| وطني
إن أهمية التعليم مسألة لم تعد اليوم محل جدل في أي منطقة من العالم، فالتجارب الدولية المعاصرة أثبتت ان بداية التقدم الحقيقية هي التعليم, وأن جوهر الصراع العالمي هو سباق في تطوير التعليم، وان حقيقة التنافس الذي يجري في العالم هو تنافس تعليمي, وإذا نظرنا إلى الدول الكبرى التي تتصارع على القمة اليوم، نجدها تطور من نظم تعليمها، وتحاول أن تدرس نظم التعليم الأخرى الموجودة في الدول المنافسة، وتشهد على ذلك اليابان وسنغافورة، وتايوان، وكوريا الجنوبية، وتجربتها الرائدة في النهوض بالتعليم، لأنه السبيل الوحيد إلى التنمية الشاملة وحينما أطلقت روسيا قمرها الصناعي الأول عام 1975 قامت الدنيا ولم تقعد في أمريكا من أجل اللحاق بالاتحاد السوفيتي (سابقا)، ولم تذهب أمريكا إلى مصانع الصواريخ، بل شرعت تدرس منهج الرياضيات والعلوم للتعليم الأساسي في روسيا، وكان التطوير في هذا المنهج هو المدخل الذي مهد لانتصار أمريكا المذهل في هذا السباق.
وفي مملكتنا عندما انطلق القمران الصناعيان في الفضاء ليأخذا مكانهما في سماء الأقمار الصناعية لم يكن ذلك من جهد مستورد ولا فكر أجنبي لكن ذلك تم بفكر وجهد وطني خالص.
ماذا وراء ذلك الانجاز الباهر، وغيره من الانجازات الكبرى التي انطلقت بها بلادنا نحو التقدم السباق في مواكب العالم المتطورة.
إننا إذا وقفنا امام الفلسفة الكبرى وراء مشروع عبدالله بن عبدالعزيز وأبنائه الطلبة للحاسب الآلي وطني , مدققين النظر في الأسباب التي تجعله المشروع العملاق في وطننا اليوم ممعنين التفكير فيما رواء دعم خادم الحرمين الشريفين لهذا المشروع بعشرين مليوناً,, وأن يقدم مؤسس المشروع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز عشرة ملايين وماتلا ذلك من دعم سخي في الجانب المادي والمعنوي لوجدنا ان هذه الفلسفة تنطلق من إدراك حكومتنا الرشيدة إلى انه يجب ألا نغفل لحظة عن تحدي ثورة التكنولوجيا تلك التي أحدثت تغيرات خطيرة في العالم وأن الموقف اليوم أصبح يحتم علينا احترام التكنولوجيا المتقدمة ، واستعمالها وتطبيقها حتى نساير ركب التقدم العلمي في المجال المعلوماتي,, وفي مجال هذه الثورة الهائلة من التطور المذهل.
يحضرني في هذه المناسبة قول الرئيس الأمريكي (كلينتون) امام جلسة الكونجرس المشتركة في يناير عام 1998 قال (أمريكا التي يستطيع كل طفل فيها ان تمتد أصابعه إلى لوحة مفاتيح أجهزة الحاسب الآلي فيطلع على أي كتاب تم تدوينه في ذاكرة هذا الجهاز أو أي رسم أبدعه فنان).
وهذا ما دعت إليه حكومتنا الرشيدة حين انطلق مشروع وطني ليجعل الحاسب الآلي في متناول كل طلابنا.
إن العمل على توفير حاسب آلي لكل طالب في شتى أرجاء هذا الوطن الفسيح لهو إنجاز غير مسبوق في كافة المستويات التعليمية العالمية وإذا عدنا للوراء لنرى البعدالتاريخي لاهتمام قيادتنا بالتعلم في جانب، وباستمرارية تطور التعليم في جانب آخر,, نجد ان أول شيء يكمن وراء هذا الاهتمام، هو اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالتعليم منذ سنوات طويلة, فحين كان تشكيل أول مجلس للوزراء كان اختيار خادم الحرمين الشريفين أن يكون وزيرا للمعارف لا سواها من الوزارات دليلا قاطعا يؤكد كل يوم كم للمعارف عنده يحفظه الله من حظوة وتحقق له اختياره حفظه الله وكان أول وزير للمعارف في منظومة الحكم القيادي الرشيد لهذا الوطن ومنذ ساعتها والتعليم يتسم بما أراده حفظه الله من اتساع أفقي وتعمق رأسي,, ومنذ ذلك التاريخ الذي وضع فيه الأساس القوي لبناء النهضة التعليمية العالية والبنيان يزداد علوا ورسوخا.
وها نحن في سنوات قليلة قياسا بعمر الزمن والتطورات نحقق قفزات تعليمية متطورة على المستوى العالمي المتحضر إن مشروع وطني يمثل نقلة حضارية، ومعلما تطورياً يحسبه التاريخ القادم لحكومتنا الرشيدة في حسابات الأمجاد والإنجازات وحب المعارف لدى خادم الحرمين الشريفين لا يزال قويا وسيبقى لانه حفظه الله يدرك مدى الأهمية الكبرى للتعليم في تحقيق التقدم المنشود لوطن ناهض يواكب مسيرة العالم الحضارية وما هناك حضارة ولا قوة بدون الأخذ بأسباب العلم المتطورة.
|
|
|
|
|