة، يلي ذلك الانحراف مع السرعة عن ظهر الطريق مما يتسبب عنه انقلاب مروع للسيارة قد يودي بحياة ركابها جميعاً وقد يكون نفس المصير لقائد السيارة والسبب في ذلك هو غفوة أو نوم أحد السائقين خاصة في أوقات الليل ونظراً لطول المسافة، وتعب وارهاق بعض السائقين خاصة سائقي الليموزين، أو الشاحنات أو حتى النقل العادي، حيث يعمل السائق على مسافات شاسعة تستغرق منه أكثر من 24 ساعة متواصلة، دون أن يجد أحداً ينصحه بالتوقف والخلود للراحة أو النوم فترة كافية يتمكن بعدها من استئناف العمل في نشاط وحيوية ويقظة وتنبه، بدلاً من اللا مبالاة وعدم التقدير الصحيح, يلي ما ذكرنا من أسباب سبب آخر مثل السير عكس الاتجاه فيحدث التصادم بالسيارة المقبلة وجهاً لوجه، أو يقع الحادث نتيجة انفجار في اطار السيارة الأمامي مما يؤدي إلى انحراف السيارة يمنة أو يسرة مع سرعة زائدة عن السرعة المحددة، والتي لا نشك ان السائق على علم بها، ومعلن عنها في لوحات مثبتة بالطريق تحذر بعدم تجاوزها حتى لا تقع الكارثة.
هذه الأسباب وغيرها ترجع لاستهتار السائقين وعدم مبالاتهم بمغبة تهورهم ومردوده فضلاً عن عدم تحسبهم للعقاب سواء كان توقيفه أو إلزامه بالتعويض لاصلاح ما أفسده من مبدأ لا ضرر ولا ضرار نظراً لعدم الوعي وضعف الإدراك وقلة المعرفة بالحقوق والواجبات في استخدام الطريق،والأمية في الثقافة المرورية.
ولذا نرى ان الوسيلة المناسبة لنشر هذه الثقافة هو الإعلام المرئي والمسموع لما له من تأثير بالغ في التثقيف والتعلم السلوكي والتأثير في الرأي العام واتجاهاته، والعمل على نقل هذه البرامج الثقافية إلى مدارسنا بهدف زيادة الوعي المروري.
كما نقترح ان نتشدد قليلاً في منح رخص القيادة ولعله يكون مناسباً التفكير في رفع السن الى 21 سنة لمن يمنح رخصة قيادة حتى يكون أكثر وعياً وادراكاً ومسؤولية، فمن نتائج احدى الدراسات ثبت ان ثمة علاقة موجبة تبين وقوع الحادث المروري وسن مرتكب الحادث حيث وجد أن نسبة 65% من الحوادث يرتكبها من هم في سن ما دون الواحدة والعشرين سنة.
ونحن على علم بخصائص هذه المرحلة السنية مما يدعم مقترحنا بتوسعة مظلة الأمان والطمأنينة برفع سن الحصول على الرخصة.
كما نقترح مصادرة السيارة لمرتكب الحادث في حالة ما إذا ثبت خطأ السائق بنسبة 70% وبيعها لصالح صندوق اعانات ضحايا حوادث الطرق على أن تعد وزارة الداخلية دراسة لانشاء هذا الصندوق وتبعيته والحالات المقرر لها الصرف وقيمتها وطريقة تسليمها, وإذا كان مرتكب الحادث من المقيمين فبعد توقيع العقوبة المقررة عليه يلزم ترحيله فوراً مع سحب رخصة القيادة الممنوحة له ووضع اسمه في قائمة الممنوعين من الدخول بقصد العمل ففي هذا ردع عام وخاص,كما نقترح ان تضع الشرطة ومراكز البحوث التي تتبعها وضع خطة حكيمة لمواجهة الظواهر المرضية في استخدام الشباب للسيارات مثل التفحيط، والسباق في الطرقات العامة، وألعاب الدائرة والقاطرة، وغيرها من ألعاب مستحدثة يكتسبها الشباب عن طريق اعلامنا المفتوح لإغراق الفضائيات سماء الإعلام في بلادنا، ومن مشاهدة الأفلام الأجنبية ونظراً لما اسلفنا قوله آنفاً عن خصائص الشباب العمرية فهم بطبيعة هذه الخصائص مقلدون لما يثير نوازعهم ويداعب عواطفهم ويحرك بالسلب غرائزهم.
وحينئذ لعل مقترحاتنا تكون محل اهتمام المسؤولين لمواجهة ومعالجة والتقليل من حوادث الطرق.
|
|
|
|
|